الخميس 2015/06/25

آخر تحديث: 16:38 (بيروت)

معارضو باسيل يتأهبون للمعركة: لن نسلم التيار!

الخميس 2015/06/25
معارضو باسيل يتأهبون للمعركة: لن نسلم التيار!
التيار الوطني الحرّ أمام معركة اقتسام النفوذ (تصوير: علي علوش)
increase حجم الخط decrease

إحتدم صراع السلطة والمال والنفوذ داخل "التيار الوطني الحرّ". بين هذه الأقانيم الثلاثة هناك من يريد إثبات نفسه من خلال العودة إلى الجذور والمبدئية التي نشأت عليها الحالة العونية، والتي تأطرت حزباً في ما بعد. ينقسم العونيون إلى قسمين حالياً، قسم في صف السلطة، وآخر في صف المعارضة للنهج القائم والمتبع، ويطرح التغيير والتجديد، وعليه فإن التيار يقف أمام إحتمالين، إما خوض المعركة أو العودة إلى التسوية.
 

بخلاف كل التوقعات، أصدر رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون تعميماً يحمل توقيعه يدعو فيه جميع قيادات وكوادر "التيار الوطني الحرّ" إلى التأهب لإجراء إنتخابات داخلية في العشرين من أيلول المقبل، لكن هذه الإنتخابات تأتي مخالفة لنظام التيار الداخلي، إذ يشير التعميم إلى أن الإنتخابات ستكون محصورة فقط برئيس التيار ونوابه وليس كل اللجان والهيئات.
 

يعتبر هذا التعميم، وفق معلومات "المدن"، خروجاً على النظام الداخلي الأساسي الذي أسس بموجبه التيار، والذي ينص على أن العملية الإنتخابية داخل الحزب تشمل كل القطاعات، أو أن اختيار المناصب القيادية داخل الحزب من رأس الهرم إلى أسفله تتم بالإنتخاب، لكن هذا النظام أودع في الأدراج، بحسب ما تشير مصادر التيار لـ"المدن"، وتم إدخال تعديلات عليه، تعطي الرئيس المنتخب صلاحيات أوسع وتخوّله تعيين وإختيار من يريدهم في المواقع التي يريدها هو، من دون لحظ أي خيار للقاعدة العونية.
 

ستحصل الإنتخابات في "التيار" لإنتخاب رئيس ونوابه في العشرين من أيلول المقبل، والذي من صلاحياته أن يعين اللجان المركزية والداخلية، وتنظيم إنتخابات قيادة المناطق في ما بعد، هذا التعديل تعتبره مصادر الوطني الحر لـ"المدن" أنه تسريع لتسليم التيار للوزير جبران باسيل إن من خلال التعديلات التي أدخلت إلى النظام الداخلي، والتركيبة التي نجمت عنه، أو لجهة أن اللجان التي ستشرف على العملية الإنتخابية، هم في المراكز القيادية، وقد عينوا فيها نظراً لقربهم من باسيل، وأبرزهم الأمين العام لـ"التيار" إيلي خوري، والمنسق العام بيار رفول.
 

وعلى عكس الأجواء فلا يبدو أن العملية الإنتخابية ستكون نزهة لأن هناك إنتخابات فعلية ستحصل داخل "التيار" وفق ما تؤكد المصادر، خصوصاً أن الاطراف المعارضة لباسيل، والتي تضم نعيم عون ابن شقيق ميشال عون، وعدداً من النواب وهم آلان عون، ابراهيم كنعان، سيمون أبي رميا، وتشير أجواء هذا الفريق لـ"المدن" إلى أنهم سيخوضون هذه الإنتخابات ضمن لائحة تضم مرشحين لمنصب الرئيس ونواب الرئيس، وتلفت إلى أنهم سيختارون من بينهم الشخص المناسب للرئاسة ولنيابة الرئاسة. وتؤكد أنهم سيخوضون الإنتخابات في كل المحطات الإنتخابية التي ستلي عملية إنتخاب الرئيس ونوابه، وسيكون لهم مرشحون في كل هذه المحطات.
 

وترجح المصادر المعارضة لباسيل أنه على الرغم من الإتجاه نحو معركة إنتخابية إلا أن هناك إمكانية للإبقاء على أبواب الإتصالات مفتوحة من أجل التوصل في مكان ما إلى تسوية، وفي حال حصل تقارب خلال الأسابيع المقبلة وحصلت عملية تدوير الزوايا، فسيعود الجميع إلى الطرح القديم، أي أن يبقى عون رئيساً لفترة إنتقالية، تتم خلالها الترجمة العملانية للنظام الداخلي، وسيكون لعون نائبان من بينهما باسيل، وتشير الأجواء إلى أن لا شيء محسوماً بعد، لا سيما أن كل طرف من الطرفين لديه حضوره على صعيد القواعد في التيار.
 

أياً يكن التوجه والنتيجة، فإن "التيار الوطني الحرّ" يقع بين منزلتين، الأولى وهي سلطة المال والنفوذ والتي يترأسها باسيل، فيما الثانية وهي الكتلة المعارضة لباسيل تطرح التجديد بنهج التيار السياسي والإنفتاح على الجميع، ومن هنا فإن هذين التكتلين يستعجلان السيطرة على مفاصل التيار، تحضيراً لإقتسام الإرث.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها