هنيئاً للبنانيين بهذا القرار الوزاري التوحيدي الذي سيجعل وزراء حكومتهم وزعمائهم "سادة" بلا زيادة ولا نقصان. كأن إقرار استعمال لقب موحد إنجازٌ مهم يؤدي إلى إقالة البلاد من عثراتها المزمنة التي تتخبط فيها. ومنها عثرة تمزقها أشتاتاً.
وكان رئيس الوزراء قد قال قبل أيام ما معناه إن أزمة النفايات في لبنان سببها أن كل جماعة طائفية في لبنان لا تقبل أن "تستضيف" أو تدفن نفايات طائفة أخرى في أرضها وحماها. أي على كل طائفة أن تختنق بنفاياتها.
وفي الجلسة الوزارية إياها، أخرج الوزراء أحقادهم المتبادلة فيما هم يعينون أعضاء المجلس الدستوري. فكل وزير جماعة منهم يريد حصته من الأعضاء المعينين. وقيل بعد الجلسة إن هذا الوزير أو ذاك خذله حليفه الذي ناصر حليفاً آخر من تحت الطاولة.
والأرجح أن تعب المناكفات والتطاعن بين الوزراء في الجلسة هدّ أعصابهم، فقال أحدهم: هيا بنا نتفق على شيئ ما... فنتخذ قراراً بتوحيد ألقابنا. سرتهم البادرة، وأثلجت صدورهم المحرورة المكلومة.
والأرجح أن لبنان بعد هذا القرار ليس كما قبله، ما دامت القرارات الحكومية العلنية والرسمية على هذه الشاكلة: كلها كلمات بكلمات.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها