الأربعاء 2014/08/27

آخر تحديث: 16:20 (بيروت)

الرقابة الذاتية تسود مواقع التواصل

الأربعاء 2014/08/27
الرقابة الذاتية تسود مواقع التواصل
رغم "الثرثرة" المتفاقمة.. ظاهرة "دوامة الصمت" تجتاح مواقع التواصل (غيتي)
increase حجم الخط decrease

يبدو أن مستخدمي مواقع التواصل مثل "فايسبوك" و"توتير" هم أقل عرضة من غيرهم لتبادل وجهات نظرهم حول القضايا الساخنة، بما فيها السياسية، حتى خارج الحياة الافتراضية، حسبما تفيد دراسة جديدة أجراها "مركز بيو للأبحاث" بالتعاون مع جامعة "روتجرز" في نيوجرسي، متحدية النظرة السائدة عن وسائل التواصل الاجتماعي كمنابر للنقاش، بالقول إنها في الواقع تشجع على الرقابة الذاتية.

وصوّب الباحثون في هذه الدراسة على ظاهرة أسموها "دوامة الصمت" Spiral of Silence ، تشير إلى أن مستخدمي مواقع التواصل يخجلون من مناقشة أي موضوع مثير للجدل، ما لم يتأكدوا من أن "جمهورهم" يوافقهم على ما سيقولونه، أو أنه لا يملك وجهات نظر بعيدة من تلك التي سوف يطرحونها.

وتركز الدراسة، التي شملت 1801 شخصاً، على قضية الموظف السابق في "وكالة الأمن القومي" إدوارد سنودن، التي لاقت جدلاً كبيراً في الفترة الماضية، ذلك أنها أثارت موجة من النقاشات التي تضمنت مجموعة واسعة من الآراء في الولايات المتحدة حول ما إذا كانت أفعال سنودن مبررة، وما إذا كانت سياسات الحكومة الأميركية وأسلوب تعاطيها مع هذه القضية جيداً أم العكس.

النتائج جاءت مناقضة للاعتقاد الشائع بأن مواقع التواصل الاجتماعي تتيح للمستخدم التعبير ضمن فضائها عما قد لا يرغب في التعبير عنه خارج الانترنت. وأشار الباحثون إلى أن "صانعي مواقع التواصل وداعميها، كانوا يأملون في أن تؤدي المنصات الاجتماعية، مثل فايسبوك وتويتر، دوراً فاعلاً في إنتاج أقنية نقاش مختلفة بشكل كافٍ، تتيح لأصحاب الأقليات الفكرية من ذوي وجهات النظر المختلفة عن غيرهم، حرية أكبر في التعبير عن آرائهم، ما قد يساهم في توسيع هامش النقاش العام، وتعزيزه بوجهات نظر جديدة". غير أن الدراسة تلفت إلى أنّ "هذه الرغبة التفاؤلية ليست واقعية في الحقيقة، إذ إن وسائل التواصل تشجّع المستخدمين على الاحتفاظ بآرائهم الحقيقية حول قضية أو موضوع معين".

على صعيد الأرقام، وجدت الدراسة أن 42% فقط من مستخدمي مواقع التواصل يرغبون في مناقشة قضية برنامج الرقابة في الشبكات الاجتماعية، فيما ذكر 86% من المستخدمين بأنهم يرغبون في طرح النقاش بشكل شخصي حول الموضوع، مقابل 14% ممن قالوا إنهم ليسوا راغبين في نقاش هذا الموضوع شخصياً، لكنهم ايضاَ لن يقوموا بنقاشه في الشبكات الاجتماعية. وذكر 0.3% فقط من غير الراغبين بمناقشة موضوع الرقابة أنهم قد يرغبون بالمشاركة في النقاشات الدائرة حوله في مواقع التواصل.

وتخلص الدراسة إلى أن مواقع التواصل "لا تفشل فقط لناحية أنها لا تؤمن مزيداً من الحرية للمستخدمين، بل إنها قد تؤثر أيضاَ في سلوكهم خارج الانترنت، جاعلة منهم أقل رغبة في الانخراط بالنقاشات المثير للجدل. وعليه وجدت الدراسة أنّ مستخدمي مواقع التواصل كانوا أقل رغبة في مشاركة آرائهم وجهاً لوجه، مقارنة بالآخرين. كما أنّ مستخدمي "فايسبوك" أقل رغبة في نقاش موضوع "الرقابة الحكومية" خارج شبكة الانترنت، في حين أن مستخدمي "تويتر" هم أقل احتمالية بـ0.24 مرة لفعل الأمر عينه.

increase حجم الخط decrease