اليوم ومع تراجع شعبية التيار، ودخول منافسين كثر في الدائرة، لا خيارات أمامه للحفاظ على مقعدين عونيين صرف يحتلهما سيزار خليل وماريو عون. فدخول الحلفاء معه سيؤدي إلى المزيد من الخسارات، سواء على المستوى الشعبي أو على المستوى المقاعد الخاصة. في حال انضم وئام وهاب سيكسب على ظهر التيار، في حال قرر جنبلاط التخلي عن أحد المقاعد الدرزية في الشوف، للحفاظ على المقعد الكاثوليكي. لكن هذا سيزيد الامتعاض الدرزي من التيار ويشد العصب عند الاشتراكي. أما عدم التحالف مع وهاب فلا يعطي اللائحة حظوظ ضمان المقعد ثالث مع مقعد طلال أرسلان.
عطالله-البستاني-عون
معضلة تراجع التيار تتزامن مع الخطوة التي ستلجأ إليها القوات وخيار ترشيح مكرزل في عاليه وإقفال الطريق على خليل وإمكانية بقاء النائب نعمة طعمة مرشحاً مع التقدمي الاشتراكي في الشوف عن المقعد الكاثوليكي، الذي يقفل الباب على مرشح التيار غسان عطالله.
على المستوى الداخلي وبموازاة الخلافات بين المرشحين في عاليه، تبرز الخلافات والإشكاليات بين المرشحين في الشوف. ففي ظل عدم تمكن التيار من الحصول على حاصلين على مستوى الدائرة ككل يعاني التيار من خلافات مرشحيه في الشوف للتسابق على الأصوات التفضيلية. فعطالله لا يريد تكرار التجربة السابقة بالسقوط، ويريد أصواتاً تفضيلية كي يتمكن من الفوز بالمقعد الكاثوليكي، ما يؤثر على ماريو عون ويهدده بالخسارة. وتراجع شعبية ماريو عون حتى في منطقته التي يترشح عنها في ساحل الشوف، تدفعه للمطالبة بأصوات تفضيلية. كذلك تشتد الخصومة بين ماريو عون والنائب فريد البستاني، حليف التيار. فكلاهما يترشحان عن المقاعد المارونية في الشوف، والبستاني عزز حضوره في المنطقة وقدم خدمات للحفاظ على مقعده. ونجاحه سيكون بجزء كبير على حساب خسارة عون.
أصوات السنّة
المعضلة الثانية التي يعاني منها اختلاف طبيعة توزيع أصوات السنّة. فهي منقسمة بشكل أساسي بين المستقبل وجنبلاط والجماعة الإسلامية وبهاء الحريري الذي استقطب مئات العائلات بفعل الخدمات في المنطقة. وأصوات اللائحة العونية السنّية المرة الماضية كانت عرضية وغير ثابتة، نتيجة سوء تقدير عند اللائحة المنافسة وعدم مراعاة الحساسيات المناطقية بين برجا وشحيم، بسبب ترشيح الاشتراكي النائب بلال عبدالله من شحيم وتيار المستقبل النائب محمد الحجار من شحيم أيضاً. ما جعل أصوات برجا تذهب للمرشح علي الحاج على لائحة باسيل.
المعارضة والمغتربون
أما في الخارج، فعدد المغتربين المسجلين يقدر بحاصلين انتخابيين. وبين المغتربين الصوت سيكون اعتراضياً على التيار (باستثناء القوات اللبنانية أكثر الأحزاب نشاطاً وتنظيماً في دول الاغتراب) وعلى الاشتراكي. وحجم الاعتراض الدرزي بين المغتربين سيكون مفاجئاً كما تؤكد المصادر.
إلى ذلك يعاني التيار أيضاً من فوز قوى المعارضة بمقعد أقله، لأنه سيكون من حصته بالدرجة الأولى. فوفق الإحصاءات تستطيع المعارضة في حال شكلت لائحة واحدة الحصول على مقعدين، واحد من حصة التيار وآخر من حصة الاشتراكي. لكن لا بوادر بتأليف لائحة معارضة إلى حد الساعة، رغم أن الاستطلاعات التي تجرى في كل لبنان يتبين أن 50 بالمئة من اللبنانيين ضد الطبقة السياسية. لكن لا يمكن صرف هذا الاعتراض في صناديق الاعتراض من دون جبهة معارضة على مستوى لبنان، تعطي الثقة للناخب بالبديل عن القوى السياسية. ورغم ذلك، تؤكد مصادر مطلعة، أنه يفترض أن تحسم المعارضة الموضوع في غضون أسبوعين، وتسير بالإمكانات والأسلحة المتوافرة، وعدم انتظار إرضاء كل مجموعة من مجموعات الثورة وهي بالمئات. وتكون الأشهر الثلاثة المتبقية للانتخابات كافية لتجييش الرأي العام وإحداث موجة تغييرية في كل لبنان.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها