الأحد 2021/12/05

آخر تحديث: 13:40 (بيروت)

جعجع وحزب الله ووليد جنبلاط: عقدة الحكومة والقوى الظلامية

الأحد 2021/12/05
جعجع وحزب الله ووليد جنبلاط: عقدة الحكومة والقوى الظلامية
تتوالى دعوات إعادة الحياة إلى مجلس الوزراء في حين أنّ العقدة على حالها (دالاتي ونهرا)
increase حجم الخط decrease
إن كانت زيارة الرئيس الفرنسي إلى الرياض فتحت كوّة في جدار الأزمة بين لبنان ودول الخليج، إلا أنه على ما يبدو فإنّ هذه "الكوة" غير عميقة. إذ صدر البيان الفرنسي-السعودي مشيراً إلى القرارات الدولية ومشكلة سلاح حزب الله في لبنان والمنطقة. وكل هذا منفصل تماماً، إلى الآن، عن أزمة الحكومة اللبنانية المعطّلة داخلياً بفعل شرط تنحية المحقق العدلي القاضي طارق البيطار. فتتوالى الدعوات، حتى من قبل الفريق المعطّل لعمل الحكومة، لإعادة تفعيل العمل الوزاري ومواجهة التحديات الجمّة التي تواجهها البلاد على مختلف الأصعدة المالية والاقتصادية والاجتماعية. وبينما يشدّد الجميع على أولوية عودة الحكومة إلى العمل، تبقى عقدة التعطيل على حالها.

عقدة البيطار
على الرغم من تعطيل حزب الله وحركة أمل لجلسات الحكومة، قال عضو المجلس المركزي في الحزب، الشيخ نبيل قاووق، إنّ حزبه "حريص على إنجاح كل المساعي التي تبذل لاستعادة الحكومة لدورها وحلّ الأزمة الحكومية". وأضاف أنّ مساعي الحلحلة "لم تتوقف والفرص جيّدة والطريق غير مسدود والعقدة غير مستعصية"، مشدداً على أنّ "أولوية الحزب هي خدمة اللبنانيين". أما الوزير السابق محمد فنيش، فدعا من جهته الحكومة إلى "معالجة الخلل الذي أدى إلى عدم اجتماع مجلس الوزراء، والمتمثل بأداء القاضي بيطار البعيد من الدستور، والذي تجاوز الصلاحيات الدستورية، ويعمل باستنسابية واستغلال وتوظيف لجريمة انفجار المرفأ والضحايا، فضلاً عن الخضوع لشعبوية ما، من أجل إلحاق ضرر وتحميل المسؤولية لجهة سياسية".

الجرأة المفقودة
وفي موقف متجدّد، شدّد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي حسن خليل على أولية إطلاق عمل الحكومة "ابتداءً من معالجتها للخل القائم على صعيد تجاوز الدستور في سبيل تصويب المسار القضائي الذي يجرّ البلد إلى أزمة عميقة تتّصل بقضية احترام الدستور والقانون كأساس لانتظام عمل المؤسسات". وعدا جملة التناقضات الواردة في الجملة أعلاه، بين عمل المؤسسات والتدخل في عمل القضاء، اعتبر خليل أنّ الخروج من الأزمة الحكومية "يتطلّب جرأة في المعالجة وتحملاً للمسؤولية ورفضاً للخنوع ومنطق الضغط الذي يمارس على الأجهزة القضائية والتنفيذية في البلد، مزيد من الضغط والحصار والتصفية السياسية".

ضربة للحزب
وعلى صعيد آخر، وصف رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي بـ"الضربة الكبيرة لحزب الله"، مضيفاً أنّ هذه الاستقالة "لن تحلّ الأزمة بل ستكون مقدمة لدخول حوار صريح وواضح ومباشر لإجراء تغيير في السياسات اللبنانية". واعتبر جعجع أنّ "الأزمة مع دول الخليج أكبر بكثير من قرداحي، إذ تتعلق بحزب الله وسياساته ‏وتدخلاته في عدد من الساحات العربية، إضافة إلى سيطرته على الدولة اللبنانية وقراراتها، وبالتالي فإن حل الازمة يحتاج الى تغيير كبير في سياسة الحزب وتوجهاته وحل معضلة سلاحه واعتماد سياسة خارجية واضحة". وشدد جعجع على أنّ "مشكلة الحزب تكبر أكثر فأكثر في ظل الأزمات المتوالية والانهيارات التي تتسبب فيها سياسته، أو الناجمة من المشروع الإيراني الذي لم ينتج سوى الكثير من الدمار والتدهور".

همّ جنبلاط الاجتماعي
وعلّق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، على مبادرة ماكرون تجاه الأزمة مع الخليخ بالإشارة إلى أنّها "مبادرة شجاعة لإنقاذ لبنان، لكن علينا ألّا ننسى قوى الظلام ودورها التقليدي في إفساد كل شيء وقتله". وعبّر جنبلاط عن هموم أخرى تتجسّد في الأمور الحياتية والمعيشية للبنانيين. وشدد جنبلاط في لقاء حواري مع منظمة الشباب التقدمي على ضرورة عودة الحكومة إلى العمل وإقرار البطاقة التمويلية "وغيرها من الإجراءات المعيشية الملحّة وأخذ المبادرة في مختلف المجالات والقطاعات". ولفت جنبلاط إلى أنّ "الأهم اليوم إعادة تفعيل عمل الحكومة لما فيه من أهمية توفير مقومات الصمود ودعم الناس، ومقاربة رسمية جدية في العمل مع الجهات المانحة لتوفير الدعم والمساعدات، وملف الطبابة والاستشفاء، والدعم الاجتماعي".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها