الجمعة 2019/12/13

آخر تحديث: 19:26 (بيروت)

نصرالله المهجوس بالأميركيين والجوع يرسم الحكومة الجديدة

الجمعة 2019/12/13
نصرالله المهجوس بالأميركيين والجوع يرسم الحكومة الجديدة
نصرالله: نصرّ على مشاركة التيار الوطني الحر
increase حجم الخط decrease

أطل الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، كالعادة، في كلمة متلفزة ابتدأها: "رأيت من واجبي أن أتحدث اليوم بعد غياب شهر، نظراً للتطورات الحاصلة، ونظراً للحظة الحساسة التي نعيشها خصوصاً في مسألة تأليف الحكومة. حديثي اليوم مخصص للوضع اللبناني فقط. سأتحدث في أربعة مقاطع. الأول، في التعاطي الاميركي والتصريحات الأميركية الأخيرة. الثاني، الملف الحكومي وما توصلنا إليه. الثالث، له علاقة بالوضع الأمني. الرابع، له غلاقة بالوضع المعيشي".

الأميركيون أينما كان
وقال: "الأميركيون يتدخلون بأي تحرك يحصل في العالم. هم يسارعون إلى محاولة استغلال التحركات الشعبية بما يخدم مصالحهم، وليس بما يخدم مصالح المحتجين. الأميركيون يركبون موجة التظاهرات في العالم، ويعلنون دعمهم لهذه الاحتجاجات. ولكن في الحقيقة تقديم العون يكون بما يخدم مصالح أميركا. وهذه قاعدة عامة. ورأينا ذلك في الربيع العربي وأميركا اللاتينية وشرق آسيا، وهذا سلوك أميركي عام".

وتابع: "في لبنان، بعد 17 تشرين، عندما حصلت التظاهرات في عدد من الميادين، انطلاقاً من القرار الخاطئ الذي اتخذته الحكومة في ما يتعلق بالرسوم والضرائب، قدم فيلتمان مطالعات واستدعى لبنانيين وقدم شرحاً يعبر عن آرائهم. وسمعنا أعضاء في الكونغرس. وكل ذلك كان يقابل بالسكوت.. وصولاً إلى ما قالته مندوبة أميركا في الأمم المتحدة وما قاله بومبيو. وأريد أن أقف بشكل مباشر أمام الكلامين الأخيرين. ما قالته المندوبة كرافت بأن التظاهرات ستتواصل في لبنان واليمن وفي أي مكان توجد فيه إيران، وليس في أي مكان يوجد فيه فساد، واعتبرت أن الإضرابات ستستمر إذا لم تؤدِ أدوات الضغط إلى أي نتيجة. الأميركيون ينظرون للتظاهرات على أنها ادوات للضعط على إيران".

إيران.. إسرائيل
وأردف: "افترض الأميركيون بأن التظاهرات التي خرجت في لبنان هي ضد إيران، مع العلم بانه لم يطرح في التظاهرات في لبنان شيء له علاقة بايران. كانت الشعارات تتعلق بقضايا اقتصادية ومطلبية. هم افترضوا منذ اليوم الأول أن هذه التظاهرات هي ثورة الشعب في لبنان ضد حزب الله. بعض وسائل الإعلام العربية والخارجية ساعدت الأميركيين بتصوير أن التظاهرات هي ضد حزب الله... الأميركي يريد توظيف التحركات وكأن مشكلة اللبنانين هي حزب الله، وأن المأزق في لبنان هو حزب الله. بحسب بومبيو على اللبنانين أن يتخلصوا من هذه المشكلة التي اسمها حزب الله وأن أميركا حاضرة لمساعدة اللبنانيين للتخلص من هذا الخطر".
أضاف: "وإذا توقفنا عند التصريحات الاسرائيلية، رأينا تصريحات من نتانياهو ومسؤولين آخرين بان هذه الفرصة تاريخية لإضعاف حزب الله، أو لنأخذ امتيازاً من لبنان بشأن اتفاقية حول النفط والغاز".

ويقول تعليقاً على كلام بومبيو: "حزب الله خطر على اسرائيل وأطماعها ومشروعها وهيمنتها، وكلنا نعرف أطماعها في الأرض والمياه وأخيراً النفط والغاز. حزب الله خطر كبير على اسرائيل، صحيح، على الحدود يبني الإسرائيلي جداراً ولا يكترث، لأن المقاومة تركت هذا الامر على عاتق الدولة". ولفت نصرالله إلى أن "حضور حزب الله في العديد من الميادين نفتخر به رغم أنه موضع خلاف في لبنان. حزب الله ليس خطراً على الشعب اللبناني بل خطر على مشاريع أميركا في المنطقة".

الجوع والقوة
واعتبر أن "الإدارة الأميركية، والحكومة الاسرائيلية من خلفها، تمارسان ابتزازاً بحق الشعب اللبناني. والمعادلة واضحة بالتخلي عن قوة لبنان"، وقال: "لقد وضعنا بين خيارين، بين الجوع الأكيد والنهوض المحتمل".

وأشار إلى أن "لبنان في هذه المشكلة بسبب التشتت والعصبيات الطائفية والحسابات الحزبية"، داعيا اللبنانيين إلى "الوعي وعدم التأثر بالتحريض الأميركي للدفع باتجاه الفتنة والفوضى"، وقال: "اذا تعاون اللبنانيون في ما يملكون من مقدرات، فهم قادرون على الخروج من المأزق القائم". أضاف: "المطلوب أن نتخلى عن قوتنا ونذهب إلى الوصاية، ونتخلى أيضاً عن استقلال قرارنا السيادي. اتعظوا من الدول التي سلمت بالدور الأميركي كيف أصبحت دولا عادية، بعد أن كانت صاحبة دور، وهي في الوقت نفسه لم يتحسن وضعها. وإني ادعوكم الى عدم الثقة بالوعود الأميركية، فانظروا كيف تركت أميركا حلفاءها في وسط الصحراء".
وأشار إلى أن "ما حصل هو جزء من الحرب الإعلامية القائمة، وعلى الجميع التثبت من التصريحات قبل اتخاذ موقف"، وقال: "عندما قرأت تصريحاً لأحد المسؤولين الإيرانيين تأكدت أنه غير صحيح. وشخصياً، قرأت النص الفارسي، ولم أجد كلمة لبنان في تصريحه، فاتصلت بالأخوة في إيران ونفوا الأمر كلياً". في إشارة إلى تصريح مستشار قائد الحرس الثوري، وقال: "إن البعض يتصور أنه إذا اعتدي على ايران، فإن ايران ستعتمد على حلفائها لترد. أريد تقديم معلومة دقيقة، فمن يعتدي على إيران، فإن إيران نفسها سترد عليه، وهي لا تقبل بأن تسكت وتعتمد على حلفائها. واذا اعتدت اسرائيل على إيران فسترد بنفسها".

في التكليف والتأليف
وعن الشأن الحكومي، قال نصر الله: "منذ الأيام الأولى (لانتفاضة 17 تشرين)، قلت كلاماً واضحاً أننا لا نوافق على استقالة الحكومة. وذكرت الأسباب، ومنها صعوبة تشكيل حكومة جديدة في لبنان، وأن ذلك ليس في مصلحة لبنان، نتيجة الوضع المعيشي والمالي، ولا يحتمل الفراغ". وقال: "بعد أيام من كلمتي استقال رئيس الحكومة. وبعد شهرين، نرى أن هناك مشكلة تكليف وتأليف. وهذا واقع الحال اليوم، نأمل ان تحصل الاستشارات يوم الاثنين ونأمل أن يحصل تكليف من تختاره أكثر الأصوات. ولكن عملية التأليف لن تكون سهلة، وكل الوقت الذي ضاع ذهب من طريق اللبنانيين. كان من الأفضل أن تبقى الحكومة وأن تبقى التظاهرات. وهذه الوضعية الأفضل، لأنها كانت ستشكل عامل ضغط على الحكومة لتقوم باجراءات اصلاحية ولتحقق الكثير لمصلحة الشعب اللبناني".

لوم الناس
وفي معرض لومه الناس لأنهم انتفضوا وأسقطوا الحكومة، وبما يوحي أنهم في احتجاجاتهم سبب الكارثة أيضاً!! قال: "لو بقيت الحكومة وبقي الناس في الشارع، لما وصلنا إلى كل ما وصلنا إليه اليوم. عندما استقالت الحكومة لم يعد الحديث الاول في لبنان عن الجوع، بل تحول الحديث الى الحكومة وشكلها واسم رئيسها ومطالب القوى المختلفة وذهب البلد الى مكان آخر لا صلة له بأسباب نزول الناس إلى الشارع. ومن يومها إلى الآن، بدأ غلاء الاسعار وتهديد الناس في الدواء والاستشفاء وازمة الودائع والسرقات والصدامات وإلقاء نفايات على ابواب المسؤولين وضرب موسم الاعياد، وتراجعت الثقة في البلاد".
وتابع: "مع استقالة الحكومة، لم يعد هناك من يستجيب للمطالب ومن يستطيع اتخاذ الاجراءات. بعد استقالة رئيس الحكومة، اعتبر البعض في الحراك أنه إنجاز لهم، لكن ذلك كان ضياعاً للوقت، فتم تعطيل المؤسسات التي يجب ان تقوم بالاصلاحات".

أربعة خيارات حكومية
وأردف: "إن البلد يريد حكومة. وأمام الأكثرية النيابية، ونحن جزء منها، مسؤولية كبيرة، إضافة الى ان رئيس الجمهورية والعهد أساس في هذه الاكثرية. لقد أصبحنا أمام خيارات، وكانت لدينا خيارات عدة وحصلت حولها نقاشات: الخيار الاول الذهاب الى تشكيل حكومة من لون واحد، والاكثرية قادرة على منحها الثقة في مجلس النواب، ففي الفريق الاخر، هناك من كان يدعو الى هذا الخيار ويحرض عليه. أما في فريقنا السياسي فهناك رأيان، الأول يخالف والآخر يؤيده، خيار حكومة اللون الواحد يتطلب شجاعة وفريقنا السياسي شجاع، لكن الموضوع يرتبط بتشخيص المخاطر على البلد. نحن موقفنا في حزب الله وحركة أمل مخالف لتشكيل حكومة لون واحد". واعتبر أن "هناك مخاطر خارجية ايضا لحكومة اللون الواحد".

أضاف: "الخياران الثالث والرابع يقومان على حكومة الشراكة الوطنية، وهناك من طرح ان يشارك الحراك في الحكومة، فلا مشكلة لنا في ذلك. النقطة المشتركة بين الخيارين الثالث والرابع، هي حكومة الشراكة وتنسجم مع تحمل الجميع للمسؤولية وتهدئة الشارع. والخيار الثالث: حكومة شراكة يرأسها الحريري، والقول اننا متمسكون بهذا الخيار غير صحيح والدليل ان الخيار الرابع هو حكومة برئاسة شخص غير الحريري. الخيار الثالث لم يتحقق لان الحريري طرح شروطا وجدها فريقنا السياسي غير صحيحة، وهي في بعضها شروطها الغائية ولهذا انتقلنا الى الخيار الرابع"
وشدد على أهمية "تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الاصلاحات"، وقال: "كما رفضنا حكومة اللون الواحد وأصررنا على مشاركة تيار المستقبل، نصر على مشاركة التيار الوطني الحر".
وأكد أن "حتى اللحظة لم يتم التوافق على أي اسم، فكتلة الوفاء للمقاومة ستعبر عن موقفها، آملا في "أن يحصل تكليف يوم الاثنين لأي شخصية تحصل على الاصوات اللازمة"، وقال: "بعد التكليف، نتحدث عن التأليف ونتفاوض مع الرئيس المكلف ونتعاون لتشكيل الحكومة، فهذا المطروح امامنا حتى اللحظة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها