الإثنين 2021/11/29

آخر تحديث: 11:09 (بيروت)

عون في قطر: لن أمدِّد ولن أسلِّم للفراغ!

الإثنين 2021/11/29
عون في قطر: لن أمدِّد ولن أسلِّم للفراغ!
سيطلب عون من أمير قطر مساعدة لبنان لإيجاد حل للأزمة مع الخليج (المدن)
increase حجم الخط decrease
وصل رئيس الجمهورية ميشال عون إلى مطار الدوحة، في مستهل زيارته إلى قطر. وانتقل والوفد المرافق إلى الديوان الأميري، للقاء الأمير الشيخ تميم بن حمد الثاني.

زيارة عون تأتي تلبية لدعوة من أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، للمشاركة في افتتاح فعاليات كأس العرب لكرة القدم، ولبحث وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وتطويرها في المجالات كافة. ويرافق عون في الزيارة وزير الطاقة وليد فياض، ومدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم. وهي أول زيارة خارجية يجريها عون منذ أكثر من سنتين. وتأتي الزيارة على وقع الأزمة الديبلوماسية بين لبنان ودول الخليج، وخصوصاً المملكة العربية السعودية.
وحسب ما تشير المعلومات، فإن رئيس الجمهورية سيطلب من أمير قطر مساعدة لبنان في السعي لإيجاد حل للأزمة مع الخليج، بالإضافة للمطالبة بوقوف قطر إلى جانب لبنان، في ظل الأزمة المالية والاقتصادية التي يمر بها.

"التمديد غير وارد"
واكّد عون أنه مع فصل السلطات، مشيراً إلى انّه "لا يتدخل في عمل القضاء ولا يعرف ملابسات انفجار المرفأ، ولم يطلع على الصور التي وفرتها روسيا. بل طلب تسليمها إلى القضاء". وأضاف عون في حديث لصحيفة "الراية" القطرية: "قولي "لن أسلم الفراغ" استثمر بشكل خاطىء، والتمديد غير وارد، وعلى الرئيس الجديد التمتع بتمثيل صحيح ويكون عنصر تلاق وليس تفرقة". وتابع: "المماحكة السياسية والاعتبارات الشخصية حالت دون تنفيذ خطة الكهرباء. والذين تولوا العرقلة باتوا معروفين من اللبنانيين كافة". إلى ذلك، نوّه عون، بعمق العلاقات القطرية اللبنانية القديمة والمتينة، والتي ظلت تنمو وتتطور عاماً بعد عام ، لترقى إلى مرتبة الأخوة.

كما ثمّن رئيس الجمهورية وقوف حضرة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى جانب لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت، قائلاً: "وقوف سمو الأمير والشعب القطري الشقيق إلى جانب لبنان بعد انفجار المرفأ هو محل تقدير وشكر من قبلنا. لقد كان الحضور القطري مميزاً وقوياً بعد الكارثة التي أصابت لبنان، حيث وجه سموه بإرسال الكثير من المساعدات، ونحن نثمن وقوف الدوحة الدائم إلى جانبنا".

وأشار إلى أنه "سيدعو الأمير تميم إلى التوجيه للاستثمار في لبنان، خصوصاً وأن الارض خصبة في الوقت الراهن"، موضحاً أن "ما يجمعنا نحن وقطر يتخطى الصداقة ويرقى إلى مرتبة الأخوة".

في مستهل المحادثات، رحب أمير قطر بالرئيس عون، شاكرا له تلبيته الدعوة التي كان وجّهها اليه لحضور افتتاح بطولة كأس العر ب- فيفا 2021 في كرة القدم، وتدشين الملاعب الاولمبية الجديدة، معتبرا ان "لهذه الزيارة معاني خاصة نظرا لما يجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين من اواصر المحبة".

وقال: "ان قطر كانت وستبقى دائما الى جانب الشعب اللبناني في كل الطريق التي مر بها خلال الاعوام الماضية، وهي علاقة تاريخية متجذرة، وما تقدمه قطر للبنان واللبنانيين هو اقل الواجب". ونوه الامير تميم بـ "دور اللبنانيين في قطر، وما يقدمونه في مجالات عملهم واختصاصهم"، مؤكدا "الترحيب الدائم باللبنانيين الذين بات عددهم يتخطى الـ 55 الف شخص".

وتحدث عن "الظروف الصعبة التي يمر فيها اللبنانيون وقدرتهم على النهوض من جديد"، لافتا الى ان بلاده "سعيدة جدا بأي تعاون يقوم بين البلدين في المجالات كافة". ولفت الى "استعداد بلاده للمساهمة في الاستثمار في لبنان بعد انجاز القوانين المناسبة لذلك"، مؤكدا "الرغبة في العمل مع لبنان على تجاوز الظروف الراهنة"، لافتا الى انه "سوف يوفد وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى بيروت في الفترة المقبلة، لمتابعة البحث في التطورات، وتقديم المساعدة الضرورية للبنان".

وأعرب الامير تميم عن امله في ان "تجد الازمة القائمة بين لبنان وعدد من دول الخليج حلولا في القريب العاجل، ولا سيما أن لبنان كان دائما الى جانب الدول العربية والخليجية كافة".


رد عون شاكرا للامير تميم دعوته، وأعرب عن سروره لتلبيتها، مقدرا خصوصا "الدعم الدائم الذي قدمته قطر للبنان والمساعدات التي ساهمت في التخفيف من معاناة اللبنانيين". كما شكر له "ما تقدمه بلاده للجيش اللبناني والمؤسسات الامنية"، معربا عن أمله في أن "يتعزز التعاون بين البلدين أكثر لما فيه مصلحة الشعبين". ورحب بأي "استثمار تقوم به قطر لتنفيذ مشاريع انمائية في لبنان في مجالات الطاقة والكهرباء والقطاع المصرفي وغيرها، حيث الفرص كثيرة ومتفرعة".

وعرض الرئيس عون الظروف التي يمر بها لبنان حاليا، لافتا الى انها نتيجة تراكمات تجمعت منذ سنوات، بالاضافة الى "سياسات اقتصادية خاطئة تم اعتمادها". وقال ان "الجهود قائمة حاليا لوضع برنامج للنهوض الاقتصادي في البلاد سوف يعرض على صندوق النقد الدولي لاطلاق ورشة عمل متعددة الوجوه، تعالج الثغرات التي اوصلت البلاد الى ما هي عليه حاليا من أزمات".

وتناول البحث بين الرئيس عون والامير تميم مواضيع عدة، لا سيما منها اعادة تأهيل مرفأ بيروت وتأمين الطاقة الكهربائية والتعاون في مجال النفط والغاز حيث تقرر ان يعقد الوزير فياض اجتماعا مع نظيره القطري لاستكمال البحث في النقاط التفصيلية اللازمة، لا سيما بعدما اطلق لبنان دورة التراخيص الثانية للتنقيب عن النفط والغاز في المنطقة الاقتصادية الخالصة في كانون الثاني 2022.

واتفق الرئيس عون والامير تميم على ان يعقد الوزراء المعنيون في كل من لبنان وقطر، اجتماعات للبحث في المواضيع المشتركة التي تهم البلدين وفق الاتفاقات المعقودة بين البلدين.


ديبلوماسية قطر
وأكّد عون أن "الدبلوماسية القطرية رائدة وحاضرة دائماً في المحافل الإقليمية والدولية، وتلعب باستمرار أدواراً توفيقية، تساعد على إرساء تفاهمات في سبيل الاستقرار والأمان ورفاه الشعوب"، لافتاً إلى أن "العالم اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى لتغليب لغة العقل والحوار بدلاً من لغة التقاتل والتباعد والقوة". ورأى أنه لولا المجهود الاستثنائي الذي بذلته القيادة القطرية الحكيمة، والذي توزع على أكثر من محور وعلى أكثر من مستوى، لما احتلت قطر هذه المراتب العليا.. معتبراً استضافة دولة قطر كأول دولة عربية لكأس العالم، قطر 2022، حدثاً كبيراً بحد ذاته، وأن هذه الاستضافة ستتكلل بالنجاح.

ترسيم الحدود.. التقاسم!
وفي مسار ترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع إسرائيل، ذكر "أن للبنان حدوداً مائية فيها المنطقة الاقتصادية الخالصة التي تحوي الثروة النفطية والغازية، وانطلق التفاوض غير المباشر من أجل ترسيم الحدود بوساطة أميركية واستضافة الأمم المتحدة، وتعثرت عملية التفاوض. ونحن الآن في صدد إطلاق المسار من جديد، وفي الحالات المماثلة تكون الثروة باطنية والحدود لا تكون معلومة، ويتم اعتماد التقاسم في هكذا حالة"، مضيفا "نحن طالبنا بتعديلات على خطوط التفاوض، وفي التفاوض على كل طرف أن يقدم تنازلاً للوصول إلى حل".

النازحون والتظاهرات سبب الأزمة!
ولفت عون إلى أن "لبنان يمر بأزمة اقتصادية خانقة، والجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية الأخرى ليسوا بمنأى عنها، موضحاً أن أسباب الأزمة متعددة وتبدأ بالتبعات الكارثية للاجئين السوريين في لبنان والمقدر عددهم بمليون و850 ألف لاجئ، لم يعد منهم سوى مجموعات قليلة، لأن العودة طوعية، الأمر الذي شكل عبئاً مالياً كبيراً علينا، لاسيما أن الأمم المتحدة حصرت مساعداتها المالية بالنازحين أنفسهم".

كما أوضح أنه "حسب صندوق النقد الدولي، ينفق لبنان على النازحين ما بين 3 و4 مليارات دولار سنوياً. وفي العام 2019، حصلت تظاهرات ساهمت في تعميق المشكلة الاقتصادية، ومن ثم أتت جائحة كورونا لتضيق الخناق أكثر على اقتصادنا. وبعد كورونا وقع انفجار المرفأ، وهو كارثة كبرى أصابت شريان الاقتصاد الرئيسي بانسداد".
وأشارت رئاسة الجمهورية، إلى أن المحادثات الموسعة بين الرئيس عون وأمير قطر في مشاركة الوفدين اللبناني والقطري، تناولت العلاقات الثنائية وسبل تطويرها والدعم القطري للبنان في مجالات عدة. وأفادت رئاسة الجمهورية اللبنانية أن خلوة عقدت بين عون وأمير قطر استكملت فيها المواضيع التي أثيرت في المحادثات الموسعة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها