الجمعة 2021/06/04

آخر تحديث: 20:44 (بيروت)

10 أشهر على مجزرة المرفأ: قصة الكلاب والأسُود

الجمعة 2021/06/04
10 أشهر على مجزرة المرفأ: قصة الكلاب والأسُود
الأهالي: أي كتلة لا تصوّت لإسقاط الحصانات سنعتبرها شريكة بالجريمة (مصطفى جمال الدين)
increase حجم الخط decrease
10 أشهر على جريمة 4 آب، وإلى الآن لا عدالة. 215 ضحية سقطوا، الموقوفون 19، والمدعى عليهم بالعشرات في لبنان والخارج، لكن لا شيء محسوماً بعد في الملف. وعلى ما قاله المحقق العدلي في القضية، القاضي طارق البيطار، أمس، تم الاقتراب من نسف إحدى النظريات الثلاث حول انفجار مرفأ بيروت. تلحيم؟ صاروخ؟ عمل أمني؟
بالنسبة لأهالي الضحايا، كل هذا لا يعنيهم طالما أنّ المطلوب حسم ما هو مؤكد، لا نفي ما هو مرجّح. القاضي طارق البيطار، يعلم تماماً حجم الضغوط الموضوعة عليه، ويدرك أنّ غضب الناس عموماً وأهالي الضحايا خصوصاً، سينصبّ أولاً عليه، نظراً لموقعه ومهامه القضائية. لكن الأهالي شهداء وضحايا انفجار المرفأ وجهوا اليوم رسائل في اتجاهات مختلفة، للسياسيين ومنظومتهم الحاكمة وللقضاء.

كلمة الأهالي
كما درجت العادة في الأشهر الأخيرة، وفي الرابع من مطلع كل شهر، نظّمت لجنة أهالي شهداء المرفأ وقفة احتجاجية على جسر شارل حلو، قبالة المرفأ. ويمكن للكلمة التي ألقاها إبراهيم حطيط باسم الأهالي أنّ تلخّص الموقف، بما فيه من غضب ومطالب. قال حطيط إنه "نقف اليوم بعد مرور 300 يوم على مجزرة سلطة الفساد والمحاصصة، تلك السلطة التي تحكّمت بمفاصل القرار فنخرت بفسادها كل المؤسسات الرسمية والأمنية والقضائية، نقف عزّل إلا من سلاح الحق والإرادة والعزيمة والقوة التي نستمدها من دماء سفكوها ظلماً وعدواناً ولم يكلفوا أنفسهم حتى عناء الاعتذار خوفاً من تحمّل المسؤوليات". وفي رسالة أولى إلى رئيس الجمهورية من دون تسميته، تابع حطيط مشيراً إلى أنّ "البعض لم يكتف بذلك، فرعى احتفالاً لجمعية وقحة أرادت الرقص على أشلاء ضحايانا في مسرح الجريمة، حقاً لا تأسفنّ على غدر الزمان فطالما رقصت على جثث الأسود كلاب، تبقى الكلاب كلاب وتبقى أسود شهداء المرفأ أسود".

مسمار.. وقضاء
وأكد حطيط أنه "لا شركات ولا مؤسسات ولا مستثمرين ولا إعادة إعمار ولا حتى دق مسمار مسموح في مرفأ بيروت قبل جلاء الحقيقة، ساعدونا بكشف الحقيقة نساعدكم بباقي الأمور". وأشار حطيط، في موضوع القضاء، إلى "تسجيل استغراب من الغياب المشبوه لدور النيابة العامة التمييزية عن إجراءات التحقيق، وكأنها غير معنية فيه. كما نعرب عن استهجاننا لتحوّلها إلى محامي دفاع عن المتّهمين بدل الادعاء عليهم، كأنها خاضعة للإملاءات السياسية. وسيكون لنا رد فعل عليها لو استمرّت". وتوجّه حطيط إلى القاضي البيطار بالقول إنه "في آخر لقاء منذ أسبوعين فهمنا أنّ الأسبوع الماضي كان آخر أسبوع للاستماع إلى الشهود، وأنّ الأسبوع الذي سيليه أي هذا الأسبوع هو أسبوع بداية استدعاء المتّهمين". وأشار إلى أنه بناءً على هذه الوعود "قمنا بوقفة تحذيرية أمام مجلس النواب لتحذيره، بأننا مستعدون لاقتحامه ولو قتلونا في حال تكرار ما حصل مع القاضي صوّان".

رفع الحصانات
وعاد حطيط وتوجّه إلى البيطار، معتبراً أنّ "الاستراتيجية التي يعتمدها قد تكون مقنعة على الصعيد الشخصي، إلا أنها لاقت عدم رضى الكثيرين من عوائل الشهداء"، داعياً إياه إلى تبديل الخطة. وجدد الأهالي مطلب رفع الحصانة عن أي متّهم بين نواب البرلمان، فلفت حطيط إلى أنّ "رفع الحصانات متاح لو أرادت الكتل النيابية مساعدتنا بذلك، وأي كتلة تتغيّب أو لا تصوّت لهذا الأمر سنعتبرها شريكة بالجريمة، وبالتالي ستكون عدواً لنا". وأضاف أن الأهالي بصدد التحضير لوقفات متكررة أمام مجلس النواب، مكرراً مطلب إعلان يوم 4 آب ذكرى حداد وطني، ومعتبراً أنّ "التأخير والتجاهل معيب، كما نطلب من محافظ بيروت تسمية هذه الساحة باسم ساحة شهداء تفجير مرفأ بيروت، ونكرر تمنياتنا على جميع اللبنانيين بإضاءة شمعة على شرفاتهم في الرابع من كل شهر".

وأطلقت اليوم منظمة "معاً"، كتيّباً خاصاً بضحايا المرفأ. فنظّمت عند السادسة مساءً نشاطاً مقتضباً نظراً للإجراءات الصحية. وأعلنت توثيق 203 شهادات لعائلات فقدت أبناءها في الجريمة، من أصل 215 ضحية. بعنوان "رماد حيّ". صدر الكتيّب اليوم ليحكي قصصاً عن شهداء جريمة 4 آب، تكريماً لهم وتخليداً لذكراهم.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها