الجمعة 2019/11/22

آخر تحديث: 17:12 (بيروت)

22 تشرين الثاني: عيد استقلال الشعب اللبناني عن "النظام"

الجمعة 2019/11/22
22 تشرين الثاني: عيد استقلال الشعب اللبناني عن "النظام"
كان نهار الجمعة هذا، عرضاً حيّاً ملوناً وافر الجمال (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease

للمرة الأولى في تاريخ لبنان، تحولت مناسبة عيد الاستقلال كرنفالاً شعبياً مرتجلاً وتلقائياً في ساحات مدن وبلدات وقرى لبنانية كثيرة، فيما انعزل طاقم المناصب الرسمية في ساحة وزارة الدفاع في اليرزة، وأحيا طقسه الخشبي المكرور.

لم يعرف لبنان في تاريخه، في ذكرى الاستقلال ومن أجلها، كرنفالات شعبية وطنية جامعة، على هذه الصورة والزخم اللذين يستبطنان اليوم انتفاضة مستمرة على سلطان المنظومة السياسية ومناصبها.

استُدخلت المناسبة في طقوس الانتفاضة وشعائرها وتقويمها. كأنما كل مناسبة وحادثة صار يمكن استدخالها في يوميات الانتفاضة وكرنفالاتها المتغيرة، المتنوعة والمتراوحة والمتدرجة من الغضب إلى الشكوى والسخط والفرح والتهكم والمرح والشغف.

مناسبة الاستقلال جعلوها للفرح الكرنفالي في هذا اليوم. طلّقوا عالمهم القديم وزمنهم القديم، وتركوه خلفهم لأولئك المنعزلين في باحة وزارة الدفاع في اليرزة.

بدا العرض المدني وكأنه "تحرير" للفضاء العام، واستقلال للمواطنين عن سلطة غائبة وخائفة وعمياء. بل وكأن اللبنانيين يحتفلون بذكرى الاستقلال، ليمنحوه مجدداً سمة "العيد"، مناسبة ليصنع اللبنانيون الصورة التي يريدونها لأنفسهم ووطنهم.

كان نهار الجمعة هذا، عرضاً حيّاً ملوناً وافر الجمال، باذخاً بقوة الناس وسلميتهم واعتدادهم بأنفسهم معاً، شعباً حقيقياً وواعياً لما يريده ويطالب به.

هذا ليس عرضاً ولا تظاهرة ولا اعتصاماً.. إنه فعل "استقلال" تام أنجزه الشعب اللبناني عن نظام متهافت. وقد يكون مشهد اليوم، أحد أبرز انتصارات الثورة سياسياً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها