الإثنين 2015/07/27

آخر تحديث: 18:35 (بيروت)

غسيلُ لبنان.. على حبل الإعلام العالمي

الإثنين 2015/07/27
غسيلُ لبنان.. على حبل الإعلام العالمي
صورة "اسوشيتد برس" لنفايات حيّ بيروتي وصلت إلى زاوية "صُور الأسبوع" في "الغارديان"
increase حجم الخط decrease
كالعادة ومن دون أي مقدمات، يصدح اسم لبنان دولياً في الصحف والمجلات. فالدولة المشهورة بوضعها الأمني والسياسي المتأزم دائماً، تعود هذه المرة بطلّة بيئية مغايرة.

منذ أسبوع وحتى كتابة هذا المقال، تتناول الصحف والمجلات الغربية ما سمي بـ"الكارثة البيئية" والمتمثلة بتكديس اطنان من النفايات في شوارع العاصمة بيروت. ودخلت وسائل الاعلام الاسرائيلية على خط التغطية، من باب التهكم.

في ظل التغطية العالمية، سارعت مواقع الكترونية اسرائيلية إلى نقل الخبر عن الصحف والوكالات الأجنبية. وفي الوقت نفسه، إكتفت الشبكة الاخبارية العبرية i24 بالتطرق للأمر من ناحية التعليقات الفكاهية التي عجت بها مواقع التواصل الاجتماعية بعيد بدء الأزمة. فخصصت قسماً من التغطية لنقل بعض هذه التعليقات، وخصوصاً تلك التي كانت تتوجه باللوم للسياسيين بطريقة ساخرة. فيما نقل موقع Cagle المختص بالرسوم الكاريكاتورية العديد من تلك المتعلقة بأزمة النفايات التي تعانيها بيروت.

الصور القادمة من بيروت عبر وكالات الأنباء مثل "رويترز" و"اسوشيتد برس"، إحتلت صفحات الجرائد كما مواقعها الكترونية. صحيفة "الغارديان" البريطانية على سبيل المثال، اختارت صورة لمنطقة بيروتية يظهر فيها جبل نفايات، ضمن "صور الأسبوع". يذكر ان هذا القسم مخصص عادة لعشرين صورة متنوعة المواضيع من أنحاء العالم، وغالباً ما تكون مؤثرة في ظل الأوضاع الأمنية، أو جماليةً من مناطق مختلفة.

ارتقاء الوضع البيئي اللبناني الى مقام الاخبار الدولية، لم يعد محض صُدف. اضافة الى اعتبار المشكلة من احدى الكوارث البيئية في 2015، عكست العناوين ترابط الأزمة بالانقسام السياسي. فالأخبار المنقولة من لبنان لم تعد غريبة على الرأي العام العالمي، ويتم ربطها مباشرة بالوضع الاقليمي، حتى لو كان ذلك يتعلق بشأن داخلي كالنفايات. وعزت وكالة الأنباء العالمية "رويترز"، الأمر، الى الانقسام الحاصل في الحكومة والذي يعدّ من الأسباب المهمة لعدم اتخاذ قرارات بهذا الخصوص. فيما حذرت "اسوشيتد برس" في تغطيتها، من أزمة بيئية وتلوث في حال امتداد الأزمة. الخبر نقلته اكثر من صحيفة أهمها Miami Herald  الأميركية العريقة ومثلها شبكة AOL الاخبارية.

في سياق آخر، اعتبرت Boston globe الأميركية ان الوضع الحالي لا يمثل الا شلل النظام اللبناني في التعامل والتأقلم مع الأزمات، وخصوصاً في ظل الانقسام الاقليمي الذي تشهده المنطقة. فيما اكتفت الشبكة الاخبارية Voice of America بتقرير مصور من بيروت، كان الغريب فيه ما يشبه تنصل رئيس لجنة النقل في مجلس النواب النائب محمد قباني من المسؤولية، من خلال وصف الوضع بالمقرف من دون التطرق الى الحلول المطروحة او آلية العمل.

وفي حين اكتفت الوسائل الاعلامية بالنقل، استغل بعضها الأمر للتطرق الى مواضيع تخص دولها، مثل "National Post" الكندية التي قارنت الوضع في لبنان مع قرينه في كندا العام 2009، حيث عنونت "وهل كنتم تظنون ان أزمة النفايات في تورونتو كارثة؟ انظروا لهذا!"، مرفقةً الخبر بصُور من بيروت، في محاولة ربما لتخفيف عبء ما حصل منذ ست سنوات واعتبر آنذاك كارثة وطنية كندية.

في مكان آخر، وبعبارة ربما هي الأفضل لتوصيف الوضع، أعادت The National التي تصدر في الإمارت العربية، الإشارة الى أن "لبنان استطاع التأقلم واستيعاب شغور المقعد الرئاسي لمدة 14 شهراً، لكن هذا الوضع الجديد ربما يشكل ضربة للبنانيين"، مشيرة في الوقت نفسه الى أن الدولة اللبنانية تحتاج إلى اعادة النظر بالعقد المبرم مع شركة سوكلين المعنية بالاهتمام بالنفايات منذ أواخر التسعينات، او البحث عن شركة بديلة. في حين نقلت الجريدة عن المخرج اللبناني لوسيان بورجيلي توصيفه الأمر بلعبة الدومينو، إذ تتساقط يومياً أوراق الدولة، وبعد الكهرباء والأمن.. حان وقت النفايات.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها