106 حراس أحراج: نجحوا لكن "الطائفية" تمنع توظيفهم

لا تقدُّم يُذكر في ملف 106 مواطنين ناجحين في وظيفة حارس أحراج في وزارة الزراعة، بعد مرور سنة كاملة على نجاحهم في مجلس الخدمة المدنية. بل على العكس، دخلت القضيّة في مزيد من التشتت والأخذ والرد في مجلس الوزراء.

ورغم تعهد رئيس الحكومة سعد الحريري، طرح ملفات وزارة الزراعة في جلسة الثلاثاء في 19 كانون الأول 2017، وفق مصدر من الوزارة، إلا أن ذلك لم يتحقق لغياب الوزير غازي زغيتر عن الجلسة بداعي السفر.

ورغم أنّ الناجحين تلقّوا وعداً من الرئيس الحريري باستقبالهم عقب جلسة مجلس الوزراء، لكنّ الحريري تخلف عن ذلك، فقابلهم الأمين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل، الذي أخبرهم بأن ملفاتهم شائكة، ليس بسبب التوازنات الطائفية فحسب، وإنما لعدم وجود أموال في خزينة الدولة.

من يعرقل الملف؟
يؤكد المصد نفسه لـ"المدن"، أن وزراء التيار الوطني الحر هم من يقف حائلاً دون تمرير المرسومين الخاصين بحراس الأحراج، في مسعى منهم لتطبيق مبدأ المناصفة، رغم أن الوظيفة هي من ضمن الفئة الرابعة، وليست في الفئتين الأولى والثانية اللتين تخضعان للتوازن الطائفي.

وعلمت "المدن" من عدد من الناجحين الناشطين من أجل حقوقهم، أن هناك تسويات تُقدم من وزارة الزراعة لوزراء التيار، من أجل تعيين 39 مسيحياً في وظيفة حارس أحراج. وذلك، كي يصبح عدد المسيحيين الكلي 57، إذا ما أضيف إليهم الناجحون ضمن الـ106، مقابل تمرير المرسومين في مجلس الوزراء.

ظروف معيشية قاسية
خلف هذه التجاذبات، خرجت صرخات مواطنين ألقت هذه الأزمة بظلالها على حياتهم وعائلاتهم.

إبراهيم شريم، أكبر الناجحين سناً، والذي اعتاد أن يناديه أصدقاؤه بـ"غوارديولا"، نظراً للتشابه الكبير بينه وبين المدرب الأسباني الشهير بيب غوارديولا، لكنه عكس غوارديولا الاسباني الذي يعيش أحلى لحظاته مع نادي مانشستر سيتي الإنكليزي، يعاني شريم ظروفاً معيشية قاسية، جراء تعثر الملف في مجلس الوزراء.

هذه الظروف، ضاعفت قسوتها استقالته من المدرسة التي كان يعلم فيها، علماً أنه حاصل على إجازتين في الجغرافيا واللغة العربية. استقال شريم مع نهاية العام الدراسي الماضي، تماشياً مع الوعود التي تلقاها الناجحون بأن التحاقهم بوظائفهم سيكون وشيكاً، ولتفادي التسبب بارباك ادارة مدرسته إذا ما استقال في منتصف العام الدراسي. وهنام بند جزائي تفرضه المدرسة على المدرسين في حال فسخوا عقدهم في منتصف العام الدراسي.

انقضاء مهلة العامين، عقب صدور نتائج الناجحين في وظيفة ما بمجلس الخدمة المدنية، وبالتالي تحلل الدولة من أي التزام تجاه الناجحين، هو أكبر هواجس شريم، الذي ينتظر مولوده الأول.

علي الأسكندراني، وهو ناجح آخر، اعتبر أن "قادة هذا الوطن يتعمدون التضحية بشبابه، وهذه ليست الوظيفة الأولى. ففي السابق كانت الحجة ما معك واسطة. أما ما يحدث في مجلس الخدمة المدنية المعروف بنزاهته، فهو جريمة تعني كل لبناني ومؤسسة، وكل من يعتبر نفسه مسؤولاً في لبنان، خصوصاً أنها فئة رابعة لا تخضع لأي توازن طائفي. ومن يعرقل ملفنا، هو نفسه من يطالب بدولة علمانية لا طائفية. هزلت".