الأربعاء 2018/10/17

آخر تحديث: 19:51 (بيروت)

في مدرسة ددة الرسمية.. مديرة تضرب تلميذة؟

الأربعاء 2018/10/17
في مدرسة ددة الرسمية.. مديرة تضرب تلميذة؟
هل تتابع وزارة التربية القضية؟ (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

من يحمي الأطفال المعنفين من إدارة مدرستهم؟ هذا السؤال، أصبح ملحاً للغاية، بعدما بات واضحاً أن ثقافة العصا والضرب والتعنيف تحت شعار التربية والتأديب ما زالت سارية المفعول في أروقة كثير من المؤسسات التعليمية. لكن، ماذا حين تكون المدرسة رسمية تتبع مباشرةً لسلطة وزارة التربية؟ وماذا حين يكون "المُعنّف" مديرة المدرسة نفسها؟

في حادثةٍ غريبةٍ من نوعها، تعرضت التلميذة رزان عيد المتولي شمس الدين البالغة 11 عاماً، في مدرسة ددة الرسمية في الكورة، لضربٍ مبرح من مديرة المدرسة وفاء القبرصي. والد رزان، وهو مصري الجنسية متزوج من لبنانية، طلب من "المدن" نشر ما تعرضت له ابنته في المدرسة، بعد محاولة الاستقواء على ابنته رغم لجوئه إلى الأصول القانونية في معالجة القضية لحماية ابنته. فماذا حصل مع رازن؟

يروي الوالد تفاصيل الإشكال الذي أدّى إلى صفع ابنته أكثر من 15 مرّة على وجهها. نهار الخميس الفائت، خلال حصّة الرياضيات، كانت رزان تجري مسابقةً في الصّف مع زملائها، واتهمتها المعلمة بأنّها تُخبئ آلة حاسبة بغية الغشّ، فأرسلت شكوى بحقّها للمديرة القبرصي بعدما شدّتها من شعرها و"قرصتها".

لدى انتهاء الحصّة، نزل الطلاب والطالبات إلى الفرصة، فوقع تلاسن كلامي بين رزان وإحدى صديقاتها. فجأةً، جاءت المديرة إلى الملعب واتجهت نحو رزان، شدّتها بيدها وصفعتها على وجهها أكثر من 15 مرّة متتالية، ما ترك احمراراً وورماً على خدّها.

بعد عودة رزان إلى المنزل، وفق والدها، صدمت العائلة بحالة ابنتها. ذهب الوالد على الفور إلى مخفر ضهر العين، وتقدّم بشكوى بحقّ المديرة، بعدما روى الحادثة كاملةً، فدوّن المخفر محضراً بذلك. في البدء، استدعى المخفر المعلمة للتوقيع على تعهدٍ بعدم التعرض لرزان، ولتصفية الأمر مع الوالد. لكنّ المدّعي العام، عاد وطلب حضور المديرة مع المعلمة إلى المخفر، لتدارك الأمر وحلّ القضيّة مع عائلة رزان. وعند حضورهما، لم ينكرا وقوع الحادث، ووقّعا على تعهدٍ بعدم التعرض لرزان أو تعنيفها تحت أيّ ذريعة.

لكن القضيّة لم تنته عند هذا الحدّ، فماذا حصل لاحقاً؟

ذهبت رزان إلى المدرسة كعادتها نهار السبت في 13 تشرين الأول. وقبل دخولها الصف، استدعتها المديرة إلى مكتبها، ووجهت لها الإهانات وقالت لها: "بدّي حاسبك أنت وأهلك على عملتكم، وبدّي كحشك من المدرسة بأي طريقة". ثمّ منعتها من دخول الصف، وبقيت وحدها في الملعب طوال الدوام!

بعدما وصل للوالد خبر بقاء ابنته خارج الصف، تقدّم بشكوى أخرى في منطقة الشمال التربوية وفي مكتب التفتيش، الذي تكلف مهمة إرسال الشكوى إلى وزارة التربية، ومن بعدها لم تذهب رزان إلى المدرسة. نهار الثلاثاء في 16 تشرين الأول، أضربت المديرة في المدرسة اعتراضاً على ادعاء أهل التلميذة ضدّها. لكنّ لجنة من المحقيقين أرسلهم مركز التفتيش إلى المدرسة الأربعاء في 17 تشرين الأول. وخلال التحقيق، جرى اتهام رزان من قبل ادارة المدرسة بـ"قلة الأدب"، فقام الوالد بإطلاع اللجنة على علامات ابنته وتفوقها وملاحظات على حسن سلوكها على مدار السنوات السابقة.

اللافت في التحقيق الذي لم تحضره المديرة، أنه تمحور على معلمة الرياضات فحسب، وخلص إلى بقاء رزان في البيت حتّى نهار السبت في 20 تشرين الأول لاتخاذ الاجراء المناسب. فـ"نحن لا نريد تحميل المعلمة المسؤولية كاملةً مقابل تبرئة المديرة كأنها لم تفعل شيئاً، لا سيما أن الشكوى مقدّمة ضدّ الأخيرة".

وعند اتصال "المدن" بالمديرة وفاء القبرصي، رفضت توضيح موقفها أو إبداء أي التعليق قائلةً: "ممنوع نحكي شي وخلص". وفي اتصال آخر مع مستشار وزير التربية ألبير شمعون، يستغرب وقوع هذه الحادثة التي لم يكن على علمٍ بها، ويعبّر عن استنكاره الشديد. يقول شمعون: "حتما ستتابع الوزارة القضية وستطلع على فحوى الشكوى المقدّمة ضدّ المديرة، وفي حال ثبت عليها ذلك ستخضع للمحاسبة لأخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقّها".

والد رزان الذي يطالب بإنصاف ابنته وعدم تعرضها لأي نوع من التعنيف اللفظي والجسدي في المدرسة، يخشى على مصير ابنته، ويسأل: "هل تدفع ابنتي ثمن عدم حملها للجنسية اللبنانية ولأننا عائلة من دون ظهر؟".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها