الثلاثاء 2023/10/17

آخر تحديث: 16:41 (بيروت)

شوارع بيروت وأحرام الجامعة اللبنانية: الهتاف لفلسطين وأهل غزة

الثلاثاء 2023/10/17
شوارع بيروت وأحرام الجامعة اللبنانية: الهتاف لفلسطين وأهل غزة
أمام بعثة الاتحاد الأوروبي في بيروت (مصطفى جمال الدين)
increase حجم الخط decrease

"نموت وتحيا فلسطين"، "أوقفوا المجزرة في غزّة"، "الحصار الإسرائيليّ على غزّة: جريمة حرب"، "المستشفيات ليست أهدافًا".. وغيرها من الشعارات المُندّدة لما يحصل الآن في قطاع غزّة، احتلت المشهد العام في العاصمة بيروت، منذ صباح اليوم الثلاثاء 17 تشرين الأول الجاري. مئات المستنكرين، تفرقوا في أرجاء المدينة، وأمام المقرات الأمميّة والدوليّة والدبلوماسيّة، لحثّ المجتمع الدوليّ على أخذ موقف صريح ووقف التّعامي المقصود والممنهج إزاء ما ترتكبه إسرائيل من انتهاكات بحقّ المدنيين العُزل والمحاصرين.

ومن أمام مقرّ لجنة الأمم المتحدة الاقتصاديّة والاجتماعيّة لغرب آسيا (الإسكوا)، مرورًا بمقرّ بعثة الإتحاد الأوروبيّ في وسط بيروت، وصولًا لعددٍ لا يُستهان به من كليات الجامعة اللّبنانيّة في الحدث، وقف هؤلاء المتظاهرون، حاملين مطلبًا أساسيًّا وإنسانيًّا، وهو وقف الحصار، ووقف الجريمة المنظمة، ذلك كلّه وسط تسهيلات أمنيّة- رسميّة منقطعة النظير.

تظاهرات مُشجبة ومُستنكرة
وأولى التّظاهرات التّي نُفذت اليوم، كانت في تمام السّاعة الحاديّة عشرة من أمام مقرّ الإسكوا، كانت جموع النقابات الفنيّة قد دعت لها، استنكارًا لما سمته بالصمت المريب والتّغاضي عن الحرب المُدمرة والممنهجة على قطاع غزّة، وحضرها عشرات من رواد الفنّ، من الممثلين والفنانين التّشكيليين، والموسيقيين، وغيرهم، الذين استنكروا حرمان القطاع من بديهيات الحياة الأساسيّة، واصفين ما يحصل بجريمة الحرب، التّي تقع على عاتق الجهات الدوليّة الإنسانيّة والدبلوماسيّة مسؤوليّتها.

وفي التّوقيت نفسه تقريبًا، وقف عشرات اللاجئين الفلسطينيين من الشيوخ والسّيدات المسنات والشباب والأطفال وطلاب المدارس، أمام مقرّ بعثة الاتحاد الأوروبيّ، تلبيةً للدعوة التّي نظمتها عدّة مؤسسات وجمعيات أهليّة وإنسانيّة فلسطينية في لبنان. وباللباس التّقليديّ، وقف النسوة مقابل الرجال المتشحين بالكوفيات، وحملوا جميعًا اللافتات والشعارات والصور، للمجزرة التّي يرتكبها المستوطن بحقّ أبناء جلدتهم. وطالبوا الاتحاد، المتقاعس على حدٍّ تعبيرهم، بتحييد اعتباراته السّياسيّة والنظر بشؤون هؤلاء الرازحين تحت بطش الانتقام الإسرائيليّ، المُستهدفين في منازلهم، ومخيماتهم، والمشافي، والشوارع.

فيما توالت الخطابات التّي حثّت الدول الصديقة ومنظمات الأمم المتحدة، على إلزام السّلطات الإسرائيليّة لفتح ممرات إنسانيّة وتقديم مساعدات إغاثيّة عاجلة لقطاع غزّة، وتمّ تأكيد ذلك بتقديم مذكرة للبعثة، استلمها أحد المسؤولين، أمام الأعين المترقبة والدامعة. ومن ثمّ وقفت النسوة العجائز مردّدات للأهازيج والشعارات الشعبيّة. وقد حضر عشرات من طلاب المدارس، للتضامن، وحملوا صور الأطفال ضحايا القصف المستمر (للآن قُدر عددهم بما يربو عن الألف طفل و500 امرأة من أصل ما يناهز الألفين و850 مدنيًّا قضوا بالحرب الانتقاميّة التّي تشنها إسرائيل على قطاع غزّة).

الجامعة اللّبنانيّة والتفاعل الشبابيّ
وقد حظيت المشهديّة الفلسطينيّة منذ استفحال الصراع قبل نحو عشرة أيام، بدعمٍ مُطلق من قبل الفئة الشابة والجامعيّة، حيث توالت الوقفات التضامنيّة شبه اليوميّة في مختلف الجامعات (الخاصة واللّبنانيّة -الرسميّة) والكليات. وقد عمت الوقفات هذه مختلف الكليات في الجامعة اللبنانيّة، منذ صباح اليوم، بعد الدعوة للوقفات الرمزيّة التّي تقدم بها رئيس مجلس المندوبين في الجامعة اللّبنانيّة علي رحال، لاستنكار العدوان الإسرائيليّ على غزّة، وكذلك التّعدي المُتكرّر على لبنان، والمناطق الحدوديّة، مُرجعًا الجانب التّنظيميّ لكل مندوب في فرعه.

وبالفعل، انتشرت الوقفات الرمزيّة وخصوصًا في كليات فرع الجامعة في الحدث، وكانت غالبية حاضريها من أنصار الثنائي الشيعيّ، كما جرّت العادة في الأيام الأخيرة، فيما هيمن على هذه الوقفات، طيفٌ حزبيّ طغى على محاولات بعض الأطراف اليساريّة الطلابيّة من إقامة وقفات مُنصهرة تمام الانصهار مع القضيّة بوصفها قضية مُحقّة، وإنسانيّة، بل يُلحظ أن هذه الوقفات وحتّى أمام الجامعات الخاصة كالأميركيّة AUB قد أخذت طابعًا حزبيًا بحتًا، فيما راجت دعوات "لانتهاز الفرصة المتاحة، والإطاحة بإسرائيل عن بكرة أبيها"، والتّدخل العاجل في ذلك، وهذا ما عبر عنه نذر يسير من الطلاب الذين قابلتهم "المدن".

التّورط بالحرب؟
وفيما بات واضحًا أن الشارع اللّبنانيّ مُصرّ على موقفه من القضيّة الفلسطينيّة والاعتداء الإسرائيليّ، محاولًا جهده للمساندة والمؤازرة بالكلمة والموقف والسّياسيّة، يبدو أن هذا الشارع بالمقابل وبقسمٍ كبير منه، متوجس من المساندة عسكريًا، أي ما يعني التّورط في حرب، إذ أن مختلف الوقفات التّضامنيّة التّي حضرتها "المدن" اليوم وساءلت مشاركيها عن رأيهم في هذه المسألة، وخصوصًا المشاركين من اللاجئين الفلسطينيين، نفوا استعدادهم للخوض في حرب، مُعلقين أن الأولويّة اليوم، نجدة أهلهم في غزّة، لا مسابقتهم على الاهتمام العالميّ أو فتح حربٍ إقليميّة، لا تصب في صالح القضيّة الفلسطينيّة بالمطلق، على حدّ قولهم. هذا فيما تستمر الدعوات اللبنانيّة والفلسطينيّة، لإقامة المزيد من التّحركات والتّظاهرات، للضغط قدر الإمكان على المسؤولين لتدارك ما يحصل أو بالحدّ الأدنى إمداد المنكوبين ببديهيات الإغاثة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها