السبت 2015/07/04

آخر تحديث: 00:00 (بيروت)

موسم حبِّ اليهود

السبت 2015/07/04
increase حجم الخط decrease

عزيزي القارئ : تصور معي أنّ صالح مرسي أو أنّ كاتبا آخر كتب  قصة " رأفت الهبار" احتذاء بـ  "رأفت الهجان"، بطلها هذه المرة عبد الفتاح السيسي الذي أوهم العدو الإخواني أنه منهم.

يقوم صانعو "حارة اليهود"  بعمل "تطهير أرسطي" للجمهور المصري المتعصب تجاه هذا الجار اللطيف و"الكوول"،  كما قام باسم يوسف ببرنامجه الكوميدي – هو وزملائه  بتطهير  سيسي، باعتباره فيلسوفاً للثورة المصرية.  ويواصل  نجوم وأعلام مصريون  التذكير  بضرورة التفريق بين اليهودي والصهيوني،  اليهودي أخ،  وحبيب،  وجار تقدمي مظلوم إعلامياً،  أما الجماعات الإسلامية، فكلها سواء! ستصبح منة شلبي  في دور ليلى .... حبيبة لكل قيس عربي، مثلما صار الممثل التركي الذي اشتهر بإسم مهند. الإعلام  بالدراما وغيرها يغيّر المعتقدات في ثلاثين يوماً من غير معلم،  أو أحم أو خارطة طريق أو دستور... لكن رأفت الهجان الثاني  أدون عبد الفتاح،  أذكى بكثير  من محمود عبد العزيز؛ أدون سمحون.

لا يمكن بث مسلسل رأفت الهجان  الأسطوري حالياً للذكرى،  إذا وقع، سيتهم رأفت الهجان بأنه من الإخوان، وقد رويت أساطير  عن أدون سمحون الذي وقعت في حبه الصبايا اليهوديات، فهن يحببن المال، كما نزعم، وكما يزعم شكسبير وهتلر .. وهو زعم لا يخضع لشكوك ديكارت،  وحب الصبايا اليهوديات يروي فحولة المواطن المصري والعربي، ويخلق الاستيهام والتماهي.. خدع  أدون سمحون أدهى وأخبث كيان في العالم، وأدهى شعب،  فاليهود  هم الذين بدلوا عيسو بإسحاق، وصنعوا عجلاً جسداً له خوار، وبنوا أحدث دولة في " الشرق الأوسط" ، بأسرع وقت، في قلب العالم العربي والإسلامي، وبدلوا السيسي بمرسي.. ورأينا  الراحل أنور السادات يصفق لبيغين في البيت الأبيض عندما زعم أنّ أجداده  اليهود بنوا الأهرامات! .. سرقة الأهرام لم تكلف سوى  جملة، وعفته من نقل أطنان من الحجارة العملاقة!

لم يعرف التاريخ المصري مسلسلاً  مثل مسلسل رأفت الهجان حسب تقارير إخبارية  كان يفرض حظر تجول  إرادي على الشارع المصري في زمن البث. وأذكر أنّ جاري بعد  إرسال أدون سمحون أول رسالة تجسس على العدو إلى القوات المصرية صعد على السطح وأطلق رشقة من الرصاص احتفاء بالنصر!

القهرمان الكاهن  محمد حسنين هيكل الذي كانت الجزيرة تقدم له برنامجاً خاصاً سمته باسمه  " مع هيكل"  وصدرته بخط النسخ، وكان يقدمه مذيع ذو صوت جهوري:  يسخر من رأفت الهجان، ويعتبره حكاية أفلام وحواديت، أما الزميلة آيات عرابي،  فتبالغ من الإزدراء به، شخصياً و وطنياً،  وتذكر إنجازات عبد الناصر المخزية  في الحرب!

ترى عرابي  أنّ رأفت الهجان  نكتة، مثل قصة اعتقال  قائد الأسطول الأمريكي السادس، وكفتة الايدز، و تشكك في قصته، لكنها تمدح مواهب رأفت الهجان الحقيقي ( رفعت الجمال )  التمثيلية، الذي ظهر في عدة أفلام ككومبارس، فظهر في اوبيريت ليلى مراد ( كلام جميل ) وظهر في فيلم ( احبك أنت ) في أثناء رقصة لسامية جمال.

وتتساءل عن سبب رفض الحكومة المصرية منح دانيال بن رأفت الهجان الجنسية المصرية، التي أصر على طلبها أكثر من مرة؟ وعن مصاهرات بين أسرة الجمّال  "العريقة" مع أسرة  رئيس مصر حسني مبارك وأحمد شفيق .. الأهم أنّ حروب دولة عبد الناصر انتهت كلها بالهزائم، في 56  و67 و73،  و سُلّمت سيناء، ثم  فُرّغت وهاهي تدمّر على يد الوريث الناصري الأخير  رأفت عبد الفتاح السيسي الذي  دمرها تدميراً .

أدون عبد الفتاح الهبار – ذلك لأنه يستخدم فعل الهبر كثيراً في خطاباته- خدع أعتى دولة وتنظيم في العالم، وهو "التنظيم الإخواني الماسوني"،  وأمام الرأي العالم، وعلى الهواء مباشرة:  تودد إلى مرسي الذي لم يكن له جندي واحد في الدولة العميقة،  وله سبعة وزراء في الدولة السطح، فصام وصلى،  وتصنَّع الخشوع،  وأدى القسم أمام الرأي العام: أنّ الجيش مهمته وحيدة، وهي الحفاظ على الحدود، وليس مكافحة الإرهاب، وصرح أيضاً بلغته  العبرية غير المعبرة :".. رفح والشيخ زويد إعمل حصار خرج السكان الـ100 بيت دول يتكسروا ممكن نعمل كده، حد ضرب نار طلع قدام النار دي مِيت نار مات اتنين تلاته أبرياء أنت في الآخر بتشكل عدو ضدك وضد بلدك لأنّ بقا في طار بينك وبينه"

وهاهو  يحرق سيناء،  ليس  بحثاً عن المكان الذي خاطب فيه موسى ربه، وإنما تودداً  لأدون نتنياهو، ويدهن الهوا دوكو ودم ويدهن طائرته  بشعار "تحيا مصر" ، ولا ينقصها سوى بعض  عقود "المسابح" والبخور .. و هو ماهر في لغة والت ديزني: "مصر كانت رايحة في داهية وقلتها استني ..ورحت ماسكها كده".

كان مجدي غنيم قد اكتشف أنّ خطاب السيسي خطاب توراتي، فالتوراة هي الكتاب المقدس الذي يخاطب معتنقوه ربهم قائلين:"حضرتك" تساعدنا ..

هل رأيتم العناق العاطفي الذي كنا نراه في نهاية الأفلام المصرية  الرومانسية هذه المرة بين السفير المصري وبين نتنياهو !

جريمة الدكتور الفلاح مرسي هي: أنّه سبق ابن الأكرمين، والعقوبة هي: الإعدام !

 التطهير الارسطي بالكيماوي في سوريا، وفي مصر  بالدم على قدم وساق وأفخاذ.. وكما بدأنا المقال برجاء التوهم ندعو القارئ إلى خيال جديد: لنتخيل  من غير ترادمادول  أنّ  أفيخاي أدرعي  صار وزيراً للأوقاف المصرية ! وكنت أتخيل أنّ بطل باب الحارة سيحب يهودية  في الجزء العشرين، فإذا به قد وقع في حبها في الجزء السابع،  وخطفها من وراء ظهري! لقد أخذنا علماً بسبب احتلال اسرائيل فلسطين!

يقول: عبد الفتاح الهبار بدلاً من محمود عبد العزيز في المسلسل المتخيّل:  لا إله إلا الله

فيرد  اللواء عباس كامل  بدلاً من عفاف شعيب: محمد رسول الله.





increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

الكاتب

مقالات أخرى للكاتب