السبت 2014/12/13

آخر تحديث: 15:40 (بيروت)

أسقطي الغطاء.. وافردي شعرك للريح

السبت 2014/12/13
أسقطي الغطاء.. وافردي شعرك للريح
increase حجم الخط decrease

كل شيء تحته. كله. هذا الرداء، النار تحته. لن تكوني في حاجة لأن تسقطيه ليبدأ بركانك يلفظ حممه. متأججة أنت مثل كتلة من حمم. طالما كنت أظن اللواتي مثلك أشبه بفصيل واحد من نساء لا تنوع فيه. منكسرات مطأطآت الرؤوس خجلاً أو ضعفاً. كنت أظنه الضعف أكثر. صورة ما أقرب إلى مشهد إمرأة لا حيلة لها. لها الليل لتبكي، أو أن تسامر نفسها همساً من هول الخوف.

أعلم أنك كنت كذلك. وأعلم أيضاً أن الرداء ليس راداً للتوهج. أن الرداء مظهر وكذبة ليست ظريفة البتة، لكن الجميع يصدقونها. لست مقتنعة تماماً بأنك على صواب، إذ تستمرين في الكذب عليهم. أعرف هذا أيضاً. لكنك تعطينهم ما يريدون. فليستمر الجميع بالكذب. تقولين في نفسك.

أنت تمنيحنهم الصورة التي يتمنونها ثم ترفعين بعدها الوسطى في وجوههم جميعاً وتضحكين في سرّك. تضحكين وتتبخترين في مشيِك مثل فتاة يأكلونها بعيونهم، وما أن تلتقي تلك العيون حتى يقرعون الذي كان مشتهى.

أنت لست محتالة. المجتمع يجيد الكذب ويسعى إليه. أنت هو ما تصبين إليه فحسب. هكذا ببساطة. لا داعي للسفسطة.

أنت ما تحلمين به. أن تسقطي عن رأسك ذلك الرداء وتهِبي ضفائرك للريح. متوهجة أنت. متوهجة وقوية مثل صدمة. هذا ما أشعر به كلما اقتربت منك أكثر. أشعر بضعفي أمامك بقدر ما تشعرين بقوتك. أحس بجبروت المارد القابع في جمجمتك. هذا المارد الذي يخيل إلي أنه كلما ظل محتجزاً، كلما سيصير أصلب وأقوى. لكنه الآن، وهو في مكانه، كفيل بأن يرفع شعلة الحرية ويحرق بنارها كل من يقترب منك أو يقلل من شأن الرأس المفكر بين كتفيك.

تواجهين الأب والأم والأخ والأخت والمشايخ والدين ومحاكمه. كأنك تواجهين العالم بأكمله! تفعلين هذا بصبر وثقة.

لا أدري متى ولا كيف إستجمعتِ أشلاءك وعدتِ جسماً واحداً صلباً ليخوض هذا الكم من الحروب. كأنها كانت حروباً مؤجلة. ولا أدري أيضاً إن كان هذا قد حصل على شكل التماعة ما أن دخلت إلى غرفتك وكشحتِ الغطاء عن رأسك. أعرف أنك الآن تفكرين بأن تنهضي وتشرّعي درفتي النافذة لتفردي شعرك كأنك أمام البحر الذي تحبين. أن تتركي للهواء الذي يهب كأنه آت من البحر، ليغوص في جدائل شعرك مثل أصابع.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها