نصرالله: لا صلة لحزبنا بالمرفأ.. ولمحاسبة وسائل الإعلام

نفى أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، نفياً قاطعاً أن يكون لحزب الله أي علاقة بمرفأ بيروت، أو أن يكون لديه أي أسلحة أو مواد في المرفأ، معتبراً أن معرفة حزب الله بمرفأ حيفا تفوق بكثير معرفته بما يجري في مرفأ بيروت، قائلاً إن كل الكلام الذي صدر عن لبنانيين وعرب ويلمّح إلى مسؤولية حزب الله، أو تورطه، فيه الكثير من التجني و"الظلم".
وركز نصر الله على ضرورة إجراء التحقيق من قبل الدولة اللبنانية، وكان متطابقاً إلى حدّ بعيد مع كلام رئيس الجمهورية، ميشال عون، أنه إذا لم تقم أجهزة الدولة بكشف ملابسات ما جرى، فلا أمل ببناء دولة. ورأى نصر الله أنه لا يجب ان يكون هناك اعتماد لمبدأ 6 و6 مكرر في حماية أي مرتكب.

غضب من وسائل الإعلام
وشدد نصر الله على ضرورة إجراء تحقيق جدي وشفاف، وكشف الحقيقة كاملة. داعياً إلى محاسبة وسائل الإعلام اللبنانية التي سارعت إلى التلميح إلى حزب الله، بعد الإنتهاء من التحقيقات وظهور الحقيقة. ومشدداً على أن الجيش اللبناني يحظى بالثقة الكاملة من قبل اللبنانيين. وبالتالي، الجميع سيكون موافقاً على التحقيقات التي سيجريها الجيش.

لكن نصر الله لم يحسم أن ما حصل هو أمر عرضي، بل قال: "حتى لو كان هناك استهداف قد حصل، فلا يمكن إغفال التقصير والإهمال، والذي تسبب بهذه الكارثة". كما أكد أنه لا يمكن إختزال ما جرى بالإهمال الإداري. ووضع نصر الله كل إمكانيات حزبه في تصرف الدولة اللبنانية، معتبراً ان الحزب ليس من دعاة الانقسام والصراعات بل من دعاة الوحدة.

الخصوم والطوائف 
شدد على ضرورة اللحمة الوطنية، وعدم الانقسام والاستثمار الرخيص بالخلافات. لا بل يجب وضعها جانباً، في ظل ما تمر به البلاد، مرحباً بأي مساعدات سيتم تقديمها من الخارج، بالإضافة إلى التجاوب مع كل المساعي التي ستؤسس إلى الجمع لا التفرقة، ولم الشمل بين اللبنانيين، وبذلك بدا نصر الله وأنه يحاكي زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. فيما توجه إلى اخصام الحزب في السياسة، ووصفهم بأنهم فتحوا معركة مع الحزب قائلاً: "لن تصلوا إلى أي نتيجة، لأن المقاومة أكبر من أن ينال منها الظالمون والكاذبون والدافعون إلى الحرب الأهلية".

وقال نصر الله إن:" ما حصل في بيروت هو فاجعة كبرى إنسانياً ووطنياً وبكل المعايير، وأتقدم بمشاعر المواساة والعزاء لكل عوائل الشهداء ونسأل الله الشفاء العاجل لكل المصابين وأن يلهم الجميع القدرة على الصمود والتحمل". ولفت نصرالله إلى أنه "هذا الانفجار كان عابراً للمناطق والطوائف، وتداعيات الفاجعة هي خطيرة وكبيرة جداً ولها نتائج اجتماعية وصحية واقتصادية، وهذه الفاجعة تحتاج إلى تعاط استثنائي على كل الصعد. وبرز في هذه الفاجعة حضور المشهد الشعبي إلى جانب الدولة والحضور السريع للهيئات والمؤسسات المدنية"، مشيراً إلى أن "حزب الله مستعد للمساهمة في مشروع الإيواء ونحن مستعدون لإيواء العائلات المشردة وتأمين مساكن بديلة لها".

الخروج من الحصار
وقال نصرالله أن "الأبرز كانت زيارة الرئيس الفرنسي الى لبنان. ونحن ننظر بإيجابية إلى كل زيارة ومساعدة في هذه الأيام، ونحن ننظر بإيجابية الى كل تعاطف وكل زيارة للبنان وخاصة اذا كانت تهدف إلى لمّ الشمل والحوار، والمشهد الخارجي إيجابي وهو يفتح فرصة امام لبنان للخروج من حالة الحصار والشدة التي يواجهها لبنان".

وأضاف: "أي حادثة تستدعي داخلياً التعامل بترفع وإعطاء فرصة أمام لملمة الجراح وإطفاء الحرائق وإزالة الركام، وللأسف الشديد في لبنان منذ الساعة الأولى للفاجعة خرجت بعض وسائل الاعلام المحلية والعربية وبعض القوى السياسية، وحسموا روايتهم مسبقاً، في أن العنبر هو عبارة عن مخزن لصواريخ وذخيرة لحزب الله، ولم يكن يعني لهؤلاء أن يكون الحادث عرضياً أو حريقاً أو مدبّراً. المهم لديهم أن حزب الله يحمل المسؤولية".

وذكر نصرالله أن "المواقف المسبقة هدفت إلى تحريض الشعب اللبناني على حزب الله. وهذا مستوى عال جداً من الظلم والتجني، وحزب الله هو جزء من الشعب المنكوب بهذه الفاجعة وكان يعاني أيضاً من المواقف المسبقة".

ونفى نصرالله "نفياً قاطعًا حازمًا أنه لا يوجد أي شيء لنا في المرفأ لا مخزن سلاح ولا بندقية ولا نيترات لا حالياً ولا في السابق، والتحقيقات ستؤكد موقفنا بعدم وجود أي مواد لنا في المرفأ. وما جرى هو تضليل ظالم"، مشددا على أنه "نحن لا ندير المرفأ ولا نتدخل فيه ولا نعرف ما هو موجود بداخله. والتحقيقات جارية والحقائق ستظهر سريعاً، لأن الموضوع ليس معقداً، وحزب الله يمكن أن يعرف ما هو موجود بمرفأ حيفا أكثر من معرفته بما يحتوي مرفأ بيروت لان هذا الأمر جزء من معادلة الردع".