الجمعة 2015/11/27

آخر تحديث: 08:38 (بيروت)

"المستقبل" يكثّف مساعيه لمصالحة شارعه مع التسوية!

الجمعة 2015/11/27
"المستقبل" يكثّف مساعيه لمصالحة شارعه مع التسوية!
المستقبل يبرر التسوية بالتعويل على الإنفراجة المالية
increase حجم الخط decrease

لا يخرج تيار المستقبل من أزمة إلا ويدخل في أخرى، واضح لدى المستقبليين عمق الأزمة لديهم، فلا رؤية موحدة، ولا سياسة ثابتة، ولا توجهات واضحة. الآراء متعددة ومتفاوتة داخل التيار، وما يزيد من عمق الأزمة غياب "الرأس". فمن الأزمة المالية التي لا اجابة واضحة عن حلول قريبة لها، إنتقل المستقبل إلى أزمة سياسية ضربت على وتر حساس داخل التيار الأزرق.

إثر لقاء الرئيس سعد الحريري مع النائب سليمان فرنجية، سارعت شياطين التفاصيل إلى البروز داخل البيت الواحد وفي صفوف الحلفاء. لكن في السياسة وبالنسبة للسياسيين فإن كل شيء ممكن، أما بالنسبة إلى الشارع فالمسألة مختلفة. هذا الشارع الذي يعتبر التيار الممثل له على الساحة اللبنانية، طعنه وخذله مرات عديدة، عاد يتلمس الشيء نفسه، لكن بمرارة أكثر هذه المرة، بطريقة وكأن المرء يبلع الموس بنفسه.

لم يستسغ شارع المستقبل ما جرى، سارع إلى تخوين الحريري واتهامه بالتفريط بدم والده، فيما تعتبر المصادر المستقبلية لـ"المدن" أن التسوية بحال نجحت فهي لصالح البلد ككل، وليس لصالح شخص أو طرف كما يصوّر، ويقول النائب أحمد فتفت لـ"المدن" إنه "إذا كانت ظروف التسوية تقضي بمجيء مرشح توافقي، فلا يوجد عندنا مانع"، وإذا استطاع  فرنجية أن يكون جامعاً وضامناً للصف المسيحي فنحن مع هذا الترشيح".

وعن الموقف السياسي للنائب فرنجية وولائه للنظام السوري، يؤكد فتفت أن هذا "سوف يتَفق عليه من جملة تفاصيل في أصول التسوية". ويضيف أن اجتماع فرنجية الأخير مع الرابطة المارونية والمواقف التي صدرت بعد الاجتماع تظهر أن مواقف فرنجية بدأت بالتبدل".

يذكر أن فرنجية كان قد أعلن خلال استقباله لأعضاء الرابطة المارونية أخذ موضوع المصالحة بموضوعية، لأن نقطة الزيت قادرة على إشعال حريق كبير في هذا الموضوع، "فالساحة المسيحية شبعت دما وسنتصالح في يوم ما، ولكن لا أستطيع ان احدد متى، كما اني لا استطيع ان احدد الشكل، ولا الرابطة قادرة على ذلك ولا خصمنا حتى...  لكن المصالحة لم تنضج".

بالنسبة إلى فتفت فإن التيار يواجه أزمة كبيرة اليوم مع شارعه، وتقع على عاتق قيادييه ونوابه، مسألة شرح الموقف للشارع، وبأن هذه التسوية هي لإخراج البلد من الأزمات ولحماية المصلحة الوطنية. إلا أن ذلك يبدو صعباً، إذ أن أكثرية الشارع المستقبلي ترفض التسوية مع حليف قاتل الشعب السوري، ولا يعتبر الشارع أن هناك أي مبرر لذلك.

في المقابل يعتبر النائب السابق مصطفى علوش لـ"المدن" أن لبنان ليس جزيرة معزولة، وهو مرتبط بالتطورات الإقليمية، وبالتالي فلا بد من التناغم معها، لافتاً إلى أنه لا ضير من السير مع تسوية تأتي بفرنجية في لبنان وتؤدي إلى رحيل الأسد في سوريا، خصوصاً أن فرنجية في مرحلة ما بعد الأسد سيكون ضعيفاً. ويعتبر علوش أن مواقف فرنجية السياسية لن تكون عائقاً أمامه في حال تمت التسوية، "والسياسة هي فن إدارة الممكن."

الشارع الأكثر معارضة لما يجري أو يحكى عنه، هو الشارع الطرابلسي، وعليه يوضح علوش "أن البلد في أزمة إقتصادية ومعيشية خانقة وخاصىة بالنسبة لأبناء طرابلس الخاصرة الأضعف في لبنان، وما نريده هو تحسين ظروف الناس ومعيشتهم."

وعلى الرغم من ذلك، يعترف علوش، أنه على مستوى القيادات من الممكن تقبل التسوية ولكن في الشارع "المستقبلي" هناك من يرفضها رفضاً قاطعاً، كاشفاً أن هناك اجتماعات تحصل للوصول إلى توافق يرضي إلى حدٍ ما الكوادر "المستقبلية.


داخل أروقة المستقبل الكثير من الكلام، فهناك من يرى أن الحريري مصرّ على «التسوية» التي يرى فيها منافع، تبدأ من عودته إلى رئاسة الحكومة، ولا تنتهي بخلق أزمة داخل فريق 8 آذار، بالإضافة إلى ربط التسوية بخروج المستقبل من أزماته المالية.

هي أزمة واحدة بوجوه متعددة يعيشها المستقبل، تنطلق من الوضع الإقليمي، إلى التسوية وتأثيرها على شارعه وربطاً بمشاكله المادية، وفي مواجهة هذه العقبات كلها، يحاول التيار الإستمرار في المسير، ولذلك يوحي بأن اقتراب إنجاز التسوية سيكون مرتبطاً إنطلاقاً من حسابات سعودية وإقليمية، بحلّ أزمته المالية، والتي يترقب التيار حلها قبل رأس السنة، على هذه التكهنات والتمنيات "المالية والمعيشية" يحاول تيار رفيق الحريري الإتكال لتبرير الدخول في أي تسوية لا ترضي جمهوره ولا تنسجم مع توجهاته، وعليه تستند شخصية مستقبلية بارزة لـ"المدن" تعليقاً على هذه الأزمة بالقول:" شو جابرك على المرّ؟ اللي أمرّ منه."

 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها