السبت 2018/08/11

آخر تحديث: 01:41 (بيروت)

طرابلس: انتخاب مفتٍ جديد أو التمديد للشعار؟

السبت 2018/08/11
طرابلس: انتخاب مفتٍ جديد أو التمديد للشعار؟
يفضل المفتي الشعار التزام الصمت
increase حجم الخط decrease

مع اقتراب موعد انتهاء ولاية مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، ببلوغه السنّ القانونية (70 عاماً)، في 12 أيلول 2018، يتفاعل النقاش بشدّة في عاصمة الشمال، بشأن انتخاب مفتٍ جديد خلفاً للشعار. وهذا النقاش الذي تحكمه المعايير السياسيّة أكثر من المعايير الدينيّة، أخذ مساراً خلافياً حاداً بين خيارين: انتخاب مفتٍ جديد أو التمديد للشعار؟

ثمّة من يقدم طرحاً بتأجيل الانتخابات، وتمديد ولاية الشعار سنة قابلة للتجديد، لأسباب غير واضحة. وأصحاب هذا الطرح، هم تيّار المستقبل والشعار نفسه، اللذان لم يصرحا رسمياً بذلك. فرئيس الحكومة سعد الحريري، يريد تمديد ولاية الشعار، لاسيما أنّ الأخير وقف إلى جانبه في الانتخابات النيابية، ووضع الحريري بمنزلة "المقدّس" سياسياً في خطبة الجمعة الشهيرة أثناء زيارة الحريري طرابلس خلال حملته الانتخابية. كأن الشعار ينتظر سداد فاتورة المبايعة السياسية بالتمديد له. وهو من يسعى إلى الترويج له في لقاءاته التي يعقدها أخيراً.

لكن، في المقابل، هناك جبهة معارضة تتنامى، دينياً وسياسياً، رفضاً لبقاء الشعار في منصبه يوماً واحداً بعد انتهاء ولايته، تحت شعار "إجراء الانتخابات في موعدها احتراماً للمهل القانونية". علماء ومشايخ كُثر يصرّون على أولوية إجراء الانتخابات في أيلول، وأحقيّة الهيئة العامة الناخبة التي لا يتعدى عددها 150 أن تلعب دوراً حيوياً في الانتخاب والاختيار.

ويقول أحد الأعضاء من المجلس الشرعي، لـ"المدن"، إنهم يرون أنه خلال أكثر من 10 سنوات من تولي الشعار منصب الافتاء لم يحصل أيّ تقدم في مسألة تسوية أوضاع رجال الدين، ولم يضف شيئاً إلى أوقاف المدينة، واقتصر دوره على الدبلوماسيات في العزائم والولائم والاحتفالات ومديح الزعماء. هذا الوضع "شكّل استفزازاً كبيراً دفع إلى الضغط للمطالبة بضرورة اجراء الانتخابات".

أمّا في السياسة، فيبدو أنّ النواب السنّة خارج فلك تيار المستقبل يعارضون التمديد للشعار. وفي مقدمهم رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، إلى جانب النائبين فيصل كرامي وجهاد الصمد، وقد أبلغوا مفتي الجمهورية عبداللطيف دريان بذلك. وتفيد معلومات لـ"المدن" أنّ الاطراف السياسية المعارضة للشعار في المدينة تعتبر أنه لم يكن وفيّاً معها وأنّه يبدل علاقاته وفقاً لمصالحه. وهو اليوم مع الحريري مثلما كان سابقاً مع الرئيسين ميقاتي وعمر كرامي.

من يتولى التمديد هو المجلس الشرعي وليس مفتي الجمهورية. فالمرسوم الاشتراعي الرقم 18/55، لا يعطي الحق لمفتي الجمهورية لا أن يمدد ولا أن يكلّف. استثناءً صدر في العام 2003، قرار مدّته سنتين، أجاز لمفتي الجمهورية في وقتها أن يمدد لـ4 مفتين في حال انتهت ولايتهم ولم يكن هناك انتخابات. كذلك، ينصّ المرسوم على أنه في طرابلس وبيروت حصراً، في حال شغور مركز الافتاء، يقوم أمين الفتوى بمهمات الافتاء، وهو حالياً الشيخ محمد الإمام. وقد حصل ذلك مرتين. مرّة في العام 1980، حين استقال المفتي الشيخ نديم الجسر، جاء مكانه أمين الفتوى رامز الملك. وفي العام 2005، انتهت ولاية الشيخ طه صابونجي وجاء مكانه الشيخ الإمام نفسه. وهو ما دفع إلى المطالبة بتكليفه بمهمات الشعار عند انتهاء ولايته.

وفيما يسير المفتي دريان في اتجاه احترام المهل القانونية، حفاظاً على مكانة المنصب ورمزيته، ولأن تجربته مع الشعار لم تكن ناجحة. "إذ كان الشعار يتعامل مع دريان بأسلوب التجاهل على مستوى الدعوات، وعدم الرجوع إليه للأخذ بآرائه، رغم أنّه بدّل علاقته معه أخيراً، وأصبح أكثر تودداً سعياً من إلى استمالته للموافقة على التمديد".

لكن، من هم أصحاب الحظوظ في تولي منصب الافتاء خلفاً للشعار؟

أكثر الأسماء طرحاً لتولي المنصب، هم القاضي الشرعي عبدالمنعم غزاوي، الشيخ وليد علوش، الشيخ مظهر حمود والشيخ بلال بارودي. غير أنّ الإشكالية السياسية بعد الانتخابات هي أن "الحريري لم يعد مسيطراً على الهيئة الناخبة في طرابلس، ولا بد من توافقه مع ميقاتي في اختيار المفتي الجديد".

من جهته، يرفض الشعار في اتصال مع "المدن" التصريح عن موقفه الرسمي من التمديد، ويكتفي بالقول: "ألتزم الصمت كليّاً، وأفضل عدم التعليق على شيء يخصّ الانتخابات".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها