الأحد 2022/01/30

آخر تحديث: 11:14 (بيروت)

مقتل شبان طرابلسيين التحقوا بداعش العراق: رسائل روّعتهم وحرضتهم

الأحد 2022/01/30
مقتل شبان طرابلسيين التحقوا بداعش العراق: رسائل روّعتهم وحرضتهم
لدى الأجهزة الأمنية موقوفين متورطين بعمليات تهريب الشبان إلى العراق (الانترنت)
increase حجم الخط decrease

ارتفعت حصيلة قتلى شبان طرابلس المفقودين في العراق، بعد تداول معطيات أمنية وميدانية عن التحاقهم بتنظيم داعش هناك، على دفعات متتالية، منذ نحو شهرين.  

وفي خبرٍ مفجع تلقاه ذوو هؤلاء الشباب- وقد سبق أن نشرت "المدن" روايات هربهم إلى العراق- ليل أمس السبت عن مقتل عدد منهم هناك. وبعد ساعات من محاولات التدقيق، تأكد الأهالي من مقتلهم، إثر نشر وكالة الأنباء العراقية، خبرًا مفاده أن خلية الاستهداف المشترك في قيادة العمليات المشتركة، وقيادة القوة الجوية، وجهت ثلاث ضربات دقيقة بواسطة طائرات F16 العراقية، في العظيم ضمن قطاع عمليات ديالى، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 9 عناصر من داعش.  

من البؤس إلى الموت
واللافت أن الوكالة نقلت عن مصادر أمنية، أن من بين هؤلاء 3 لبنانيين، لقوا حتفهم، وذكرت أنهم "من وادي النحلة شمال لبنان، وهم عمر سيف، بكر سيف، وأنس الجزار". وتأتي هذه العملية، ردًا على هجومٍ نفذه تنظيم داعش قبل أكثر من أسبوع، وأسفر عن مقتل ضابط و10 جنود عراقيين في ناحية العظيم بديالى.  

لكن، ماذا عن روايات ذوي قتلى شمالي لبنان؟ 

حتى الآن، ثمة تضارب حول حصيلة القتلى. ورغم أن الإعلام العراقي يتحدث عن مقتل 3 لبنانيين، إلا أن ذوي الشبان تبلغوا أنباء عن مقتل نحو 6 شبان. فإضافة إلى المذكورين أعلاه، هناك معلومات عن مقتل شاب من آل السيد (من القبة)، وشابين شقيقين من آل شخيدم (من وادي النحلة).  

وتُضاف هذه الحصيلة غير النهائية، إلى لائحة القتلى، وكان أولهم الشابين الطرابلسيين أحمد الكيال وزكريا العدل، اللذين قتلا في العراق نهاية كانون الأول الفائت.  

وفي اتصال مع "المدن"، تتحدث أم علاء، وهي والدة عمر سيف (29 سنة)، عن فاجعتها الكبيرة جراء تلقيها الخبر، وتطالب الأجهزة الأمنية اللبنانية أن تسعى فورًا للتثبت من صحة هذه الأنباء، والحصول على جثمان إبنها.
 

وكان عمر قد اختفى من منزل عائلته عشية رأس السنة الفائتة، ولدى تبليغ العائلة الأجهزة الأمنية، جاءهم الجواب أن ابنهم هرب إلى العراق والتحق بداعش. وسبق لهذا الشاب أن سجن 5 سنوات في رومية بتهمة الإرهاب مع شقيقيه، وهو عاطل عن العمل، وكان يشتفل حمالًا على نحو متقطع.

وطوال مرحلة اختفائه، تواصل عمر مرة واحدة مع عائلته، في حديث مقتضب من رقم خارجي، من دون إعطائهم أي تفاصيل عن وضعه. لكن قبل يومين تلقت والدته رسالة على هاتفها من الرقم نفسه، فأجابت عليها: "كيفك حبيبي طمني عنك"، فرد عليها مجهول من الرقم ساخرًا: "حبيبك مات".  

رسائل ترويع وتحريض
وفي انتظار اكتمال روايات ظروف مقتل الشبان في العراق، يطرأ السؤال مجددًا حول "أين الرواية الأمنية اللبنانية"، سواء لجهة مقتل الشبان، والحصيلة الرسمية، أو كيفية اختفائهم وعبورهم الحدود نحو العراق؟ خصوصًا أنهم هربوا برًا بطريقة غير شرعية، وانتقلوا من الأراضي السورية الواقعة تحت سيطرة النظام وحلفائه، قبل دخولهم العراق.  

وتفيد معلومات "المدن"، أن لدى الأجهزة الأمنية ما لايقل عن اثنين من الموقوفين، وهما متورطان بعمليات تهريب الشبان إلى العراق. وسبق أن ذكرت "المدن" أن معظم الشبان الذين انتقلوا إلى العراق، تلقوا اتصالات لترهيبهم وتحذيرهم من أنهم مطلوبون وملاحقون أمنيًا، ودعتهم إلى الهروب فورًا.  

وفي معلومات أخرى، فإن بعض الشبان، وخصوصًا من أنهوا محكومياتهم في السجن بتهم الإرهاب، يتلقون اتصالات من نزلاء داخل سجن رومية، تدعوهم للهروب إلى العراق، وتسهيل انتقالهم، مقابل مغريات مادية يحصلون عليها هناك. وهنا يبرز سؤال آخر: إذا كانت الحدود سائبة، هل يُعقل أن داتا الاتصالات غير مراقبة لتتبع خيوط مثل هذه القضية المقلقة للبنانيين عمومًا، ولأهالي طرابلس الذين يخشون من إحياء سيناريوهات التطرف والإرهاب؟  

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها