السبت 2021/12/04

آخر تحديث: 17:04 (بيروت)

السعودية تحدّد موقفها لمساعدة لبنان: اصلاحات شاملة سياسياً واقتصادياً

السبت 2021/12/04
السعودية تحدّد موقفها لمساعدة لبنان: اصلاحات شاملة سياسياً واقتصادياً
طالب ماكرون السعودية بإعادة سفيرها إلى لبنان وعودة السفير اللبناني إلى السعودية (Getty)
increase حجم الخط decrease
أصر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على طرح الملف اللبناني في محادثاته مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال زيارته إلى المملكة العربية السعودية اليوم السبت 4 كانون الأول. وهو أراد استخدام استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي لإعادة فتح الحوار بين لبنان والسعودية. وقد أصر ماكرون على إجراء اتصال مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال لقائه بولي العهد السعودي. وفي هذا السياق، تشير مصادر متابعة إلى أن ماكرون حمل معه إلى السعودية مقترحاً يقوم على إعادة إحياء العلاقات الديبلوماسية بين لبنان ودول الخليج، وطالب السعودية بإعادة سفيرها إلى لبنان، مقابل عودة السفير اللبناني إلى السعودية، على أن يسري الأمر نفسه على كل دول الخليج.

عودة بعد الإصلاحات 
في المقابل، تقول المصادر إن الموقف السعودي كان واضحاً حول لبنان وأن السعودية لا تريد ترك البلد ولا الشعب اللبناني، وهي مستعدة للتعاون، وكانت سابقاً قد أعلنت عن الاستعداد لتوقيع اتفاقيات حول مشاريع استثمارية، ولكن لبنان هو الذي تخلف عنها. وأكد السعوديون أن المسؤولين اللبنانيين يجب أن يكونوا على قدر مسؤولية الإصلاح السياسي والإقتصادي والمالي للحصول على ثقة المجتمع الدولي والمستثمرين. وبعد هذه الإصلاحات سيكون هناك استعداد دولي جامع للعودة إلى لبنان والتعاون، خصوصاً بعد إعادة الإعتبار إلى السياسة الخارجية التي تتلاقى مع المصالح العربية ولا تتعارض معها.

وتشير مصادر ديبلوماسية عربية إلى أن تواصلاً فرنسياً حصل مع عدد من الدول العربية بينها مصر والأردن ودول خليجية أخرى حول التواصل مع السعودية لضرورة تهدئة التصعيد السعودي تجاه لبنان، خصوصاً بعد استقالة الوزير جورج قرداحي. وتشير المصادر إلى أن تحركاً عربياً قد يحصل على هذا الصعيد.

وبعد اللقاء أكدّ ماكرون أنه "لا يمكن معالجة ملف إيران النووي دون معالجة ملف استقرار المنطقة". وأضاف من جدة مقترحاً "إشراك الحلفاء ومنهم السعودية في محادثات إقليمية". وأعلن ماكرون عن، "مبادرة فرنسية سعودية لمعالجة الأزمة بين الرياض وبيروت". وقال ماكرون: "أكدت مع محمد بن سلمان لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن فرنسا والسعودية تدعمان الشعب اللبناني".

تعهد سعودي
وأكد ماكرون أنه حصل على تعهد من المملكة بأنها ستعود لتلعب دوراً اقتصادياً في لبنان عندما تشرع الحكومة اللبنانية برئاسة ميقاتي في تنفيذ الإصلاحات. وأضاف "نريد بذل كل الجهود لكي تتم إعادة فتح الاقتصاد والتبادلات التجارية لصالح لبنان، وسأجري غداً اتصالاً هاتفيا بالرئيس عون".
وتابع الرئيس الفرنسي "تطرقت مع ولي العهد السعودي للملف اللبناني واتصلنا برئيس الوزراء (اللبناني) نجيب ميقاتي وقلنا له إن فرنسا والسعودية تريدان دعم الشعب اللبناني".
وأضاف ماكرون أن "محمد بن سلمان أبلغنا بأنه تم الأخذ بعين الاعتبار مطالب السعودية المتعلقة بتهريب المخدرات من لبنان وموضوع استقالة وزير الإعلام (جورج قرداحي)".
وأوضح أن حديثه مع محمد بن سلمان كان مباشراً، معرباً عن أمله في أن يكون الحوار الذي أجراه مع ولي العهد السعودي حول العديد من القضايا أن يكون ناجعاً.

بيان سعودي
وصدر عن الديوان الملكي السعودي بيان جاء فيه ما يلي: "جري اتصال هاتفي ضمّ كلاً من الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، فأبدى الأخير تقدير لبنان لما تقوم به المملكة العربية السعودية وفرنسا من جهود كبيرة للوقوف إلى جانب الشعب اللبناني، والتزام الحكومة اللبنانية باتخاذ كلّ ما من شأنه تعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون، ورفض كل ما من شأنه الإساءة إلى أمنها واستقرارها. وتم الاتفاق بين الدول الثلاث على العمل المشترك لدعم الإصلاحات الشاملة الضرورية في لبنان. كما تم التأكيد على حرص المملكة العربية السعودية وفرنسا على أمن لبنان واستقراره".

بدوره كتب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في تغريدةٍ على حسابه عبر "تويتر": "الإتصال مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد محمد بن سلمان، خطوة مهمة لعودة العلاقات التاريخية مع المملكة العربية السعودية".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها