الأربعاء 2018/08/01

آخر تحديث: 12:51 (بيروت)

بلدية بيروت ترجئ دفتر شروط "المحرقة"

الأربعاء 2018/08/01
بلدية بيروت ترجئ دفتر شروط "المحرقة"
إعلان القرار تزامن مع اعتصام نفذه حزب سبعة أمام مدخل البلدية في وسط بيروت (المدن)
increase حجم الخط decrease

أرجأت بلدية بيروت اقرار دفتر شروط معمل التفكك الحراري أو ما يعرف بالمحرقة، إلى وقت غير محدد. وذلك على خلفية الملاحظات التي أبداها عدد من أعضاء المجلس البلدي حول بنود دفتر الشروط.

وتمحورت الملاحظات حول نقطتين أساسيتين. الأولى تتعلق بالسموم التي تنتجها عملية الحرق أو ما يعرف بالرماد المتطاير، التي لن تتمكن البلدية من تصديرها إلى خارج لبنان. كما أن دفتر الشروط لم يلزم الشركة التي ستلتزم تشغيل المحرقة بمسؤولية معالجتها. ما يعني أن هذه السموم ستتطاير في سماء لبنان.

النقطة الثانية، التي سجلها المعترضون، تتعلق بموقع المحرقة الذي لم يحدد بعد، فيما يحكى عن الكرنتينا كخيار. لكن، يبدو أن هذا الخيار غير محسوم بعد، لاسيما مع وجود موقع للجيش اللبناني، الذي لم تؤخذ موافقته على إخلاء الموقع بعد. ما يعني أن موقع المشروع لا يزال مجهولاً أيضاً.

إرجاء إقرار دفتر الشروط يأتي بالتزامن مع انتقادات وجهت إلى بلدية بيروت لاعتمادها هذا الخيار. علماً أن المجلس البلدي كان يتحدث، في بداية ولايته، عن منحى مغاير في معالجة النفايات عبر الفرز والتسبيخ، لكنه عاد عن قراره بحجة أن خيار المحرقة أعتمد بقرار حكومي وسيطبق في كل لبنان.

وفي رأي الخبير البيئي بول أبي راشد، فإن المشكلة تتعدى الملوثات الخطرة التي تنتجها عملية الحرق، وهي تطمر عادة في أماكن معزولة، وكلفة معالجتها مرتفعة جداً، إلى الجزيئات الصغيرة التي لا يستطيع فيلتر المحرقة التقاطها.

إعلان القرار تزامن مع اعتصام نفذه حزب سبعة أمام مدخل البلدية في وسط بيروت، الثلاثاء في 31 تموز 2018. وشدد سبعة على ضرورة موافقة الأهالي والسكان على المحرقة ولا يفترض تجاهل مطالبهم، فيما طالب الحزب البلدية بعقد مناظرة لاطلاع الرأي العام على تفاصيل هذا المشروع، يتم بعدها اجراء استفتاء أو استطلاع للرأي حول الموضوع وأن ينشر دفتر الشروط قبل إقراره وليس بعده.

وكان ائتلاف إدارة النفايات قد عقد مؤتمراً صحافياً، الثلاثاء، في الكرنتينا، لتأكيد رفض خيار المحارق في معالجة النفايات، تحت شعار "لا للمحارق المسرطنة"، وذلك عقب إعلان البلدية نيتها إطلاق دفتر الشروط خلال الأسابيع المقبلة، قبل أن تعود عن قرارها وترجئ الإعلان.

وأعادت الاختصاصية البيئية سمر خليل التأكيد أن تأخر البلدية في إطلاق حملة التوعية من أجل الفرز سببها أنها تريد أن تحرق مجمل النفايات المنتجة، خصوصاً تلك التي يمكن إعادة تدويرها، مثل الكرتون والورق، بسبب طبيعة النفايات في لبنان التي في أكثرها نفايات عضوية، وتحتاج إلى هذه المواد من أجل حرقها، لاسيما أن المحرقة المنوي انشاءها تستوعب بين 750 و1280 طناً في اليوم.

وتوجهت خليل بجملة أسئلة إلى بلدية بيروت، أهمها: لماذا لم تعلن إلى حد الآن عن موقع المحرقة، ولم تأخذ برأي الأهالي والسكان المحليين؟ وكيف سيتم التخلص من الرماد السام في ظل غياب المطامر المخصصة للنفايات السامة والخطرة؟ وكيف ستتم المراقبة الدورية للانبعاثات الناتجة عن المحرقة؟

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها