الأحد 2022/06/05

آخر تحديث: 20:12 (بيروت)

الى السلاح..لصد العدوان الاسرائيلي

الأحد 2022/06/05
الى السلاح..لصد العدوان الاسرائيلي
increase حجم الخط decrease

إنها الحرب، أو الوقوف على حافتها. هذا ما تريده إسرائيل، وهذا ما يخشاه لبنان. المعادلة هي الآن بهذه البساطة والوضوح. والبحث يبدأ من هنا، ولا ينتهي إلا وفق سيناريو لبناني يفترض أن يكون محدداً بدقة، ويجب أن يكون معروفاً ومتداولاً وعلنياً ومحل إجماع لبناني أو غالبية ساحقة على الأقل..وإلا فعلى الثروة النفطية اللبنانية السلام.

دخول باخرة التنقيب عن النفط الى حقل كاريش، هو عدوان إسرائيلي جديد على لبنان، يندرج في سياق الاعتداءات المتواصلة منذ العام  1948، على الاراضي والمياه وسائر الحقوق اللبنانية. وهو لا يقل خطورة عن حرب تموز العام 2006، ولا عن أي من الحروب الاسرائيلية التي سبقتها. هو ليس إحتكاكاً، او إشتباكاً محدوداً، هو إنتهاك عسكري موصوف ومتعمد للسيادة اللبنانية. التردد أو التروي يعادل الانهزام.. قبل خوض المعركة، التي تفرض الآن على لبنان، وتختبر إرادته الوطنية وقدرته على الدفاع عن النفس وحماية ثرواته، التي قد يستبيحها العدو الاسرائيلي، واحدة تلو الاخرى.

 ولعلها تكون فرصة لإعادة تشكيل الهوية الوطنية اللبنانية، المهددة بالإضمحلال: اليوم وليس غداً، هو موعد جديد لإعلان حالة الطوارىء العامة، دفاعاً عن الحدود البحرية، والبرية لاحقاً، بعدما عجز لبنان، ولاسباب قاهرة عن حماية حدوده الجوية. اليوم وليس غداً، هو موعد الإعلان الصريح أن لبنان يتعرض لعدوان إسرائيلي مباشر، يتقدم على جميع الازمات الداخلية الصعبة، والشروع في إعداد خطط المواجهة، السياسية والدبلوماسية، العسكرية والامنية، مهما كلف الامر.

اليوم، وليس غدا، هو موعد الإنعقاد العاجل، والمفتوح لجميع مؤسسات الدولة المعنية بهذه المواجهة، من الحكومة الى مجلس النواب الى المجلس الاعلى للدفاع.. وهو موعد إنشاء غرفة عمليات خاصة بصد العدوان الاسرائيلي الجديد، تبحث في القرارات الفورية التي يفترض ان تتخذ فوراً: اللجوء الى مجلس الامن الدولي، الى محكمة العدل الدولية، الى الجامعة العربية، الى منظمة المؤتمر الاسلامي، الى مجموعة عدم الانحياز.. الى المحاكم التي تخضع لولايتها سفينة التنقيب "أنرجيان باور".

الاكتفاء بالتحذير من خطورة ما أقدمت عليه إسرائيل، لم يعد مجدياً، بل بات فاضحاً، لأنه يعني أن لبنان لم يكن يشتبه أو يتوقع تلك النوايا العدوانية الاسرائيلية، منذ أن فتح ملف التفاوض على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، أو على الاقل منذ أن إستقبل الوسيط الاميركي الاخير أموس هوكشتاين، الذي إختارت إدارته، ومعها مرجعيته الاسرائيلية توقيتاً خبيثاً لوساطته، في الفترة التي كان فيها لبنان، ولا يزال يواجه مأزق تحلل الدولة ومؤسساتها.. عندما حمل التحذير الاوضح للبنان: إما التفاهم فوراً مع إسرائيل وإما خسارة حقل كاريش المتنازع عليه، وربما بقية الحقول أيضاً، لأن الاسرائيليين لن ينتظروا طويلاً ولن يترددوا في إنتهاز الفرصة السانحة، والحاجة الدولية الملحة لتعويض فقدان النفط الروسي من الاسواق الاوروبية خاصة.

فات الاوان على الجدال في الاخطاء التي ارتكبها لبنان في الفترة الماضية، المهم الآن ألا يتم التخاذل أو الاستسلام قبل خوض المعركة الكبرى، التي تشمل مؤسساته كافة، بما فيها المؤسسة العسكرية، المدعوة لتكون مسؤولة عن إدارة حملة التصدي للعدوان الاسرائيلي بالطريقة التي تراها مناسبة، وبالادوات والاسلحة التي تتوافر لديها، بما فيها سلاح حزب الله، الذي يفترض ان يكون إعتباراً من اليوم وليس غداً، سلاحاً في يد الشرعية اللبنانية وفي تصرفها، وأن يكون مسؤولو الحزب السياسيين والعسكريين موجودين في غرف العمليات السياسية والعسكرية، كشركاء مباشرين في صنع القرار وفي التنفيذ.. من دون مواربة، طالما أن العدوان الاسرائيلي مباشر الى هذا الحد أيضاً.

لا مفر من المعركة، التي يجب ان تخاض حتى النهاية، وبكل الامكانات والادوات المتوافرة. وهي لن تكون سهلة أبداً. الحديث عن إختلال موازين القوى بين لبنان وإسرائيل لا محل له من الاعراب اليوم بالذات. المهم ان يقاتل لبنان، بمختلف أنواع الاسلحة السياسية والدبلوماسية، والعسكرية والامنية المتاحة. الهزيمة ليست حتمية أبداً، فرص صد العدوان متاحة فعلاً، ومعها فرص كبح المزيد من الاعتداءات الاسرائيلية على السيادة اللبنانية، التي قد لا تقتصر لاحقاً على ما هو في عمق البحر.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها