الخميس 2014/11/27

آخر تحديث: 18:01 (بيروت)

فلسطينيون يسخرون من قانون "القومية": مواطن درجة أحّا!

الخميس 2014/11/27
increase حجم الخط decrease

"مواطن درجة ثانية"، هو الشعار الذي غزا مواقع التواصل الإجتماعي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، رداً على "قانون القوميّة" الذي لوّح به اليمين الإسرائيلي... وامتدت السخرية الى حلقات ابداعية، ظهرت في شكل رسوم، فيما صعّد الفلسطينيون النقاش في مواقع التواصل، إضافة إلى بعض الإسرائيليين الذين أكدوا أن القانون عنصري.

الحركة الإبداعية التي ظهرت في مواقع التواصل، تخللتها نقاشات حول هوية إسرائيل في الأصل. وتتساءل المستخدمة مها اغبارية، التي تعيش في الداخل المحتل: "منذ متى أصلاً يشعر الفلسطيني بأنه مواطن؟ يعني مش عنجد متفاجئين اننا مواطنين درجه ثانيه؟ وزعلانين عالقانون؟".

و"قانون القومية"، ينصّ على يهودية الدولة أولاً، ويبني على ذلك بأن حق تقرير المصير القومي في"إسرائيل" هو حق حصري للشعب اليهودي، ويحدد "أرض إسرائيل" كوطن تاريخي للشعب اليهودي ومكان إقامة دولته. وبالتالي ينتهك هذا القانون الحقوق المدنية للمواطنين الفلسطينين داخل "إسرائيل"، ويحوّلهم بشكل مؤسساتي إلى مواطنين من الدرجة الثانية، إذ لم يتمتع العرب/الفلسطينيون دخل الأراضي المحتلة، بكونهم مواطنين، أو بكامل الحقوق منذ قيام دولة إسرائيل على أراضيهم.

وصادقت الحكومة الإسرائيلية على ثلاثة مشاريع للقانون، بموافقة 14 وزيراً ومعارضة 6 وزراء وتغيّب وزير عن الجلسة. وعلق رئيس الوزراء نيتنياهو على هذا القانون قائلاً أن "اليهود هم وحدهم أصحاب الحقوق القومية في البلاد". وشهدت جلسة المصادقة نقاشات حادة بين الوزراء المعارضين وأولئك المؤيدين للقانون.

ورداً على ذلك صمم الفنانان الفلسطينيان، هيثم تشارلز وسنا جمالية، لوغو جديداً لم يُعرف في السابق في إسرائيل. وهو كناية عن تقليد لختم إسرائيلي رُسمت فيه كلمات "مواطن من درجة ثانية" بالعبرية، وحوله دائرة مكونة من كلمات "دولة إسرائيل" ورموز الكيان، المنوراه (الشمعدان) وغصن الزيتون.

وقام شبّان فلسطينيون بوضعه مكان صورهم الشخصية في مواقع التواصل الإجتماعي، فيما قامت فرقة DAM المكوّنة من شبّان فلسطينين يعيشون في الداخل المحتل، بنشر صورة مختومة باللوغو في صفحتها في "فايسبوك"، مرفقة بعبارة: "مواطن من الدرجة الثانية"، علماً أن الفرقة إعتادت الدفاع عن حقوق الفلسطينين في الداخل المحتل عبر أغانيها، حيث يمثل "عرب إسرائيل" حوالى 20% من السكّان.

ويتعرض السكّان العرب الأصليين في "إسرائيل" لتمييز عنصري منذ قيام إسرائيل على أراضيهم، وتتنوع أشكال هذا التمييز من الإعتداءات اللفظية اليومية إلى حد القتل. في النقب مثلاً، لا يسمح للعائلات العربية ببناء البيوت، وفي حيفا لا يمكنك استئجار شقة إن كنت عربياً، وتمتد سلسلة التمييز هذه لتصل إلى المطارات والجامعات والمطاعم والأماكن العامة والوزارات المؤسسات الرسمية، علاوة عن الماكينة الإعلامية الإسرائيلة التي تبث سموم عنصريتها إتجاه العرب.

ولاقت الحملة المناهضة للقانون الجديد، رواجاً غير مسبوق في الأوساط الشبابية الفلسطينية. حنين مجادلة (25 عاماً)، طالبة أدب عربي في جامعة تل أبيب، اعتبرت، في حديث لصحيفة "تايمز أوف اسرائيل"، أنها "حملة إعلامية عبقرية"، مشيرة الى إنها "دراماتيكية، صادمة، ومثيرة بطريقة إيجابية. وأنا أوافق مع الرسالة التي تتضمنها".

والحال، إن قدرة الحملات الفايسبوكية على إحداث التغيير، محدودة بلا شك، لكنها تعوض، ولو جزئياً، عن غياب دور فاعل لأعضاء الكنيست العرب، والذين لا يتأمل منهم الفلسطينيون الكثير. ورغم "الإبداع" في الحملة، إلا أن كثيرين لا يعتبرونها كافية. يقول باسل غطاس في صفحته في "فايسبوك": "فكرة صورة الهوية مع الختم الإسرائيلي بإضافة جملة "مواطن درجة ثانية" رد إبداعي وجميل على قانون المواطنة العنصري، لكني أشعر بأنه يجب أن يكون مقروناً مع جملة أخرى تعكس عنفوان وعزة الشاب والصبية العرب، أصحاب البلاد الأصليين، مثل: إنسان درجة ممتازة.. وبعدها أو قبلها: مواطن درجة ثانية".

وذهب آخرون الى تطوير الحملة بشكل ساخر. الزميل محمود عمر، أضاف تعديلات على اللوغو، لاقت رواجاً هي الأخرى في مواقع التواصل الإجتماعي، وتضمنت هذه التعديلات تغيير عبارة "مواطن من الدرجة الثانية" واستبدالها بعبارات ساخرة مثل: "مواطنة دي تبقى خالتك"، و"مواطن من درجة أحّا"، والثالثة تحمل صورة لمنتج "الشمينت" الإسرائيلي.

والحملة تضيء على واقع مؤلم. ففي حديث صحافي فلسطيني، تقول إحدى مُطلِقات الحملة، سنا جمالية: "اخترت اللغة العبرية لأن اللغة العربية تفقد، في مشروع القانون الجديد، صفة اللغة الرسمية، وكأني اقول إننا نفقد كل شيء، حتى رمزية اللغة العربية كلغة رسمية، وكأنهم يريدون إفقادنا حتى اللغة العربية التي نتحدث بها".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها