الإثنين 2019/10/21

آخر تحديث: 16:38 (بيروت)

غرف سوداء تفبرك الشائعات: الانتفاضة لـ"تصفية" حزب الله

الإثنين 2019/10/21
غرف سوداء تفبرك الشائعات: الانتفاضة لـ"تصفية" حزب الله
لم تقنع الشائعات الأطفال، فكيف بأمهاتهم اللواتي يحملنهم على الأكتاف؟! (جو عبود)
increase حجم الخط decrease
بعد خروج نحو مليوني لبناني إلى الشوارع والطرق والساحات العامة، مطالبين باستقالة الحكومة ورحيل أركان الطبقة السياسية التي حكمتهم منذ ثلاثين عاماً، وبعدما طالت الشتائم  المسؤولين في الدولة جميعاً، ونعتهم بـ"الحراميي"، مطالبينهم باستعادة الأموال المنهوبة قبل رحيلهم، وفي ظل تكاتف شعبي غير مسبوق، والذي دلت صرخات الناس على نقمتهم على جميع القوى السياسية، وسائر الأحزاب التي والوها لأعوام - بعد هذا كله بدأت الأبواق وغرف العمليات المظلمة بشيطنة المتظاهرين ونشر الشائعات والفبركات ضدهم. وراحت تكيل الاتهامات بتلقيهم الأموال من السفارات للمشاركة في التظاهرات، وتوزيع مئتي دولار على كل متظاهر منهم. وفي شائعات أخرى توزيع خمسمئة دولار!

مخيلة ضحلة
ولأن مخيلة هؤلاء المفبركين ضحلة، ولم تقنع حتى الأطفال، فكيف بأمهاتهم اللواتي حملتهم على الأكتاف في الشوارع؟! وبلغت الفبركات حد القول إن أميركا تدعم المتظاهرين وتهدد الحكومة اللبنانية من التعرض لهم، كما لو أن دونالد ترامب لا يغمض له جفن بعد مشاهدته القمع المفرط الذي حصل قبل يومين في ساحة رياض الصلح.

وأمعنت الفبركات في نشر بيانات "صادرة عن واشنطن: إذا حاول أحد الأحزاب أو الجيش قمع المتظاهرين بالقوة، سيُدرج لبنان تحت الفصل السابع في مجلس الأمن الدولي، بتأييد مطلق من الجامعة العربية وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية، وتُرسل قوات دولية لحفظ الأمن من دون طلب الحكومة اللبنانية".

وإذا كانت بعض الشائعات والفبركات انتشرت كنار في الهشيم على مواقع التواصل ومنصات المحادثة الفورية، فظهرت مقالات غير موقّعة، تحكي عن "فصول المؤامرة" التي تُعدُّ للبنان بقيادة أميركية، وسعودية، وإسرائيلية، فقد ذهب بعض الكتاب المعروفين بأسمائهم إلى تحليلات لا تخلو من النفس المؤامراتي الشائع. لأن المتظاهرين تناولوا رموزاً معينة، كانت حتى الأمس القريب محرّمة إلا للتقديس، فكيف يمكن صب أقذع الشتائم عليها؟! إذ ذهب هذا البعض، المشهورين في انتمائهم إلى المحور الإيراني - السوري، إلى الكتابة أن ثمة انقلابا داخليا يُعدُّ ضد العهد وحزب الله، بدعم خارجي، وأن الشارع يُستخدم لهذه الغاية.

مؤامرة على حزب السلاح
وكان قد سبق هذه التحليلات المعلومة الإسم والمصدر، مقالات غير موقعة تناقلتها منصات المحادثة الفورية، تقول بإن "اللاعب الرئيسي في التظاهرات في لبنان، هو الأميركي، وأدوات المؤامرة الداخلية متمثلة بوليد جنبلاط وسمير جعجع". وهدف المؤامرة دخول البلاد في الفراغ السياسي والشغب في الشارع، تمهيداً لحصار لبنان وتطويقه وتجويع شعبه، وصولاً إلى تحريض الشعب على حزب الله. لإظهار حزب الله على أنه سبب تجويعهم، لينتفض الشعب بالانتفاض على حزب الله، ويطالبه بتسليم سلاحه وحل جناحه العسكري، خدمة للمشروع الأميركي - الإسرائيلي - السعودي الذي يريد تصفية حزب الله، والقضاء عليه، لكن توقيت للمؤامرة كان غير معلوم لتنفيذ الخطة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها