يجزم تمام سلام أن المشكلة أكبر من كل التفاصيل والأشخاص، ويقول: "عندما تم التواصل معي لترؤس الحكومة، جاوبت سريعاً بالرفض، لأنه لا يمكن الوثوق بهذا العهد، ولا أمل على الإطلاق في تحقيق أي إنجاز. منذ أربع سنوات والعهد يتحدث في مكان وممارساته في مكان آخر. ولا يهوى غير التعطيل ونصب الكمائن والأفخاخ، والتي لا تنفجر إلا بوجه اللبنانيين. أنا غير مستعد لأن أكون مسبباً في المزيد من الانهيار، بسبب الصراعات". يقولها سلام صراحة: "لا أمل بالإصلاح في هذا العهد، ولا أحد يتوقع أن يتم تحقيق أي تقدم على صعيد الإصلاحات". المكتوب يجب أن يقرأ من عنوانه: "كان رئيس الجمهورية يطرح شعار التغيير والإصلاح، ولكنه في الحقيقة شعار التعطيل في سبيل الاستئثار. وبعد الاستئثار، أصبحنا في مرحلة التخريب، الذي يشهد على نتائجه كل اللبنانيين".
ضمانة فرنسية؟
ويكشف سلام أنه عندما أبلغ رفضه لتولي رئاسة الحكومة، قوبل بردود كثيرة، منها أن الفرنسيين هم الذين يشكلون الضمانة لإقلاع العهد عن ممارساته، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يولي اهتماماً مباشراً للملف اللبناني ويأخذه على عاتقه، لكنه أجاب: "الرئيس الفرنسي مشكوراً يهتم بلبنان وحريص على الإنقاذ، لكنه لن يكون موجوداً في لبنان لمتابعة مسيرة الإصلاح، ولن يكون متدخلاً في التفاصيل اللبنانية التي يرتكز عليها الكثير من القوى السياسية للإمعان في التعطيل والعرقلة، ومحاولة الاستمرار بالاستئثار. لا ماكرون ولا غيره من الدول سيكون قادراً على مواكبة أي عملية إصلاحية، أو أي محاولة تعطيلية. زيارة ماكرون ستستمر لساعات، وبعدها سيغادر، ويعود اللبنانيون إلى تناحرهم. وأنا بكل بساطة، لا أريد لنفسي أو لإسمي أن يكون هدية أو طعماً مقدماً بشكل صوري للرئيس الفرنسي بمناسبة زيارته، فأتكلف بتشكيل الحكومة، وبعدها تعود الأمور إلى التجاذبات والمناحرات التحاصصية ويتم إضاعة المزيد من الوقت في مفاوضات التشكيل وشروط القوى".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها