تقول الأونروا إنها تعاني من عجز مالي نتيجة تخلي الدول المانحة عن واجباتها، في الوقت الذي يفتقد فيه اللاجئون إلى الأمان الاجتماعي. وفي تقريرها الذي أصدرته حركة حماس، ذكرت دراسة أجرتها الأونروا مع الجامعة الأميركية في بيروت، تشير إلى أن اللاجئين يعيشون هاجس الترحيل الذي يرتبط بالانخفاض الملحوظ لتسجيل الطلاب غير المقيمين في المخيمات مقارنة مع سكان المخيم واللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان في المدارس.
وتلحظ الدراسة أن 60,6% من اللاجئين من سوريا يخشون ترحيلهم، ويخشى 67,8% على سلامة أسرهم، ويعبر 57,1% عن الشعور بعدم الأمان الاجتماعي.
في خضم ذلك، بذلت الفصائل الفلسطينية جهداً كبيراً، علماً أن الأمر خارج ارادتها نتيجة ضعف الامكانات، كما يقول المسؤول عن هذا الملف في حماس ياسر علي. ولعل أزمة الفصائل مزدوجة. فمن ناحية، لا تستطيع التدخل مادياً، وتكتفي بمساعدات بسيطة. ومن ناحية ثانية، وساطتها مع السلطات اللبنانية، خصوصاً الأمن العام، لتسوية أوضاع اللاجئين واجهت صعوبات.
وقد حصل تطور ايجابي في الفترة الماضية خرق بعض الجمود، بعدما وافق الأمن العام على اعفاء هؤلاء من رسم الـ200 دولار، لستة أشهر قابلة للتجديد، بعد اجتماع في صيدا بين الفصائل الفلسطينية والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.
وقد تم ذلك استناداً إلى رسالة رفعتها لجنة متابعة المهجرين وسلمتها الفصائل إلى السلطات اللبنانية وبعض الأحزاب. لكن هذا الأمر لن يشمل مَن دخل الأراضي اللبنانية بعد شهر حزيران 2016.
على أن هذا القرار في حاجة إلى استكمال، كما يقول الشهابي، الذي يشير إلى مسألة ختم جواز سفر بعض الفلسطينيين السوريين بالمغادرة من دون سبب وجيه. وهناك مخاوف جدية من تراجع الأونروا عن مساعدتها، الضئيلة أصلاً، المتمثلة بـ100 دولار، مع بداية العام 2018.
من جهته، يلفت علي إلى أن حماس تقارب هذا الموضوع بوصفه قضية شعب، وقد تابعته عملياً على الأرض عبر جمع المعلومات حول اللاجئين، وتقديم تقريرها السنوي عن اللاجئين من سوريا، ومراجعة وضعهم القانوني، إضافة إلى متابعة الموضوع الغذائي وتقديم ما أمكن من المساعدات.
في كل الأحوال، دفعت الظروف الصعبة بأعداد كبيرة من هؤلاء الى مغادرة الأراضي اللبنانية، وقد تراجع عدد اللاجئين في لبنان من نحو 55 ألفاً في أوج نزوحهم إلى لبنان، وهو الرقم المسجل لدى الأونروا، في الوقت الذي يقول فيه الشهابي إن هذا العدد وصل إلى حدود 60 ألفاً، ثم إلى نحو 33 ألفاً في العام 2016، كما يقول علي، ويوافقه الشهابي الذي يذهب إلى القول إن هذا العدد قد تراجع أيضاً خلال العام الحالي وهو في انخفاض مضطرد.
ويعيد علي التراجع الكبير في أعداد اللاجئين إلى الضائقة المالية الكبيرة لهؤلاء، وعودة كثيرين إلى سوريا ولجوء آخرين إلى أوروبا وتركيا.. لكن الأهم، في نظر علي، يبقى أن يبصر حل أزمة مخيم اليرموك النور كما هو مؤمل.. ومن المتوقع أن يعود عدد كبير من اللاجئين إلى هذا المخيم في حال خروج المسلحين منه، خصوصاً تنظيم داعش الذي يسيطر على جزء كبير منه.
لكن، في انتظار ذلك، وإذا كان من غير المفيد التعويل على حل المسألة في اليرموك لوضع حد لمعاناة اللاجئين الفسطينيين من سوريا، يبقى الأمل أن لا تشكل المعاناة في لبنان، سوى محطة على طريق هجرة ثالثة.. نحو بلاد أكثر عدلاً تجاه قضية اللاجئين.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها