الأحد 2019/01/20

آخر تحديث: 00:09 (بيروت)

أمير قطر يفكّ الحصار عن قمة بيروت

الأحد 2019/01/20
أمير قطر يفكّ الحصار عن قمة بيروت
بادرت قطر لفك الحصار العربي والخليجي الذي تعرّض له لبنان بمناسبة القمة (أ. ف. ب)
increase حجم الخط decrease
أنقذ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لبنان والقمة الإقتصادية والجامعة العربية، في قراره المشاركة في القمة الإقتصادية التنموية في بيروت. بعد الإعتذارات التي توالت، وأظهرت لبنان وكأنه يتعرّض لحصار، بادرت قطر لفك الحصار العربي والخليجي الذي تعرّض له لبنان من بوابة القمّة. لا شك أن رسائل الاعتذار وتخفيض التمثيل، تنطوي على أبعاد متعددة، ومن شأنها إحراج رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة المكلّف، الذي انزعج كثيراً مما يحدث، فكان لا بد من اللجوء إلى جهة تغيّر المشهد وتعيد بعضاً من الرمزية للقمّة، فكانت قطر هي التي أبلغت دوائر القصر الجمهوري بقرار الأمير تميم الحضور إلى بيروت، لترؤس وفد بلاده إلى القمّة.

عون متصلاً
حسب ما تكشف بعض المعلومات، فإن قرار أمير قطر جاء تلبية لاتصالات لبنانية عديدة حاولت الاستنجاد. وتشير المعطيات إلى اتصال أجراه رئيس الجمهورية ميشال عون بالأمير تمام، جرى خلاله التداول بمختلف الأوضاع والتطورات في المنطقة وعلى الساحة العربية. واعتبر عون أن القمة فرصة للتعاون بين الدول العربية، والبحث في المشاكل العربية المشتركة، خصوصاً أن تخفيض التمثيل يشبه حالة فرض حصار على لبنان. فتجاوب الأمير القطري مع مناشدة عون وقرر الحضور إلى القمّة. وهذا ما أكدته وكالة الأنباء القطرية، التي نشرت خبراً موجزاً بأن الأمير تميم تلقى اتصالاً من الرئيس عون، جرى خلاله استعراض أبرز الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة العربية التنموية الإقتصادية والإجتماعية، التي تعقد في بيروت.

الانفتاح والتواصل
لا شك أن الحضور القطري ينطوي على أكثر من إشارة و إيحاءات رمزية. فأولاً، قطر اختبرت الحصار والمقاطعة. ولم يكن بإمكانها الموافقة على ما يجري. وثانياً، السياسية القطرية تقوم على قدر من البراغماتية السياسية، والتفكير بفنّ الممكن، على قاعدة الانفتاح والتواصل بدلاً من المواجهة. إذ قد تمثّل هذه القمة، باباً جديداً لمشاريع تنموية وتشاركية بين الدول العربية. وهذا ما قد يضفيه حضور أمير قطر على قمّة بيروت، لجهة الخروج من السجالات الإجرائية العقيمة التي تخللتها، لصالح التقدّم باقتراحات لمشاريع اقتصادية وتنموية في عدد من الدول العربية. 

لعبت قطر، سابقاً، دورأً محورياً في لحظة إنسداد الأفق اللبناني أمام أي حلّ سياسي. وقد نجحت في ترتيب إبرام اتفاق بين الأفرقاء اللبنانيين في أيار 2008، بعد اجتياح بيروت من قبل حزب الله. يومها، استفادت من دورها وعلاقاتها مع مختلف القوى. اليوم سيعود الحضور القطري إلى لبنان والذي مثّل إنقاذاً للجمهورية اللبنانية من فشل القمّة، ليمهد ربما لاستعادة التواصل والتوسط حول عدد من القضايا الداخلية الحساسة، التي تشغل لبنان، ومنها مسألة اللاجئين السوريين.

تعويضاً عن "الخليج"
يمثّل الحضور القطري في قمة بيروت الإقتصادية، جانباً من التعويض عن الغياب الخليجي والعربي. خصوصاً أن ثمة قراءات لبنانية متعددة ومتداولة منذ سنوات، بأن تحقيق إيران لتقدّمها في لبنان وصولاً إلى ما يشبه السيطرة عليه، يأتي بسبب الغياب العربي، وممارسة سياسة غير واضحة تجاه لبنان، ولا تجاه الحريري، الذي كان خارج البلاد لفترة طويلة، كما كان مجرّداً من أي دعم سياسي ومالي. هذا النوع من الفراغات هو الذي يدفع بقوة أخرى للدخول إلى الساحة اللبنانية، واليوم يمثّل الوجود القطري برمزيته في القمة، وخطف الأضواء فيها سيكون عامل تعويض عن ذلك الغياب، وعدم ترك لبنان.

سيكون بإمكان بعض الأفرقاء اللبنانيين الاستفادة من الخطوة القطرية، في مجالات متعددة، أولها، ملف اللاجئين السوريين، خصوصاً أن قطر قد استبقت القمّة بتقديم مساعدات للاجئين بقيمة 50 مليون دولار. وهذا ما قد يتطور خلال القمّة، أو خلال المشاورات الجانبية بين آل ثاني وعون. وهذا ما قد يسحب فتيل سجال عقيم، بلا أفق، جرى في مداولات القمّة. كما ستتمكن بعض القوى الرافضة للتطبيع مع النظام السوري، من الإحتماء خلف الموقف القطري، والذي يتلاقى مع تركيا أيضاً، في رفض إعادة العلاقات مع النظام، بانتظار حصول تطورات مناسبة، وإيجاد مخرج لهذه المعضلة. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها