الجمعة 2021/01/29

آخر تحديث: 11:24 (بيروت)

السياسيون "المتفرجون" على حرائق طرابلس ينتقدون الجيش!

الجمعة 2021/01/29
السياسيون "المتفرجون" على حرائق طرابلس ينتقدون الجيش!
وضع كثيرون علامات استفهام على سلوك الأجهزة الأمنية في طرابلس (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease
ما إن اخمدت النيران التي أشتعلت في طرابلس ليل الخميس الجمعة 28- 29 كانون الثاني الجاري - سواء في مبنى البلدية أو المحكمة الشرعية، إضافة إلى الاعتداء على مجمع العزم التربوي - حتى صدرت سلسلة من المواقف التي حملت اتهامات مبطنة، سياسية وأمنية، وكان أبرزها موقف رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، الذي وجّه سهامه لقيادة الجيش مباشرة وحملها مسؤولية ما يحصل. ولعل ما قاله الحريري، يوافقه عليه عدد من القياديين والمسؤولين في طرابلس.

ووضع كثيرون علامات استفهام كبيرة على سلوك بعض الأجهزة الأمنية في طرابلس في تعاطيها مع الشارع.

كذلك اعتبر البعض أن استهداف المحكمة الشرعية السنية في سرايا طرابلس بالحرق، يحمل رسالة واضحة موجهة إلى معظم القيميين على شؤون رعاية الأديان في لبنان.

الحريري يدين الجيش
ووصف الحريري "ما حصل في مدينة طرابلس هذه الليلة، (بأنه) جريمة موصوفة ومنظمة يتحمل مسؤوليتها كل من تواطأ على ضرب استقرار المدينة وإحراق مؤسساتها وبلديتها واحتلال شوارعها بالفوضى". ووصف "الذين أقدموا على إحراق طرابلس (بأنهم) مجرمون لا ينتمون للمدينة وأهلها، وقد طعنوها في أمنها وكرامتها باسم لقمة العيش. ومن غير المقبول تحت أي شعار معيشي أو سياسي، طعن طرابلس من أي جهة أو مجموعة مهما كان لونها وانتماؤها".

وفي انتقاد مباشر للجيش قال الحريري: "إننا نقف إلى جانب أهلنا في طرابلس والشمال، ونتساءل معهم: لماذا وقف الجيش اللبناني متفرجاً على إحراق السرايا والبلدية والمنشآت. ومن سيحمي طرابلس اذا تخلف الجيش عن حمايتها؟".

وتابع: "هناك مسؤولية يتحملها من تقع عليه المسؤولية، ولن تقع الحجة على رمي التهم على أبناء طرابلس والعودة إلى نغمة قندهار. وإذا كان هناك من مخطط لتسلل التطرف إلى المدينة، فمن يفتح له الأبواب؟ وكيف للدولة أن تسمح بذلك في مرحلة من أسوأ وأخطر المراحل في تاريخ لبنان. طرابلس لن تسقط في أيدي العابثين، ولها شعب يحميها بإذن الله. وللكلام صلة لوضع النقاط على الحروف".

دياب: شموخ المدينة
وصباح اليوم الجمعة، صدر عن رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب بيان تعليقًا على أحداث طرابلس، قال فيه: "لا تكفي الإدانة لتعويض طرابلس ما دفعته من أثمان باهظة بتوظيف ساحاتها في توجيه الرسائل السياسية النارية. خسارة طرابلس لا تقتصر على محاولة طمس تراثها وتاريخها، وإنما في العبث والشغب الذي أراد تشويه صورتها. المجرمون الذين أحرقوا بلدية طرابلس، وحاولوا إحراق المحكمة الشرعية، وعاثوا فسادا في المدينة ومؤسساتها الرسمية والتربوية والاقتصادية، إنما عبروا عن حقد أسود دفين على طرابلس وعنفوانها".

ودعا إلى إعادة تأهيل مبنى البلدية "ليبقى معبراً عن شموخ المدينة وتراثها النقي المتجذر عبر التاريخ". 

الاشتراكي: عذابات الناس
من جهته، اعتبر الحزب التقدمي الاشتراكي في بيان، أن "طرابلس وأهلها تدفع مجدداً أقسى الأثمان بفعل الإهمال والظلم التاريخي الذي طالها لعقود وسنوات، وعمق أزماتها وحرمانها، وجعل من فقر الناس وجوعهم وقوداً قابلا للاشتعال في كل لحظة". وأضاف: "اليوم تتحول طرابلس بفعل كل هذا التخلي المريب، إلى ساحة تحترق فيها عذابات الناس على مذابح صراعات أكبر".

وتابع: "إزاء كل ذلك يجدد الحزب التقدمي الاشتراكي موقفه الثابت أن الدولة ومؤسساتها هي فقط المرجعية التي تؤمن الاستقرار بكل أشكاله، فليكن تحرك رسمي عاجل وطارئ وفعلي لتأمين حقوق الطرابلسيين، بموازاة قرار حاسم بعدم المس بالأمن والسلم الاهلي ومنع تدمير المؤسسات ووضع الناس في مواجهة مع القوى الأمنية والجيش".

العزم: الصرح التربوي
على مستوى آخر، صدر بيان عن إدارة مجمع العزم التربوي في طرابلس، وجاء فيه: "امتدت يد الحقد والتخريب لتعبث ليل أمس (الخميس) بمباني مجمع العزم التربوي في طرابلس محطمة الابواب والنوافذ وناهبة ما استطاعت من الممتلكات، متلطية بجوع الناس وآلامهم وقهرهم، ومستفيدة من لعبة عض الأصابع السياسية التي جعلت الاجهزة الامنية والعسكرية القريبة من مباني المجمع تتأخر في التدخل لحماية هذا الصرح في ظل غياب حكومي وتفكك واضح بدأ ينال من جسد السلطة في البلاد". 

وتابع البيان: "يهمنا نحن القيمين على هذا الصرح التربوي أن نعلن استنكارنا وشجبنا لهذا الاعتداء الآثم الذي نعتبره اعتداءً ليس على المؤسسة فحسب بل على كل طرابلس وأهلها الشرفاء".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها