الثلاثاء 2020/10/20

آخر تحديث: 21:12 (بيروت)

رسالة عون إلى اللبنانيين: "عهد" الاستشارات ومصيرها

الثلاثاء 2020/10/20
رسالة عون إلى اللبنانيين: "عهد" الاستشارات ومصيرها
ثلاثة احتمالات لما سيقوله عون (دالاتي ونهرا)
increase حجم الخط decrease
أراد رئيس الجمهورية ميشال عون استباق الاستشارات النيابية، لإطلاق موقف من خلال رسالة يوجهها إلى اللبنانيين. إذ أعلنت رئاسة الجمهورية أن الرئيس سيوجّه، عند الساعة الثانية عشرة من ظهر غد الأربعاء، رسالة إلى اللبنانيين، يتناول فيها الأوضاع الراهنة. وحسب المصادر المتابعة، فإن كلمة عون ستحمل موقفاً قوياً، وسيتناول فيها كل التطورات الراهنة على الساحة اللبنانية، من ملف مفاوضات ترسيم الحدود إلى الملف الحدثي المرتبط بالاستشارات النيابية الملزمة، لتسمية رئيس يُكلّف بتشكيل الحكومة. وتفيد المعلومات أن عون لن يغفل عن أي حدث أو استحقاق، وأن موقفه سيكون "شديد الوضوح وربما يحمل مفاجآت".

ثلاثة احتمالات
تتكتم مصادر القصر الجمهوري على ما هو أكثر من ذلك، كي لا يتم إحراق الموقف. ولذا، هناك ثلاثة احتمالات لما سيقوله عون. إما أن يبقي الاستشارات في موعدها ويبرر بقاءها بسبب الظروف والأوضاع القاسية والحاجة إلى حكومة، مقابل أن تنتقل النقاشات مع القوى السياسية والكتل النيابية إلى عملية التأليف، أي تمرير التكليف ومن ثم التفاوض في مرحلة التأليف، للتوافق على تشكيل الحكومة. وبالموقف الذي سيطلقه سيبرر عون تأجيله الاستشارات الأسبوع الفائت، وإبقائه عليها هذا الأسبوع، على الرغم من عدم حصول أي تغيير في المواقف. وبالتالي يبرر تراجعه لصالح الحريري. بينما وجهة نظر أخرى تقول إن رئيس الجمهورية لن يكون بحاجة إلى مثل هذا التبرير. بل هو يكلف رئيس الحكومة بموجب استشارات نيابية ملزمة، ومساهمته الأساسية تكون خلال فترة التأليف وما بعد إنجازه.

أما الاحتمال الثاني فهو أن يقررعون تأجيل الاستشارات النيابية وتقديم الأسباب والذرائع والمسوغات اللازمة لهذا التأجيل. طالما أن التوافق لم يتحقق بين القوى السياسية، بالإضافة إلى اعتبار أن الرئيس سعد الحريري لا تنطبق عليه مواصفات الاختصاصي لتشكيل حكومة اختصاصيين، وفق المنطق الذي يتحدث به التيار الوطني الحرّ. وبالتالي، إعادة خلط كل الأوراق السياسية حول شكل الحكومة وهدفها ومضمونها. خصوصاً أن طوال يوم أمس كان عون وفريقه يبحثون عن أي سبيل لقطع الطريق على الحريري أو إلزامه بتقديم التنازلات المطلوبة. وهناك تسويغات في بعبدا تفيد بأن عون مقتنع بعدم توفر الدعم الأميركي للحريري. وهناك إحتمال لقطع الطريق عليه بالتكليف، أو بتطويق التأليف وتلازمهما معاً، خصوصاً أنه أبلغ من راجعوه أنه لن يعطي شيكاً على بياض للحريري ويكون رئيساً مكلفاً من دون مقابل، ويصبح متحكماً بكل اللعبة والشروط. بهذا المعنى، يبحث عون عن فرصة لتطويق الحريري وعملية تكليفه، وعدم تركه داخل اللعبة فيما جبران خارجها.

ويبقى الاحتمال الثالث، وهو أن يلجأ عون إلى تقديم استقالته، مع الإشارة إلى أنه لمح إلى ذلك قبل فترة، بسبب انسداد الأفق وكثافة الضغوط الخارجية والمحلية. لكن هذا الاحتمال تستبعده مصادر عديدة، وفق الجواب التقليدي: "أنتم لا تعرفون الجنرال عون".

في المقابل، تشير معلومات إلى أن موقف عون سيكون عالي السقف إلى حدّ بعيد، ولن يتضمن الإعلان عن تأجيل الإستشارات ولا الإستقالة، بل فتح معركة سياسية جديدة، وتسمية الأمور بأسمائها، وفتح مواجهة سياسية مع الحريري وغيره بهدف إحراج. وسينتظر عون ردة فعل الحريري بحال كان له ردّ تصعيدي عندها سيكون لديه مبرر لتأجيل الإستشارات، أما بحال لم يردّ الحريري، فسيكون عون قد وضع ملامح معركة عملية تأليف الحكومة، والتي سيبقي على مفاتيحها بين يديه ويدي باسيل.

مبعوث الحريري في موسكو
قبيل تحديد موعد كلمة عون، أصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً يشير إلى أن الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الاوسط وشمال أفريقيا، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف التقى اليوم الثلاثاء الممثل الخاص لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري، جورج شعبان. وتناول البحث، خلال اللقاء، قضايا الساعة في لبنان، في ضوء مستجدات الأزمة الداخلية في المجالات السياسية والاقتصادية- الاجتماعية. وكشف بيان الخارجية الروسية أن "الجانب الروسي شدد على التزام موسكو وتأكيدها على سيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه، كما شدد بشكل خاص على ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة قادرة، بما يشكل المنطلق المهم لحلّ القضايا الماثلة أمام المجتمع اللبناني، والضمانة للتطور اللاحق في لبنان".

"اللقاء التشاوري" 
في سياق محلي، أصدر نواب اللقاء التشاوري بياناً أعلنوا فيه أنهم سيشاركون في الاستشارات النيابية، لكنهم لن يسمّوا الرئيس سعد الحريري لتكليفه، وقال البيان: "حتماً لن نسمّي المرشّح الوحيد الذي كلّف نفسه بنفسه، للمضي في السياسات المتبعة من دون توضيح سياسته المالية والنقدية والاقتصادية، لمعالجة الأزمات المعيشية والمالية والاقتصادية، الذي يشكل أساس لكل إصلاح مرتجى".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها