الثلاثاء 2019/10/22

آخر تحديث: 17:53 (بيروت)

العونيون يهددون بالنزول إلى الشارع ويستنجدون ببكركي

الثلاثاء 2019/10/22
العونيون يهددون بالنزول إلى الشارع ويستنجدون ببكركي
ترفض بكركي مبدأ إسقاط رئيس الجمهورية أو الحكومة في الشارع (الأرشيف)
increase حجم الخط decrease

منذ تعاظم حراك المتظاهرين، واتساع الاعتراضات في الشارع ومختلف المناطق، والمطالبة بإسقاط رئيس الجمهورية وعهده. كانت رئاسة الجمهورية تركز على البحث في كيفية إنهاء هذه التظاهرات والتخفيف من وهجها. كل خيارات التعامل مع الشارع لم تكن مجدية. فالخيار الأمني تم استبعاده. وخيار ترهيب المتظاهرين أيضاً استُبعد بعد قرار الجيش الحاسم في حمايتهم ومنع التعرّض لهم.

المرجعيات الدينية
يصرّ العهد على الحفاظ على الحكومة وعدم استقالتها، ولذلك كان لا بد من البحث في كيفية الخروج من المأزق، وسحب البساط من تحت أقدام المتظاهرين.

حصلت اتصالات عديدة، دفعت البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى قطع زيارته إلى أفريقيا، والعودة مساء الأحد إلى لبنان. في هذا الوقت كان هناك غياب كامل للمراجع الدينية لدى كل الطوائف، خصوصاً أن هذه المراجع ترتبط بشكل مباشر سياسياً بالرؤساء الثلاثة، الذين طالب المتظاهرون باستقالتهم.

وكان هناك محاولات عديدة للاستنجاد بمرجعيات الطوائف الدينية، لتوفير الغطاء للرموز السياسية الحاكمة. والمعروف أن المطالبة بإسقاط رئيس الجمهورية في الشارع، أمر غير معهود في لبنان. ولذلك كانت ذاكرة الناس بعد رفع الشعارات تعود إلى مرحلة المطالبة بإسقاط إميل لحود وتوجيه التظاهرات إلى قصر بعبدا. حينها تدخلت بكركي رافضة إسقاط رئيس الجمهورية بالشارع، ليس بسبب شخص الرئيس، ولكن حفاظاً على رمزية الموقع. هذه الحادثة رافقت ذاكرة المتظاهرين في الساحات اليوم.

جرت محاولات لعقد قمّة روحية في بكركي، تحضرها القيادات الدينية لكل الطوائف، لا تكون لفظياً بعيدة عن نبض الشارع ومطالبه، لكن توفر الحماية للنظام القائم والتركيبة الموجودة. مع تحذير بوجوب خطر وقوع البلاد في المحظور، ووصول الأمور الى ما لا يحمد عقباه. لكن هذه القمة لم تتوفر ظروف انعقادها. إذ أن معظم القوى رفضت البحث بأي تغييرات سياسية جدية في البلاد، خصوصاً ان بكركي كانت تؤيد مطالب المتظاهرين بتغيير الحكومة. خصوصاً أن الراعي كان يرى سرعة تطور التحركات واستقلاليتها عن الأحزاب، وعدم اقتصارها على طائفة واحدة.

اجتماع في بكركي
تؤكد مصادر متابعة حصول اتصالات كثيرة ببكركي لطلب الدعم، سواء من قبل العهد أو من قبل معارضيه، وهذا ما دفع بالراعي إلى توجيه الدعوة لعقد "اجتماع طارىء لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان وبمشاركة المطارنة الأورثوذكس يوم الأربعاء للبحث في الأوضاع المأساوية التي آلت اليها البلاد في ضوء التظاهرات الشعبية ومطالبها الشعبية المحقة، وعلى إثر صدور مقررات مجلس الوزراء في القصر الجمهوري في بعبدا". وبعد ساعات، أصدر المكتب الإعلامي في بكركي بياناً أكد فيه "أن سبب تأخير الاجتماع هو وجود بعض المطارنة في الخارج والمشاورات التي يقوم بها البطريرك".

تؤكد مصادر بكركي أن الوضع أصبح على حافة الإنفجار، وقد يتخطى الخط الأحمر، بعد الانفجار الاجتماعي الذي وقع. وهي ستركز في اجتماع المطارنة على البحث بالمطالب الشعبية، والدعوة إلى الاستماع لمطالب الشعب. لكن الأكيد أنها "لن توافق على استقالة رئيس الجمهورية أو الحكومة، لأن الوضع دقيق وحساس".

العونيون في مأزق
لا شك أن الأنظار المحلية والدولية تتجه إلى الساحة المسيحية، وما يجري عليها، في ضوء الانقسام الحاد الذي تعيشه هذه الساحة، لا سيما بعد قرار القوات اللبنانية الاستقالة من الحكومة والنزول إلى الشارع، واستمرار الاعتصامات والتظاهرات إلى حين إسقاط الحكومة. هذا الأمر يستفز العهد إلى حدّ بعيد، ويبحث التيار الوطني الحرّ كل السبل لكيفية إخراج المتظاهرين من الشارع، ولذلك عقد اجتماعاً مركزياً لقيادة التيار في مقره بميرنا الشالوحي، للبحث عن حلول للخروج من المأزق داخل الشارع المسيحي.

يعرف التيار الوطني الحرّ أنه في أزمة حقيقية في الشارع المسيحي. وهي لم تعد تتعلق فقط بالقوات اللبنانية وشارعها، ولذلك يحاول التيار الحصول على دعم من بكركي بأي طريقة، كما سيسعى إلى استنفار ناسه وجمهوره، لإعادة استقطاب الناس المترددة أو صاحبة المواقف الإعتراضية، وهذا بلا شك سيكون بحاجة إلى خطاب استنفاري (قد لا يخلو من التخويف الطائفي) يستقطب المسيحيين، وصولاً إلى حدّ التلويح بالنزول إلى الشارع "لفتح الطرقات مهما كلف الأمر، لأن قطع الطرقات يعيق حركة المواطنين ومصالحهم". وقد يكون تسريب هذا النوع من الأخبار جزء من لعبة جس النبض، للبناء على الشيء مقتضاه.

في المقابل أيضاً، تكشف معلومات أن قصر بعبدا لم يتوان عن إجراء إتصالات بأصحاب ورؤساء مجلس إدارة القنوات التلفزيونية التي تفتح هواءها المباشر كل الوقت لتغطية التظاهرات والاحتجاجات الشعبية، ومطالبتها بضرورة وقف عمليات النقل المباشر للتحركات، أو تخفيفها بالحد الأدنى، لأن ذلك يخدم المتظاهرين وتحركاتهم الإحتجاجية. لكن حتّى الآن تعتبر محطات التلفزة أنه لا يمكنها الغياب عن المشهد. ولا يمكن لمحطة أن تغيب بينما محطات أخرى تستمر بالنقل المباشر.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها