الثلاثاء 2020/05/26

آخر تحديث: 23:25 (بيروت)

نصرالله: لا نريد حرباً أهلية.. ولا أن نحكم لبنان!

الثلاثاء 2020/05/26
نصرالله: لا نريد حرباً أهلية.. ولا أن نحكم لبنان!
لم يكن هناك إجماع لبناني على المقاومة حتى يقال إنها خسرته (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease

جدد حسن نصر الله ثقته بـ"المقاومين وبيئة المقاومة"، وقال "إن الروح التي انتصرت على العدو ما زالت موجودة وثقتنا كبيرة جداً بالمقاومين". وأضاف، انه رغم كل "محاولات سلخ المقاومة عن بيئتها"، سيبقى الجانب الروحي "في صلب ماهية المقاومة".

في الحرب الأهلية.. و"اليونيفيل"
ففي مقابلة طويلة مع إذاعة النور، التابعة لحزبه، بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، شدد نصرالله على أن "العامل الأول في أصل المقاومة هو الحفاظ على روحها بكل أصالتها وقوتها"، مؤكداً "أن ما تحملته المقاومة لم تكن لتتحمله لوحدها إنما تحملته بيئة المقاومة وعوائل الشهداء والأسرى بمختلف المناطق. وكانت روحهم عالية ولا زالت".

ولعل أهم ما جاء في حديث أمين عام حزب الله، كلامه عن الحال السياسية في لبنان، قائلاً "عدم ذهابنا إلى حرب داخلية ليس فوبيا كما يقال، إنما نابع من إيماننا وإلتزامنا. نحن لا نريد حرب أهلية في لبنان. ونحن لا نريد أن نحكم البلد. ونحن لسنا مع عزل أي فريق، بل نحن مع الشراكة في الحكومة اللبنانية.

وأضاف: "عندما نذهب إلى أي مواجهة، فأدوات التغيير يجب أن تراعي تركيبة البلد وخلافاته. وميزة المقاومة أنها واقعية. وهناك حدود اسمها أنه يجب أن يكون العمل السياسي ذات أسقف واضحة، منها عدم الذهاب إلى حرب أهلية وتقسيم البلد طائفياً".

واستحضر نصرالله "تجربة الإمام موسى الصدر عندما قال إن الطبقة السياسية ومن أجل أن تحمي امتيازاتها ليس لديها مشكلة بحرب داخلية".

وربطاً بالإشكالات الأخيرة التي حدثت بين "الأهالي" والقوات الدولية في جنوب لبنان، قال نصرالله: "بموضوع اليونيفيل، إن أحببتم تقليل العدد قللوه. وبقاء العدد أو زيادته هو مطلب إسرائيلي.. هذا لا يعني أن حزب الله ضد بقاء اليونيفيل. لكن التغيير في المهمة يمسّ بالسيادة اللبنانية". وهذه إشارة إلى رفض الحزب أي إشراف دولي على الحدود اللبنانية السورية (والمعابر الشرعية وغير الشرعية الكثيرة).

عن الحلفاء والأصدقاء
هذا، ونفى نصرالله أن يكون رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل "قد فتح مع حزب الله مسألة ترشحه لرئاسة الجمهورية". وأكد "متانة العلاقة مع التيار الوطني الحر. وهي مبنية على أسس قوية"، ملمحاً إلى أن "هناك من يريد لعلاقتنا بالتيار الوطني الحر أن تسوء لكن مصلحة البلد تقضي أن تبقى العلاقة قوية". وشدد أنه "في العلاقة مع التيار الوطني لا زلنا نتصرف مع الأصدقاء بنَفس أخلاقي وبعلاقة فيها نوع من الصداقة" .

وكشف أن "حزب الله وحركة أمل، أقاما لجاناً مشتركة، لضبط وسائل التواصل الاجتماعي، مع العلم أن لا خلاف بين قيادات الطرفين".
وأبدى حرصه على "العلاقة مع الحلفاء"، ملمحاً إلى أن "ضغط القواعد لدى هذا الطرف، أو ذاك، يؤدي إلى التسرع في اتخاذ المواقف"، سارداً واحدة من هذه الحالات التي "تتعلق بإعلان تأييد حزب الله لترشيح الرئيس ميشال عون لرئاسة الجمهورية، والتي حصلت يومها تحت ضغط قواعد التيار الوطني الحر علينا. ولكن وبكل صراحة، أبدى الرئيس عون يومها عتبه علينا أيضا لهذا الإعلان المبكر".

في تذكّر عام 2000
وبمناسبة "عيد التحرير"، استذكر نصرالله مرحلة العام 2000، مشيراً إلى أن "وزير حرب العدو بني غانتس هو من أقفّل البوابة (الحدودية) في 24 أيار من عام ألفين"، وأكد أن "القيادات الرئيسية اليوم في كيان الاحتلال عاشت التجربة في جنوب لبنان". ولفت إلى أن الاسرائيليين "عاشوا هاجساً منذ 2006 لليوم"، وأضاف: "إنهم يتهيبون الإقدام على أي خطوة. ويعترفون أنهم لم يستطيعوا أن يمنعوا تعاظم المقاومة".

ومرر نصرالله اعترافه أن المقاومة المبتدئة عام 1982، "شاركت فيها مجموعة كبيرة واللائحة طويلة، الأحزاب الوطنية والحركات وكل من شارك في المقاومة في السنوات الأولى".

وأوضح أن "فكرة الإسرائيلي عام 2000 كانت أن ينسحب هو إلى الحدود، ويُبقي جيش لحد ليقاتل المقاومة. وبذلك يحول الحرب إلى أهلية، لكن انهيار جيش لحد كان مفاجأة لجيش العدو"، وشدد على أن "أداء المقاومة عام 2000 جنّب لبنان حرباً أهلية طائفية خطط الإسرائيلي لإشعالها، وإن المقاومة قدمت نموذجاً مشرقاً في التعاطي مع العملاء".

التآمر على الأردن
وجدد تأكيده أن لبنان "يملك الردع في وجه الكيان الإسرائيلي، وكل شيء له حساب وتعرف إسرائيل أنها ليست أمام عدو يستهان به". كما ولفت إلى أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك يقول إن شارون كان هدفه إخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان وإيصال آل الجميل إلى السلطة. ويقول إن الهدف كان تجميع الفلسطينيين في الأردن وإسقاط السلطة الهاشمية". وأشار إلى أن "ما زال مشروع الوطن البديل للفلسطينيين في الأردن قائماً لدى إسرائيل"، مشيرا إلى أن إسرائيل "كانت تتآمر على الأردن عام 1982، واليوم ما زالت تتآمر عليه من خلال صفقة القرن".

وقال: "قناعتنا أن الكيان الإسرائيلي لن يستمر، لأنه مصطنع وغريب عن المنطقة". وأضاف أن "الدولة التي تستند على عامل خارجي، وهي الولايات المتحدة، عندما يضعف العالم الخارجي ستنهار". ولفت إلى أن "منظر الإسرائيليين وهم يحملون أمتعتهم ويرحلون هو مشهد طبيعي.. إنها مسألة وقت".

وعاد نصرالله وأكد أن الجانب الداخلي اللبناني في العام 2000 لم يكن أفضل من الآن: "لم يكن هناك إجماع على المقاومة". وأوضح أن "المقاومة من العام 1982 إلى اليوم لم تخسر الاجماع، لأنه لم يكن هناك إجماع في يوم من الأيام على المقاومة. لذا، لم يكن هناك إجماع لبناني على المقاومة حتى يقال إنها خسرته".

قواعد الاشتباك
ووجه نصرالله كلمة للإسرائيليين، قائلاً: "كل الحدود هي خارج دائرة الأمان عندما تعتدي علينا". ولفت إلى أن "الإسرائيلي يبحث عن وسائل ليعمل من دون بصمة، كما فعل في الضاحية الجنوبية بمسألة المسيّرات". وتابع أن "ما يحمي لبنان اليوم -الانجاز اليوم- هو الردع وهذا ما هو واضح بسلوك العدو". وأوضح: "إن اسرائيل تعرف أن أي قصف للبنان لا يمكن أن يمر من دون رد. وهذه قاعدة من قواعد الاشتباك".

وكشف أن الإسرائيلي "لم يُخطأ في الضربة الأخيرة على الحدود اللبنانية. هو لم يكن يهدف إلى قتل شبابنا. لذلك، أرسل إنذاراً قبل أن يضرب. وهذا جزء من قواعد الإشتباك". وأوضح أن "المعادلة اليوم أننا نرد على العدو إذا قتل ايٌّ منا في أي مكان"، وحذر السيد نصرالله أن "طاقة التحمل والصبر له سقف. واليوم القيادة السورية ممكن أن تتحمل. ولكن قد يذهب العدو إلى أن يرتكب حماقة تُفقد صبر السوري وتؤدي إلى الحرب".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها