الجمعة 2018/06/22

آخر تحديث: 01:02 (بيروت)

أزمة النفايات في طرابلس: البحث عن حلول يسابق الغضب

الجمعة 2018/06/22
أزمة النفايات في طرابلس: البحث عن حلول يسابق الغضب
بدأ التجهيز لإنجاز المطمر البحري ولزم لشركة باتكو المسؤولة عن المطمر الحالي (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

وصل الغضب في طرابلس من كارثة جبل النفايات، الذي تخطّى ارتفاعه أضعاف حدوده، إلى الذروة. ونتيجة الضغط الحاصل في المدينة، انعقدت جلسة موسعة لنواب طرابلس، ظهر الخميس في 21 حزيران 2018، في قصر رشيد كرامي الثقافي في طرابلس (نوفل سابقاً)، حضره رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي والنواب: محمد كبارة، سمير الجسر، ديما جمالي، جان عبيد، نقولا نحاس وعلي درويش، وبحضور رئيس بلدية طرابلس أحمد قمرالدين وعددٍ من الأعضاء. وتزامناً مع الاجتماع، اعتصمت مجموعات من المجتمع المدني أمام قصر نوفل، ورفعت الشعارات الرافضة لإنشاء مطمر بحري جديد للنفايات بجانب المطمر الحالي الذي اقترحته الحكومة ومجلس الانماء والإعمار.

وقد انتهى الاجتماع بالتوافق على إقرار إنشاء مطمر بحري بديل ومؤقت على أرضٍ مجاورة للجبل الحالي عبر ردم البحر. وتشير النائب جمالي لـ"المدن" إلى أن الاجتماع جاء في وقته وبدأ بوتيرة عالية ثم انتهى إلى جوٍّ توافقي. و"اتفقنا أننا في المرحلة المقبلة، وكحلٍّ توافقي لإنهاء كارثة جبل النفايات، أنّ لا بديل من الإسراع في إنجاز مشروع المطمر الصحي البديل. وأخذنا ضمانات عليه من مجلس الوزراء، على أن يجري البحث  عن حلولٍ مستدامة، من ضمنها مشروع إنشاء محارق في أرض في دير عمار".

وفيما كان لافتاً عدم حضور الاجتماع المغلق رؤساء بلديات الميناء والقلمون والبداوي، يؤكد عضو بلدية طرابلس باسم بخاش لـ"المدن" أن قرار ردم البحر لإنشاء مطمر بديل، جاء بصيغة الأمر الواقع الذي ترفضه غالبية الأعضاء وأهالي المدينة، لأنه ليس حلّاً، لاسيما أنّ القرار يتطلب ردم نحو 60 ألف متر مربع من البحر إلى حين الوصول إلى حلّ دائم. فـ"نحن غير موافقين لا على ردم البحر ولا على اللجوء إلى المحارق". يضيف: "الحلّ الوحيد، الذي يعتبر بديلاً من كارثة جبل النفايات، هو بإيجاد أرضٍ خارج طرابلس بدل ردم البحر، خصوصاً أنّ الحلّ المؤقت سيستغرق 3 سنوات كاملة". ووفق بخاش، فإنّ عدم الثقة بالمطمر البحري ينبع من أمرين، "أولاً، ليس لدينا ثقة أن يكون المطمر صحياً. وثانياً، ليس لدينا ثقة أن يكون مؤقتاً".

ووفق القرار الصادر، بدأ التجهيز لإنجاز المطمر البحري، وجرى تلزيمه لشركة باتكو المسؤولة عن المطمر الحالي. ويشير بخاش إلى أنّ لهذا المطمر مخاطر كبيرة في ظلّ وجود 500 طن نفايات يومياً، لاسيما إذا تسرب من ملوثاته 1% إلى البحر. وهو سيكون ملاصقاً للمسلخ وللمنطقة الاقتصادية الحرّة ولسوق الخضار الجديد، و"بالتالي فإنّ هذا المطمر لن يكون حلّاً وإنما هو مشروع جبل نفايات جديد يُضاف إلى الجبل الحالي. ولا أحد يضمن جودة تنفيذه مع شركة سبق أن جربناها".

وفي موازاة ذلك، انطلقت مجموعة "نحن طرابلس" المؤلفة من مغتربين طرابلسيين أسسوا مجموعة على الفايسبوك تجاوزت 20 ألف عضو، وقد أطلقوا عريضة الكترونية وقّع عليها حتّى الآن نحو 5 آلاف شخص. وتشير مؤسسة المجموعة هنا حمزة لـ"المدن"، وهي طرابلسية مقيمة في دبي، إلى أنّ الهدف من العريضة هو تشكيل رأي عام محلي ودولي ضاغط لحّل مشكلة النفايات في طرابلس، ومن ثمّ التوجه بها إلى المسؤولين في طرابلس ولبنان والخارج من أجل حلّ أزمة المكب في المدينة. كذلك، "سافرت مسؤولة المجموعات في الاغتراب توفيقة عويضة من أميركا إلى طرابلس، للتواصل المباشر باسم المجموعة مع اتحاد بلديات الفيحاء المسؤول عن المكب، ومع المسؤولين من نواب ووزراء من أجل عرض التواقيع مع تقريرٍ علمي. وسنتواصل جدّياً مع مؤسسات وجمعيات محلية ودولية تعنى بالصحة، من أجل رفع مستوى الضغط".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها