لكن لا يمكن إغفال مساعي ترتيب العلاقات السعودية- الأميركية، خصوصًا في ضوء معلومات عن ترتيب لقاء بين الرئيس الأميركي جو بايدن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، موضوعه الأبرز البحث في رفع إنتاج النفط السعودي. ولا بد للسعودية من أن تطالب بمكاسب سياسية في المقابل، بدلًا من تقديم واشنطن تنازلات لصالح طهران.
عباس ابراهيم والترسيم
الملف النفطي يشكل أولوية للقوى الدولية، ولا سيما أميركا وأوروبا. وتقول مصادر متابعة إن الزيارة الخاصة التي يقوم بها اللواء عباس ابراهيم إلى واشنطن ترتبط بترسيم الحدود، وبحثًا عن إنجاز قريب لاتفاق. يأتي ذلك بعد مواقف لرئيس الجمهورية ميشال عون دعا فيها الأميركيين إلى تفعيل مبادرتهم للوصول إلى الاتفاق الذي يريد الأميركيون ضمان موافقة حزب الله عليه.
لا ينفصل هذا عن إصرار إسرائيل على البدء بعمليات الحفر والتنقيب في حقل كاريش أو في سواه من الحقول، على الرغم من عدم الوصول إلى اتفاق مع لبنان. وفي حال تم التوصل إلى صيغة أميركية مرضية، يمكن إنجاز ملف الترسيم. أما في حال التعثّر فيرتفع منسوب التوتر جنوبًا، ويرتبط بتطورات العلاقة الإيرانية- الأميركية.
ثمة من يرى في زيارة اللواء عباس ابراهيم إلى أميركا، نوعًا من توازن أميركي مع السعودية في الملف اللبناني. فالرياض تعتبر أنها معنية مباشرة بما يحدث في لبنان ما بعد الانتخابات. وهي تبحث عن موقف أميركي مؤيد لطروحاتها في هذا المجال.
سباق التصعيد والتهدئة
وتفيد المؤشرات أن المنطقة مقبلة على تطورات حاسمة في المرحلة المقبلة. الملف السوري سيكون حاضرًا مجددًا. ولا يمكن إغفال كلمة السفير السعودي وليد البخاري، الذي وصف الشخصيات المحسوبة على النظام السوري بأنها رموز الغدر، وسقطت في الانتخابات. وهذا موقف سعودي يحمل منسوبًا مرتفعًا من الاعتراض على النظام في سوريا، ويشير إلى استبعاد أي محاولة لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية في هذه المرحلة.
وسط هذه التطورات، ينتظر لبنان تبلور الصورة الإقليمية والدولية. والضغط القائم حاليًا قد يدفع إلى تسويات معينة أو موقتة، وقد يدفع في المقابل إلى تصعيد وتدهور غير مسبوق.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها