أزمة لبنان: ماكرون يتواصل مع بوتين و"يحذر" روحاني هاتفياً

تبدو الضغوط الغربية، الفرنسية منها والأميركية، بالغة الشدة والإصرار في فرض تغييرات كبرى على المشهد اللبناني، وأزماته المتشعبة سياسياً واقتصادياً وإنسانياً، خصوصاً بعد النكبة التي حلّت ببيروت، واستقالة الحكومة، واستعصاء الإصلاحات.

ويبدو أن "الهجوم" الذي يقوده الرئيس الفرنسي يزداد زخماً بعد زيارته لبيروت ومن ثم تنظيمه لمؤتمر مساعدة الشعب اللبناني. وهو يتزامن مع "هجوم" آخر تقوده الولايات المتحدة الأميركية وبالتنسيق مع دول عربية في مقدمتها المملكة العربية السعودية، خصوصاً في مسألة تأليف حكومة لبنانية جديدة.

ماكرون "يحذّر" روحاني
ففي الساعات الأخيرة، برز بيان قصر الإليزيه، الذي قال أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حذّر الأربعاء من "أي تدخل خارجي في لبنان"، خلال اتصال مع نظيره الإيراني حسن روحاني، بعد ثمانية أيام من الانفجار الذي هز العاصمة اللبنانية، وأدى إلى تظاهرات مناهضة للطبقة السياسية".

وذكّر ماكرون "بضرورة أن تتجنب، كل القوى المعنية، أي تصعيد للتوتر، وكذلك أي تدخل خارجي، ودعم تشكيل حكومة مهمتها إدارة (الأزمة) الطارئة"، وفق ما جاء في بيان للرئاسة الفرنسية.

مكتب روحاني
وفي هذا الصدد أكد مكتب الرئاسة الإيرانية أن الرئيسين الإيراني، حسن روحاني، والفرنسي، إيمانويل ماكرون، بحثا في اتصال هاتفي اليوم الأربعاء، الوضع في لبنان بعد الانفجار الذي دمر مرفأ بيروت. ونقل بيان للمكتب عن روحاني قوله إن لبنان "يحتاج إلى وحدة جميع الفرق السياسية، ويجب أن يعمل الجميع على تحقيق الوحدة" (بما يوحي أن إيران، تؤيد تأليف "حكومة وحدة وطنية").

كما شدد الرئيس الإيراني على أن لبنان "بحاجة إلى حكومة وبرلمان قويين" و"على جميع الأحزاب أن تعمل معاً من أجل تحقيق ذلك". وأشار روحاني إلى ضرورة دعم لبنان، "كي تتمكن سلطاته من تحديد أسباب وملابسات الانفجار".

وأضاف البيان الإيراني: أن الرئيس الفرنسي دعا إيران للمشاركة في فريق الدعم الدولي الخاص بلبنان، إضافة إلى دعوتها للمساعدة في حل الأزمة السياسية اللبنانية! وقد رحب روحاني بدعوة الرئيس الفرنسي، وفقاً للبيان، الذي جاء فيه أن الزعيمين تناولا أيضاً "الاتفاق النووي وآلية إينستكس المالية" الخاصة للمعاملات التجارية بين إيران والدول الأوروبية!

لكن وكالة أنباء فارس (الإيرانية) اكتفت بالقول أن مساعد شؤون الإعلام في مكتب رئيس الجمهورية علي رضا معزي كتب في تغريدة على تويتر "أجرى الرئيس روحاني مع نظيره الفرنسي ماكرون قبل دقائق مباحثات هاتفية حول الأوضاع في لبنان عقب انفجار بيروت والاتفاق النووي واينستكس (الآلية المالية للاتحاد الاوروبي)".

بوتين على الخط
هذا، وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون تصدرت أجندتها مستجدات الوضع في لبنان.

وذكر الكرملين في بيان، أن الرئيسين استعرضا بالتفصيل مستجدات الوضع في لبنان، مع التركيز على الإجراءات التي تتخذها موسكو وباريس في سبيل تقديم دعم إنساني إلى الشعب اللبناني، في ظل الانفجار المدمر الذي هز مرفأ العاصمة بيروت في الرابع من آب الجاري.

وأطلع ماكرون، حسب البيان، نظيره الروسي على انطباعاته بشأن زيارته الأخيرة إلى بيروت ونتائج مؤتمر المانحين الافتراضي الذي نظمته فرنسا الأحد الماضي، بهدف تفعيل المساعدات الدولية إلى لبنان.

من جانبه، أكد بوتين، خلال تبادل الآراء مع ماكرون حول لبنان، على موقف روسيا الداعم لوحدة هذا البلد وسيادته، مشدداً على ضرورة تسوية جميع المسائل الخلافية فيه من قبل اللبنانيين أنفسهم على أساس حوار بناء، من دون أي تدخل خارجي.