لعبت قطر، سابقاً، دورأً محورياً في لحظة إنسداد الأفق اللبناني أمام أي حلّ سياسي. وقد نجحت في ترتيب إبرام اتفاق بين الأفرقاء اللبنانيين في أيار 2008، بعد اجتياح بيروت من قبل حزب الله. يومها، استفادت من دورها وعلاقاتها مع مختلف القوى. اليوم سيعود الحضور القطري إلى لبنان والذي مثّل إنقاذاً للجمهورية اللبنانية من فشل القمّة، ليمهد ربما لاستعادة التواصل والتوسط حول عدد من القضايا الداخلية الحساسة، التي تشغل لبنان، ومنها مسألة اللاجئين السوريين.
تعويضاً عن "الخليج"
يمثّل الحضور القطري في قمة بيروت الإقتصادية، جانباً من التعويض عن الغياب الخليجي والعربي. خصوصاً أن ثمة قراءات لبنانية متعددة ومتداولة منذ سنوات، بأن تحقيق إيران لتقدّمها في لبنان وصولاً إلى ما يشبه السيطرة عليه، يأتي بسبب الغياب العربي، وممارسة سياسة غير واضحة تجاه لبنان، ولا تجاه الحريري، الذي كان خارج البلاد لفترة طويلة، كما كان مجرّداً من أي دعم سياسي ومالي. هذا النوع من الفراغات هو الذي يدفع بقوة أخرى للدخول إلى الساحة اللبنانية، واليوم يمثّل الوجود القطري برمزيته في القمة، وخطف الأضواء فيها سيكون عامل تعويض عن ذلك الغياب، وعدم ترك لبنان.
سيكون بإمكان بعض الأفرقاء اللبنانيين الاستفادة من الخطوة القطرية، في مجالات متعددة، أولها، ملف اللاجئين السوريين، خصوصاً أن قطر قد استبقت القمّة بتقديم مساعدات للاجئين بقيمة 50 مليون دولار. وهذا ما قد يتطور خلال القمّة، أو خلال المشاورات الجانبية بين آل ثاني وعون. وهذا ما قد يسحب فتيل سجال عقيم، بلا أفق، جرى في مداولات القمّة. كما ستتمكن بعض القوى الرافضة للتطبيع مع النظام السوري، من الإحتماء خلف الموقف القطري، والذي يتلاقى مع تركيا أيضاً، في رفض إعادة العلاقات مع النظام، بانتظار حصول تطورات مناسبة، وإيجاد مخرج لهذه المعضلة.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها