الخميس 2022/12/08

آخر تحديث: 00:10 (بيروت)

باسيل يسبق خصومه ولن يقبل ضمانة من أحد

الخميس 2022/12/08
باسيل يسبق خصومه ولن يقبل ضمانة من أحد
يفضل الحزب عدم الردّ على باسيل وتركه ليهدأ ويعيد حساباته(عباس سلمان)
increase حجم الخط decrease

 حوّل جبران باسيل نفسه إلى مستدرج عروض. هي ليست المرّة الأولى التي يصل فيها الرجل إلى هذا الإختلاف مع حزب الله، لكنها من أكثر المرّات تقدّماً. تتحكم فيها حسابات كثيرة، أهمها رئاسة الجمهورية، وثانيها مساعيه لسلوك طريق إداري وآخر سياسي بهدف الوصول إلى رفع العقوبات. وفي الخلاف مع الحزب يجد باسيل نفسه محتضناً مسيحياً، حالما يرفع سقفاً تصعيدياً على المستوى المسيحي، تلحق القوى الأخرى بركبه، وهو ما انطبق على موقفي القوات اللبنانية وحزب الكتائب بشأن جلسة الحكومة وغيرها. يبقى باسيل سابقاً خصومه المسيحيين بأكثر من خطوة، فعندما يرفع هو السقف يلتحقون به ضمن حملة المزايدة المسيحية، أما عندما تكون ظروفه في كامل الإنسجام مع الحزب وهم يلجؤون إلى رفع السقف فلا يلتزم ولا يلتحق بهم.

تلاقي على رفض فرنجية
حالياً يلتقي باسيل مع القوات والكتائب على رفض سليمان فرنجية. وصل إلى حدّ اتهام حزب الله بالإخلال بالوعد والتعهد. ولوّح باعتماد اللامركزية الموسعة إدارياً ومالياً على الأرض ومن خلال التطبيق، وهو الخيار الذي يلجأ إليه عند كل مفترق طرق للعلاقة مع الحزب، سرعان ما يجد هذا الكلام قبولاً مسيحياً، فيما هو مستخدم لابتزاز الحزب أكثر. يفضل الحزب عدم الردّ على باسيل وتركه يرفع سقفه إلى حدوده القصوى، وبعدها لا بد له أن يهدأ ويعيد حساباته.

من فترة يعكف باسيل على دراسة جملة عروض قّدمت له، أولها من حزب الله للذهاب إلى خيار السير بسليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية على أن يشكل الحزب الضمانة له، ولكن عندما أشار في موقفه الأخير بأن الحزب لم يلتزم بهذه الضمانة، فكانت إشارة واضحة منه إلى أنه لا يرتضي ضمانة من أحد، لا سيما أن في خلفية رأسه فإن فرنجية سيكون على وئام مع نبيه بري ووليد جنبلاط ما سيكبّل مشروعه كرئيس للتيار الوطني الحرّ الذي يريد امتداداً لعهد رئيس الجمهورية ميشال عون. ثانيها، عرض مقدم من جهات خارجية تدفعه إلى السير في قائد الجيش جوزيف عون على قاعدة أنه الأوفر حظاً والذي يمكن التفاهم عليه على أن يكون هو الدافع إلى انتاج التسوية حول قائد الجيش.

ضيق هامش المناورة 
في مواقفه رفض باسيل نهائياً السير بفرنجية. بعد جلسة الحكومة زاد باسيل من اعتراضه على فرنجية، على الرغم من كل الإتصالات التي حصلت معه للتأكيد على أهمية هذا الخيار. ما يعني أن باسيل أصبح أمام خيارين الأول هو تبني خيار جوزيف عون، والثاني هو الذهاب إلى خيار ثالث يحاول تسويقه. وفيما ضغط الحزب عليه لاعتماد خيار رئيس تيار المردة، زاد هو من رفضه، ولكن هذا الإختلاف، سيضيق له هامش مناورته مع الحزب وحتى مع قائد الجيش جوزيف عون. لأنه لن يكون قادراً على فرض المزيد من الشروط خصوصاً كلما طال أمد الوصول إلى التسوية.

خيار عون واحراج حزب الله 
عندما اتخذ حزب الله خيار المشاركة في الجلسة أبلغ باسيل بذلك قبل انعقادها ولذلك لم يكن الرجل قد تفاجأ، كما تم إبلاغه بأنه لا يمكن للحزب أن يستمر في اتخاذ خيارات يحاول هو إملاءها عليه. بتقييم حزب الله لكلام باسيل فإن الرجل لم يكسر الجرّة نهائياً، ولم ينه التفاهم إنما أبقى خطوط التواصل قائمة لكنه يريد التفاوض من موقع جديد. بحال ذهب باسيل إلى تبني خيار جوزيف عون فإن حزب الله سيشعر بنوع من الحرج بسبب خيار حليفه، وهذا سيضعف قدرة الحزب على التفاوض الرئاسي. في هذه اللعبة يتقدّم باسيل المشهد على غيره من المسؤولين السياسيين، يبدو وكأنه قد احتلّ الساحة وحيداً، يتحرك على أرض الملعب فيما الآخرون يقفون في مكانهم أو يجلسون على مقاعد المتفرجين. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها