الخميس 2014/10/23

آخر تحديث: 14:58 (بيروت)

لا بديل للائتلاف السوري!

الخميس 2014/10/23
increase حجم الخط decrease

تسود حالة من الارتباك داخل ائتلاف الوطني السوري في الاشهر الاخيرة الثلاثة الماضية بفعل تداخلات محلية واقليمية ودولية، بدأت تقوى وتشد مع انتخاب هادي البحرة رئيساً للائتلاف في تموز الماضي نتيجة التنافس على زعامة الائتلاف، وتطور الامر اكثر مع اقالة الحكومة السورية المؤقتة ورئيسها احمد طعمة  بسبب ما لوحظ من تقصير وسوء في ادائها من قبل اكثرية الهيئة العامة، التي اعلنت فتح الباب امام ترشيحات لمنصب رئيس جديد للحكومة، حيث اعيد انتخاب احمد طعمة مؤخراً وسط التباسات تنظيمية واعتراض عشرات من اعضاء الهيئة العامة للائتلاف.

وادت التطورات الى احتدام سياسي في الائتلاف بين اكثرية تلعب الكتلة الديمقراطية فيها دوراً مركزياً واقلية تضم كتلة الاخوان وحلفائها، وصدرت تصريحات متعددة من اشخاص في هذه الكتلة تراوحت مابين الدعوة الى ايجاد تحالف جديد داخل الائتلاف، والدعوة الى اقامة ائتلاف جديد يمكن ان يكون بديلاً او موازيا للائتلاف الوطني السوري.

ووسط الظروف الحالية بملامحها التي تشمل ضعف الائتلاف وتزايد مشاكله وخاصة بعد استمرار السياسة الدموية لنظام الاسد، وتوسع انتشار "داعش" واخواتها من جماعات التطرف والارهاب، وانحسار نفوذ الجيش الحر والتشكيلات المعتدلة، وولادة التحالف الدولي لمحاربة الارهاب، وبدء عملياته في سوريا، اخذ يتكرس توجه دولي نحو تهميش متزايد للائتلاف ودوره في القضية السورية، مما جعل من السهل الحديث عن نهاية الائتلاف او وجود تحالف بديل او مواز له في بعض الاطروحات السياسية.

واذا كانت الظروف الداخلية السورية والظروف الاقليمية والدولية غير مواتية لتحقيق هذه الاطروحات لاسباب تتصل بالداخل السوري الذي عجزت اوضاعه السياسية والامنية عن خلق تحالفات افضل من الائتلاف، وكذلك الحال بالنسبة للاسباب الخارجية ومنها ان دول اصدقاء الشعب السوري، لن تلعب دوراً ايجابياً في ولادة ائتلاف جديد على نحو مافعلت عندما عملت لولادة الائتلاف والاعتراف به ممثلا للشعب السوري خلفاً للمجلس الوطني السوري الذي كان في اواخر العام 2012، قد دخل مرحلة الموات السياسي.

الاهم في موانع تحقيق تلك الاطروحات اصحابها من جماعات وشخصيات المعارضة السورية، العاجزين عن القيام بمثل هذه المهمة، ليس فقط لانهم فشلوا منذ انطلاق الثورة في اطلاق تحالفات جدية وقوية وفاعلة في الواقع السوري، بل لانهم عجزوا عن تطوير الجماعات التي يقودونها، ودفعها لان تلعب دوراً ايجابياً وفاعلاً في الثورة وفي القضية السورية كلها، بل انهم لم يتمتعوا بروح توافقية، وقدرة على عمل مع الآخرين من جماعات وشخصيات سياسية معارضة طوال الوقت، مما يعني انه لن يكون هناك بديل او مواز للائتلاف في المدى المنظور، لكن الاخير سوف يذهب الى تهميش وضعف متزايد، مالم تصعد الوطنية السورية، وتعمل بكل جدية وصرامة للحفاظ على الائتلاف، ودفعه ليلعب دوراً قيادياً ورائداً في مسار العمل الوطني في المرحلة المقبلة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها