الأربعاء 2018/10/03

آخر تحديث: 19:01 (بيروت)

سعيد عن منع لقاء سيدة الجبل:"فهمكم كفاية يا شباب"

الأربعاء 2018/10/03
سعيد عن منع لقاء سيدة الجبل:"فهمكم كفاية يا شباب"
موضوع الخلوة: رفع الوصاية الايرانية عن القرار الوطني اللبناني (الأرشيف)
increase حجم الخط decrease

لم يمرّ خبر اعتذار فندق البريستول في بيروت عن استقبال الخلوة الثالثة عشرة للّقاء، التي كان مزمعاً عقدها يوم الأحد في السابع من الجاري في الفندق، مرور الكرام، بل أثار استنفار المواطنين وعدد من السياسيين الذين استنكروا الموضوع محذّرين من قمع الحرّيات وعودة زمن الوصاية. ما استدعى ردّ إدارة البريستول، فاعتبرت أنها "خارج أي سجال سياسي"، لتعود وتشير إلى أنّ إلغاء انعقاد خلوة لقاء سيدة الجبل، حصل "لأسبابٍ خارجة عن إرادتنا".

هذا التوضيح الصادر عن فندق له تاريخ في استقبال لقاءات متنوعة، يصفه رئيس "لقاء سيدة الجبل" النائب السابق فارس سعيد بـ"أجمل توضيح رأيته في حياتي". ويسأل في حديث لـ"المدن": "من الذي يستطيع أن يمون على إدارة هذا الفندق باتخاذ تدبير خارج عن إرادته؟ هل وزارة السياحة المشرفة على الفنادق، هي من نصح الإدارة باتخاذ هكذا تدبير رغماً عنها؟ أم أنها راهبات المدرسة الايطالية المجاورة للفندق، هي من بادر إلى ذلك؟". ويعتبر أنّ "تخمين هوية الجهة المتدخلة قد يبدأ براهبات المدرسة الايطالية، وينتهي بسرايا المقاومة، وعلى اللبنانيين وخيالهم حسم الأمر". ويضيف سعيد: "بل كان يجب إنهاء التوضح بعبارة "وفهمكم كفاية يا شباب".

"نعم، نحن في زمن الوصاية"، يقول سعيد، "والعنوان الذي حملناه في سيدة الجبل هو رفع الوصاية الإيرانية عن القرار الوطني اللبناني. وهذا ما أزعج البعض". ويلفت إلى "أننا نربط مطلبنا برفع الوصاية الايرانية، بالدفاع عن الدستور والعيش المشترك، فإذا بقيت هذه الوصاية كما هي، سيُفسَد العيش المشترك وسيُطاح بالدستور اللبناني، الذي لا ينص على وجود جيشين في لبنان، كما لا ينصّ على أن تكون هناك طائفة مميزة وطوائف عادية، ولا على أن يكون هناك حزب واحد مميز وأحزاب عادية في لبنان".

ويشدّد سعيد على "أننا تحت الوصاية الايرانية التي تضع شروطها حتى على العمل السياسي، وليس على تشكيل الحكومة"، موضحاً أنّ "لقاء سيدة الجبل هو عبارة عن مجموعة نخبوية رصينة ديمقراطية سلمية تعمل على قاعدة تقدير تقرير سياسي. فنحن نعمل في خلوتنا السنوية على تقديم تقرير سياسي عن الأحداث المحلية والدولية، تشارك في صياغته مجموعةٌ واسعة من الخبراء اللبنانيين والعرب. وهذا التقرير نقدره في خلوتنا ونتابع نقاطه الأساسية بكل أعمالنا خلال السنة".

ويرى سعيد أنه "إذا ما كان هذا النوع من العمل السياسي قد أصبح ممنوعاً في لبنان، في مرحلة صعود نفوذ حزب الله واستتباع الدولة اللبنانية للحزب، نكون قد دخلنا مرحلة خطيرة جدا. بالتالي، فإنّ الحدّ الأدنى هو أن نرفع عنوان رفع الوصاية الايرانية عن القرار الوطني".

إلغاء فندق البريستول الحجزَ المخصّص للّقاء لا يعني أنّ الخلوة لن تحصل، بل على العكس، فإنّ الاتصالات قد بدأت مع فنادق أخرى لتأمين المكان الجديد وتحديد زمان آخر لعقد الخلوة، بحسب ما يؤكد سعيد متوقّعاً "عقد الخلوة قريباً، وفي بيروت تحديداً".

وقد ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بهذه الحادثة اللافتة، وعلق الوزير السابق بطرس حرب، عبر حسابه على "تويتر"، بـ"عهد الوصاية السورية، عندما عملت أجهزة المخابرات على ضرب الحريات، أقفلت تلفزيونات ومنعت صحف من الصدور ولقاءات سياسية من الانعقاد وصولا الى الاغتيالات، واليوم تمنع الاجهزة اجتماع لقاء سيدة الجبل". وسأل: "ترى هل عدنا لوصاية جديدة ولدولة الأجهزة وقمع الحريات؟ حذاري المسّ بالحريات في لبنان".

وأصدر لقاء سيدة الجبل بياناً جاء فيه: "تحضيراً لعقد الخلوة الثالثة عشرة للقاء سيدة الجبل، تم تكليف نائب رئيس اللقاء بهجت سلامة القيام بالاتصالات اللازمة مع إدارة فندق بريستول والاتفاق على كل التفاصيل. تم الاتصال الأول مع الإدارة والحجز المبدئي في 27 آب 2018. اجتمع سلامة مع إدارة الفندق بتاريخ 28 أيلول 2018 وتم تأكيد الحجز يوم 7 تشرين الأول 2018. تكررت الاتصالات وكان آخرها في 1 تشرين الأول من خلال رسالة الكترونية تؤكد الحجز باسم لقاء سيدة الجبل ليوم الأحد 7 تشرين الأول 2018. خلال النهار وبعد الاجتماع الأسبوعي للقاء أعلن موضوع الخلوة: رفع الوصاية الايرانية عن القرار الوطني اللبناني من أجل حماية الدستور والعيش المشترك”.

واستنكر اللقاء "هذا الاعتداء السافر على حق التعبير وحرية العمل السياسي للأفراد والجمعيات"، معتبراً أن "الأمور واضحة وضوح الشمس ولا تحتاج إلى تفسير إضافي".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها