الأربعاء 2019/07/24

آخر تحديث: 03:25 (بيروت)

محاكمة المتهمين بخطف الأستونيين: 111 يوماً في جرود عرسال

الأربعاء 2019/07/24
محاكمة المتهمين بخطف الأستونيين: 111 يوماً في جرود عرسال
الأستونيون السبعة بعد تحريرهم، على شرفة السفارة الفرنسية في بيروت (Getty)
increase حجم الخط decrease

أماطت المحكمة العسكرية اللثام عن تفاصيل عملية خطف سبعة سياح أستونيين في منطقة البقاع قبل سبع سنوات، والملابسات التي رافقت وتلت عملية الخطف، وبقيت غامضة حتى الآن، حين اعترف عدد من المتهمين بتفاصيل العملية التي أربكت الدولة اللبنانية، ولم تكن فيها الأخيرة شريكة في مفاوضات تحريرهم وغير عالمة بكيفية الافراج عنهم.

عبوة على كنيسة
فقد عقدت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد جورج طعوم، جلسة خصصتها لمحاكمة 26 لبنانياً وسورياً وفلسطينياً، متهمين بـ"تأليف جمعية مسلّحة بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والأموال، والنيل من سلطة الدولة، والقيام أعمال إرهابية، وعلى خطف وحجز حرية سبعة رجال من الجنسية الأستونية لمدة 111 يوماً، وتعذيبهم جسدياً ومعنوياً واستعمالهم كرهائن، للتهويل على الدولة الأستونية بغية ابتزازها مادياً، كما أقدم على تدمير وتخريب مزارات دينية مسيحية وإلقاء عبوة ناسفة قرب كنيسة سيدة النجاة في زحلة، للتعمية على عملية الخطف، وقتل عناصر أمن أثناء تنفيذ عمليات مداهمة لتوقيف المتورطين في العملية".

وتركّزت الاستجوابات على تحديد المسؤولين عن العملية، ليتبيّن أن المتّهم وائل عبّاس هو الرأس المدبّر لها، واستهلت الجلسة بتلاوة القرار الاتهامي، وأفهام كل من المتهمين بالجرائم المسندة إليه، وذلك بحضور وكلاء الدفاع عنهم، وبدأت المحكمة باستجواب المتهم المخلى سبيله منير نصر الله، الذي عرّف عن نفسه بأنه صديق المتهم الرئيسي وائل عبّاس، الذي دبّر لعملية الخطف، وأوضح أن الأخير اتصل به وطلب موافاته إلى منزله للبحث معه في أمرٍ مهم، ولمّا وصل إلى منزل وائل في بلدة مجدل عنجر، صارحه الأخير بأنه يريد تنفيذ عملية خطف سياح أجانب، ودعاه إلى إحضار سيارتي وهي "فان" من نوع "جي أم سي" بيضاء اللون، لنقل الأشخاص المنوي خطفهم بواسطتها".

تنفيذ العملية
وبعد الانتهاء من تحديد الخطوات التي ستتبع في تنفيذ العملية، انتقل كلّ من وائل عباس وأحمد العجمي وأحمد ياسين ونجاح أبو هيكل (وفق إفادة نصرالله)، نحو زحلة، وقال "لدى وصولنا إلى المدينة الصناعية، شاهدنا الأستونيين وهم يقودون دراجات هوائية، وكان أمامي سيارة مرسيدس سوداء بداخلها وائل عباس وأحمد العجمي ونجاح أبو هيكل، وقد انحرفت سيارتهم نحو الأستونيين الذين وقعوا من على الدراجات إلى يمين الطريق، فانقضّ عليهم وائل ورفاقه وأصعدوهم معي في الفان، وركب معي وائل ونقلناهم إلى منزل وائل مجدل عنجر، حيث وضعوا تحت الدرج وأحضر لهم الشباب الطعام". ونفى علمه بالوجهة التي نقل اليها المخطوفون، وأضاف "لما أوصلتهم إلى منزل وائل عبّاس عدت بيتي، وخبّأت سيارة "الفان" كي لا أتورط في العملية، خصوصاً بعدما نشرت شعبة المعلومات عبر شاشات التلفزة صورة سيارتي، وعرّفت عنها أنها استخدمت في عملية الخطف".

ولفت نصر الله، غلى أنه توارى عن الأنظار ثلاثة أيام قبل أن توقفه شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، وأنه لم يكن شريكاً في التخطيط لعملية الخطف، ولم يكن على علم مسبق بها.

رصد الأجانب
ورغم الأهمية التي انطوت عليها إفادة نصرالله، جاءت اعترافات المتهم الموقوف أحمد ياسين مفاجئة، وكان صريحاً في الحديث عن الأدوار التي تولاها، إذ كلّفه وائل عباس بمهمة مراقبة طريق المصنع ورصد حركة دخول الأجانب من سوريا الى لبنان، ورصد المجموعة المخطوفة، وكيف سارع إلى إبلاغ وائل عباس عن دخول الأستونيين الأراضي اللبنانية، ودوره الأساسي في عملية الخطف، وأقرّ المتهم ياسين بأنه قبض مبلغ 50.000 يورو مقابل دوره في عملية الخطف"، كاشفاً أنه كان ضمن المجموعة التي نقلت المخطوفين من بلدة مجدل عنجر إلى جرود عرسال، مشيراً إلى أن وائل عباس "كان يتفاوض مع شخص في سوريا  يدعى "أبو عمر السوري"، معترفاً أنه بعد تحرير الأستونيين قبض مبلغ الـ 50.000 دولار من أصل قيمة الفدية، وصرف هذا المبلغ على نفسه وعلى أشقائه، ثم توجه إلى سوريا والتحق بالجيش السوري الحرّ". ورداً على سؤال عن هوية الأشخاص الذين كانوا يحرسون المخطوفين الأستونيين في جرود عرسال، أجاب أحمد ياسين: "المجموعة الخاطفة حرستهم لمدة ثلاثة أيام، بعدها أصبحوا (الأستونيون) هم من يحرسنا، بسبب الصداقة والثقة التي نشأت بيننا وبينهم".

ثم استجوبت هيئة المحكمة المتهم الفلسطيني عبد اللطيف أبو معيلق، الذي أوضح أن علاقة صداقة كانت تربطه بزميله المتهم كنان ياسين، طلب منه مساعدته بنقل الأستونيين من مجدل عنجر إلى جرود عرسال، معترفاً بأنه نقل أربعة منهم في سيارته ولم يكن يقصد الاشتراك في الخطف، بل التقرّب من المتهم حسين الحجيري، الناشط في عمليات تهريب الأشخاص بين سوريا ولبنان، من أجل إدخاله الى سوريا للقتال الى جانب الثوار. وأشار إلى أن كنان ياسين وعده بمبلغ 30.000 دولار من قيمة الفدية الّا أنه أخلّ بوعده ولم يقبض أي شيء".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها