الأحد 2020/05/24

آخر تحديث: 00:09 (بيروت)

"الشيوعي" يدين الاعتداء على المنتفضين: نحن مع الثورة!

الأحد 2020/05/24
"الشيوعي" يدين الاعتداء على المنتفضين: نحن مع الثورة!
الشيوعي يدين الاعتداء على أبو زيد ويؤكد تصعيد المواجهة ضد السلطة (الصورة نقلاً عن "العربي الجديد"")
increase حجم الخط decrease
أثار اللقاء الذي أُعلن عنه، بين حركة أمل والحزب الشيوعي في النبطية، بلبلبة كبيرةً في أوساط ثوار 17 تشرين، وأولهم من الشيوعيين أنفسهم، الذين انخرطوا منذ اليوم الأول في الثورة والمطالبة بحقوق الناس ومحاسبة الفاسدين.
أتى اللقاء بين القيادتين بعد الاعتداء الذي تعرّض له رئيس تحرير جريدة "17 تشرين"، الزميل بشير أبو زيد أمس في كفرّمان، على يد أنصار من حركة أمل بعد انتقاده انقطاع الكهرباء وكتابته منشوراً على وسائل التواصل الاجتماعي يقول فيه "اطفوا قدام بيت بري وضووا بيوت الناس". بعد تعرّض أبو زيد للتهديد والمطاردة الميدانية، تم الاعتداء عليه في بلدته كفررمان، من قبل أنصار الرئيس نبيه برّي الغاضبين من منشوره، ليؤكدوا قبولهم بالعتمة وحرمان الناس من الكهرباء. وأدى الاعتداء إلى دخول أبو زيد المستشفى لتلقي العلاج.

"حادث فردي"!
إلا أنّ اللافت أنّ مسؤول منطقة النبطية في الحزب الشيوعي، حاتم غبريس، قرّر الاجتماع بقيادة حركة أمل، ممثلة بالمسؤول التنظيمي في الجنوب فيها، نضال حطيط. وصدر عن الاثنين بياناً اعتبرا فيه إنّ "ما جرى في كفررمان، هو حادث فردي، لا طابع سياسياً له، وهو قيد المعالجة والمتابعة من الجهات المختصة". وأعرب الطرفان عن احترامهما لـ"حرية التعبير وإبداء الرأي للجميع، تحت سقف القانون، وعلى قاعدة أن الخلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية"، مع التشديد على "رفض التطاول على الرموز الوطنية، تحت أي ذريعة من الذرائع".

جوهر البيان واضح أولاً في توصيف الاعتداء على أبو زيد بأنه حادث فردي، وثانياً في الجملة الأخيرة مع الإشارة إلى "الرموز الوطنية". فجاء ذلك ليكرّس انصياعاً كاملاً لمنطق القوة وفائضها، كما أنه يكرّس أيضاً الانصياع لمبدأ "الرموز" التي سبق أن سقطت في 17 تشرين وقبلها، لما جلبت على البلاد من بلاء وانهيار وإفلاس.

استدراك شيوعي
واللافت في الموضوع أنّ الاعتراض على هذا البيان تمّ أولاً من قبل مناضلين وأنصار في تنظيم الحزب الشيوعي، الذي عاد واستدرك ما حصل وأصدر بياناً يدين فيه "الاعتداءات على المنتفضين والإعلاميين وعلى الجسم الطبي والتمريضي". ودعا المكتب السياسي في الحزب إلى "تصعيد الانتفاضة في مواجهة المنظومة السلطوية الفاسدة" مشيراً إلى أنّ "الإدانة الصارمة لهذه الاعتداءات كائناً من كان وراءها من عناصر في القوى الأمنية والميليشيات السلطوية". كما أكد الحزب على "تسليم المعتدين ومحاكمتهم امام القضاء العادل وعلى موقفه الثابت بالتمسك بالحريات العامة وبحق المواطنين بالتعبير عن آرائهم وممارسة دورهم في النقد السياسي". ودان استخدام "المنظومة السلطوية للعلاقات الزبائنية والبلطجة والقمع عدا أنها أفقرت اللبنانيين ونهبت أموالهم وسطت على المرافق والمصالح العامة". فعاد المكتب السياسي وأكد وقوفه إلى جانب شبابه في ثورة 17 تشرين، والثوار في كل لبنان، في مواجهة السلطة ورموزها وأساليبها المختلفة. مع العلم أنّ شبان وشابات الحزب كانوا ولا يزالون في الصفوف الأمامية للاعتصامات والتحرّكات، وعصباً فعلياً للانتفاضة في بيروت والجنوب وغيرها من المناطق.

انقسام حزبي
لكن البيان الصادر لم يتوقف عند الاجتماع الذي عقد مع قيادة حركة أمل، ولا الخطوات التنظيمية المنوي اتّخاذها، إن وجدت، الأمر الذي يبقي باب الصراعات الداخلية مفتوحة في "الشيوعي". 

إلا أنّ هذا التباين الحاصل جاء ليؤكد حجم الانقسام داخل الحزب، في ظل وجود قياديين وجمهور وضع كل ثقته في ثورة 17 تشرين وما تعنيه، بينما ثمة فريق آخر داخل الحزب يحاول استعادة ما خسره في الانتخابات التنظيمية مستخدماً أيضاً طرق شبيهة بأساليب أحزاب السلطة. فيحاول هذا الفريق الالتفاف على وجود الشيوعيين في قلب الثورة، بما يعنيه ذلك على مستوى التموضع السياسي الذي بات يزعج هذا الفريق، لخشيته من تضرّر علاقاته مع بعض من في السلطة. وعلى ما يبدو فالثورة لا تهدف إلى الإطاحة بالسلطة فقط، بل بمنظومات حزبية لا تختلف شيئاً عن تلك الحاكمة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها