معمعة كسروان: صدمة البستاني وحيرة البون بزوجته

البستاني-عازار
تَوزُّع القوى في كسروان يجعل معركة الدائرة محصورة على مقعدين مارونيين في كسروان كانا لشامل روكز وروجيه عازار، على لائحة التيار الوطني الحر. إلا إذا لم يتحالف التيار وحزب الله فتنتقل المعركة أيضاً إلى المقعد الشيعي في جبيل، وتصبح على ثلاثة مقاعد على مستوى الدائرة الكبرى.
لكن وقبل احتدام المعركة، يبدو أن التيار الوطني الحر يعاني من ضعف شديد في كسروان. وبمعزل عن انفكاك نعمة افرام وشامل روكز عن التيار، لا يجد مرشحو التيار أي عامل جذب للائحة التي تراجعت حظوظها للتنافس على مقعد واحد في جبيل، ونصف مقعد في كسروان. بل إن مرشحة التيار الوزيرة السابقة ندى البستاني، التي كانت تزور منطقة في الفتوح، والتقت بأحد المطارنة الذي كان يناصر التيار، صدمها قوله لها: "بعد خبرتي الطويلة في الحياة اكتشفت أن العائلات أفضل من الأحزاب في هذا البلد. العائلات عندما تصادق تصادق بشرف وعندما تتخاصم تتخاصم بشرف". ووفق مصادر "المدن"، فحتى النائب روجيه عازار ممتعض من التيار. وقد أسس لشعبيته في المنطقة طوال الفترة الماضية.. وها هي البستاني تأتي لقطف المقعد النيابي.

لوائح كثيرة
في الانتخابات النيابية السابقة، كانت المعركة بين ثلاث لوائح أساسية: التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية ولائحة فريد هيكل الخازن. وخرجت اللائحتان المدعومتان من حزب الله ومن المجتمع المدني من المنافسة. لكن هذه المرة ستشهد الدائرة تشكيل نحو ست لوائح أساسية، تضم شخصيات وزعامات وأحزاب مختلفة ومتصارعة. ووفق توزع مراكز القوى على مستوى الدائرة، المعركة ستكون في كسروان، لأن ساحة جبيل محسومة للتيار العوني والقوات على المقعدين المارونيين للنائبين زياد حوّاط وسيمون أبي رميا. وفي حال تحالف التيار مع حزب الله يحسم المقعد الشيعي في جبيل للحزب. وهذا السيناريو الأكثر ترجيحاً في ظل معاناة التيار بتشكيل لائحة في كسروان في ظل انسحاب النائبين نعمة افرام وشامل روكز منها. 

ثلاثة أقوياء
في معركة كسروان، يتصدر الانتخابات ثلاثة مرشحين أقوياء، هم النواب نعمة افرام وشوقي الدكاش وفريد الخازن. باتت لائحة افرام-الكتائب-جبهة المعارضة اللبنانية منجزة، رغم وجود بعض التباينات حديثاً بين الكتائب وافرام، يعمل الطرفان على حلها، وفق ما تؤكد مصادر مطلعة. أما لائحة القوات اللبنانية، فتطمح للوصول إلى أكثر من مقعدين هذه المرة، وثمة تواصل مع النائب السابق فارس سعيد في جبيل. لكن الأخير يتفاوض مع أطراف أخرى بينها النائب شامل روكز في كسروان وحركة سوا للبنان التابعة لبهاء الحريري. أي، لن يتحالف سعيد مع الخازن كما حصل في العام 2018، وسيخوض الخازن الانتخابات بتحالفات موضعية طالما لا يوجد منافسة لمقعده في كسروان. 

التيار-حبيش
أما روكز الذي يريد التحالف مع المجتمع المدني، فلديه فريقان بين الضباط: واحد يدعوه للمضي بالترشح وآخر ينصحه بالانسحاب، خصوصاً أن إحدى مشكلاته أنه من خارج كسروان. وهو لا يستطيع التحالف مع افرام في ظل خلافات الأخير مع داعم روكز الأول جوان حبيش. ورغم وجود شائعات عن إمكانية دعم حبيش لائحة التيار من خلال ترشيح مقربين منه عليها، أكدت مصادر مقربة منه أنه لبى لقاء الغداء مع جبران باسيل لأنه يساير الجميع. جلّ ما حصل أن باسيل طلب اللقاء معه ورحب به. لكنه قلباً وعقلاً ضد جبران، ويميل إلى الخط التاريخي في التيار. والأخير قرر ترشيح رجال الأعمال توفيق سلوم، وهو مناضل معروف في التيار وابن منطقة الفتوح. ما يجعله يدخل في منافسة إبن الفتوح منصور البون.

البون-التيار
ووفق مصادر مطلعة تراجعت حظوظ انضمام البون إلى اللائحة التي يعمل على تشكيلها بهاء الحريري. وهناك إمكانية للانضمام إلى لائحة التيار، لكنه سيرشح زوجته سيلفانا شيحا بدلاً منه. ففي الانتخابات السابقة وُعِد بتوزيرها لقاء ترشح البون على لائحة التيار، ونكث باسيل الوعد. لكن هناك محاولات لإصلاح الوضع من خلال ترشيحها على اللائحة، ما يضعف حظوظ البستاني بالفوز على مستوى الأصوات التفضيلية. 

سعيد-الحريري
أما اللائحة التي قد تحدث مفاجأة فهي تلك التي يتم التفاوض عليها بين النائب السابق فارس سعيد وبهاء الحريري. كان سعيد يفضل البون على اللائحة في كسروان. لكن بذهاب الأخير إلى لائحة التيار، فإن التفاوض الحالي هو لتشكيل لائحة تضم مرشح بهاء الدكتور سليم هاني، مدير مستشفى سان جون التابعة لجامعة اللبنانية الأميركية، وكان مسؤولاً عن حملة التلقيح في المنطقة، فضلاً عن الخدمات الطبية التي شملت أبناء المنطقة. وهذا المستشفى تابع لوقف جمعية المرسلين اللبنانيين، أي يلقى دعم الكنيسة.   

ووفق مصادر متابعة، بات سعيد مقتنعاً بمشكلة الأصوات في الدائرة، وكيفية توزعها على القوى السياسية. وهذا ما يدفعه إلى إمكانية عدم الترشح أو اختيار شخص آخر يدعمه. وفي حال ترشح على لائحة بالتوافق مع بهاء سينظر إلى المسألة من زاوية مواقفه السيادية المتشابهة مع الحريري. ويكون الترشح كمكسب سياسي لما يشكله الحريري من بعد سنّي في حال تمكن من وراثة والده رفيق الحريري. وربما تضم هذه اللائحة مرشح الخط التاريخي للتيار. فقد كان يفترض أن يحصل لقاء بين مجموعة بهاء والخط التاريخي، وتأجل لأسباب تقنية. هذا فضلاً عن عدم حسم ترشح روكز، لأن قدامى التيار ينظرون إلى روكز والخط التاريخي كطرف واحد.