الخميس 2018/01/11

آخر تحديث: 14:36 (بيروت)

المتعايشون مع الأيدز: أخطر الانتهاكات

الخميس 2018/01/11
المتعايشون مع الأيدز: أخطر الانتهاكات
تم توثيق 2205 حالات في لبنان (Getty)
increase حجم الخط decrease

"البسي غلوفز، معو سيدا!"، صرخ ممرض في مستشفى حكومي لعاملة التنظيف. "حَطولي على الباب ورقة ممنوع التعاطي وممنوع حدن يفوت على الغرفة- HIV". "جبروني وقع طلب استقالتي وهددوني ما يعطوني معاش الشهر يلي شتغلتو... حتى بعد ما قدمت استقالتي ما دفعوا معاشي". "مع أنو كان عندي مرجع بيقدر يدعم طلبي للتوظيف باوتيل، بس وقت عرفت انه بيطلبوا فحص HIV كل 3 أشهر، سحبت طلبي".

هذه الشهادات رواها متعايشون مع فيروس نقص المناعة البشرية المعروف بالإيدز/ السيدا، الذين انتهك حقهم من قبل جهات وقطاعات مختلفة، رغم حاجتهم الماسة إلى التضامن والتعاطف مع حالتهم لتعزيز انخراطهم في المجتمع. ما أثر سلباً على وضعهم الاجتماعي والاقتصادي، وانعكس على صحتهم، وامكانية حصولهم على التأمين، وخدمات الرعاية الصحية والتعليم.

وللحد من هذه الآثار السلبية، قررت جمعية العناية الصحية (SIDC)، التي تعنى بتثقيف وتوعية الأفراد بشأن فيروس نقص المناعة البشرية، توثيق الانتهاكات التي يتعرض لها المتعايشون مع الفيروس بطريقة مدروسة، ضمن حملة Speak Up -ارفع صوتك، وتطوير القوانين الحالية وتأمين مرافقة قانونية للأشخاص الذين يريدون رفع دعوى لتحصيل حقهم من المنتهِكين.

وتشرح مديرة البرامج في الجمعية ناديا بدران، لـ"المدن"، أن الانتهاكات الموثقة، التي ستعرضها، الجمعة في 12 كانون الثاني، خلال مؤتمر في فندق بادوفا، جاءت على مستويات عدة أهمها: الانتهاكات التي يتعرض لها المتعايش مع الفيروس في نطاق العمل (عبر طرد الموظف إذا أكتشفت اصابته بالفيروس، أو طلب فحص السيدا كشرط من شروط الانضمام إلى المؤسسة) والانتهاكات التي يواجهونها في المراكز والمرافق الصحية والاجتماعية من قبل مهنيين ومتخصصين من أطباء وممرضين واداريين (عبر انتهاك الخصوصية، الاهمال، سوء المعاملة).

ومن أهم النقاط التي يركّز عليها مشروع Speak Up هي تصحيح المعتقدات الخاطئة حول الفيروس، كاحتمال انتقاله من شخص إلى آخر من خلال اللمس أو النفس، وانتقاله عبر البعوض وعبر ممارسات جنسية مع أشخاص غير مصابين بالفيروس، أو عبر مشاركة الطعام والشراب والمناشف والثياب مع المتعايش مع الفيروس. هذه المعتقدات لا تقف عند هذا الحد، بل تتعداها لتشمل الحكم على المتعايش مع الفيروس بالموت المبكر، من دون الوعي إلى وجود أدوية يمكن تناولها متى تم اكتشاف الفيروس في مراحل مبكرة. وهي تمنع انتشاره وقضائه على جهاز المناعة. هذا الأمر يساعد المتعايش مع الفيروس على متابعة حياته بشكل طبيعي طالما أنه يلتزم بالدواء. وقد تم التثقيف بشأن هذه المعلومات المغلوطة من خلال تصوير اعلانات تلفزيونية تتوجّه إلى الأفراد كافة.

وتوثّق احصاءات نشرها صندوق الأمم المتحدة للسكان أخيراً 2205 حالات في لبنان، 205 حالات منها سجلت في العام 2017. بدورها، تضيف بدران أن 80% من الحالات المسجّلة قد انتقل إليها الفيروس من خلال علاقات جنسية غير محمية. أما أغلبية المتعايشين مع الفيروس، فهم دون الثلاثين عاماً. وإلى جانب دورها في التوثيق، تجري الجمعية فحص الايدز، تقدم المشورة الصحية والعلاج واللقاحات وتوفر الخط الساخن الذي يتيح للجميع الاتصال للحصول على المعلومات اللازمة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها