الجمعة 2019/08/23

آخر تحديث: 16:18 (بيروت)

سقطت "المعالي" و"الفخامة" وبقي أسياد المهاترات

الجمعة 2019/08/23
سقطت "المعالي" و"الفخامة" وبقي أسياد المهاترات
أخرج الوزراء أحقادهم المتبادلة فيما هم يعينون أعضاء المجلس الدستوري (دلاتي ونهرا)
increase حجم الخط decrease
لا نعلم كم من الوقت استغرق السادة (بدل معالي) وزاء الحكومة اللبنانية ومعهم رئيس الجمهورية السيد (بدل فخامة) العماد ميشال عون، في تناكفهم ومهاتراتهم (بدل مناقشاتهم) أمس في جلستهم الوزارية بقصر بيت الدين الصيفي، حول مسألة ألقابهم وألقاب سواهم من المناصب، ليقرروا توحيدها، ويصدروا قراراً وزارياً بذلك، نقله عنهم  أمين عام مجلسهم السيد القاضي محمود مكية في مذكرة إدارية، طلب فيها اعتماد كلمة "السيدة" أو "السيد" في جميع المراسلات الإدارية، مستعيداً قراراً وزارياً رقمه 36 وتاريخه 16/10/1997، وينص على عدم استعمال الألقاب المختلفة في التخاطب، وفي المراسلات الإدارية كلها.

هنيئاً للبنانيين بهذا القرار الوزاري التوحيدي الذي سيجعل وزراء حكومتهم وزعمائهم "سادة" بلا زيادة ولا نقصان. كأن إقرار استعمال لقب موحد إنجازٌ مهم يؤدي إلى إقالة البلاد من عثراتها المزمنة التي تتخبط فيها. ومنها عثرة تمزقها أشتاتاً.

وكان رئيس الوزراء قد قال قبل أيام ما معناه إن أزمة النفايات في لبنان سببها أن كل جماعة طائفية في لبنان لا تقبل أن "تستضيف" أو تدفن نفايات طائفة أخرى في أرضها وحماها. أي على كل طائفة أن تختنق بنفاياتها.

وفي الجلسة الوزارية إياها، أخرج الوزراء أحقادهم المتبادلة فيما هم يعينون أعضاء المجلس الدستوري. فكل وزير جماعة منهم يريد حصته من الأعضاء المعينين. وقيل بعد الجلسة إن هذا الوزير أو ذاك خذله حليفه الذي ناصر حليفاً آخر من تحت الطاولة.

والأرجح أن تعب المناكفات والتطاعن بين الوزراء في الجلسة هدّ أعصابهم، فقال أحدهم: هيا بنا نتفق على شيئ ما...  فنتخذ قراراً بتوحيد ألقابنا. سرتهم البادرة، وأثلجت صدورهم المحرورة المكلومة.

والأرجح أن لبنان بعد هذا القرار ليس كما قبله، ما دامت القرارات الحكومية العلنية والرسمية على هذه الشاكلة: كلها كلمات بكلمات.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها