الحدث الثاني، هو زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى نيويورك، للمشاركة في الاجتماعات الدورية للأمم المتحدة، وإلقائه كلمة من هناك. ومن المفترض أن يعيد عون تكرار مواقفه السابقة حول رؤيته لوجوب الإصلاح في لبنان بدعم دولي، بعد محاولاته الحثيثة وإفشاله- بحسبه- من القوى الداخلية. وسيكون خطابه مركزًا حول البحث في أي تسوية رئاسية أو اتفاق يمكن الوصول إليه، خصوصًا أنه يعكف على تأكيد ضرورة مجيء رئيس جديد يستكمل ما بدأه هو في عهده من إصلاحات.
في لبنان هناك من يرغب في إنجاز الانتخابات الرئاسية قبل ذهاب عون إلى نيويورك، لكن في ذلك صعوبة كبيرة.
البعد الدولي للرئاسة
تشير الوقائع إلى استحالة قدرة أي فريق على إنتاج رئيس للجمهورية محسوبًا على طرف، ومرفوضًا من الطرف الآخر. الجميع سيكون محشورًا بضرورة التوافق لتأمين النصاب والأصوات اللازمة، والحد الأدنى من الموافقة الخارجية أيضًا. في هذا السياق لا بد من الرهان على المواقف الدولية وكيفية انعكاسها على الواقع الداخلي. هنا يجب رصد مواقف الفرنسيين، الأميركيين، السعوديين، والإيرانيين.
على صعيد الفرنسيين هناك وضوح في ضرورة انتخاب رئيس يتم التوافق عليه بين اللبنانيين، ويقدم صورة جديدة، وقادر على الإنجاز. لذلك ثمة رغبة بالتجديد. لكن حسب معطيات متوفرة، هناك وجهة نظر أخرى تعمل قوى لبنانية على الضغط في اتجاهها فرنسيًا، سعيًا للحصول على دعم مرشح توافقي، وإن كان من الطبقة السياسية على قاعدة الواقعية. وهذا من شأنه أن يطلق ما يشبه المبادرة الفرنسية الجديدة في لبنان، وتشبه مبادرة ما بعد الرابع من آب.
أميركيًا وسعوديًا، حسب المواقف المستقاة، ينحصر التركيز في ضرورة المجيء برئيس جديد ومن خارج الطبقة السياسية، ويكون واضحًا في برنامجه الإصلاحي والتغييري، ويتكامل في برنامجه مع رئيس للحكومة، لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة والخطوات المفترضة.
إيران وحزب الله
هذه القوى الثلاث محكومة بالبحث عن توافق مع إيران، وبالتالي مع حزب الله. مقومات هذا التوافق ستكون متوفرة من بوابة مسار الاتفاق النووي من جهة، والمفاوضات الإيرانية- السعودية من جهة أخرى. وفي حال حصل تقدّم على صعيد هذين الملفين، يمكن لذلك أن ينعكس توافقًا في لبنان. أما إذا تعثّر المسار، فلا بد للتعثر اللبناني من أن يستمر، وقد يطول مع ما يعنيه ذلك من استمرار الانهيار، وربما الدخول في مرحلة جديدة من مراحل الانفجار الاجتماعي أو السياسي.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها