الأربعاء 2024/05/01

آخر تحديث: 22:41 (بيروت)

عصابة "تيك توك" لاغتصاب الأطفال...توعية الأهل واليافعين باتت مُلحّة!

الأربعاء 2024/05/01
عصابة "تيك توك" لاغتصاب الأطفال...توعية الأهل واليافعين باتت مُلحّة!
increase حجم الخط decrease
اللبنانيون مصدومون، خائفون على أولادهم، في العالَمين الواقعي الافتراضي، بعدما أعلنت السلطات اللبنانية، اليوم الأربعاء، عن ضبط عصابة تقوم باستدراج الأطفال والقصّر بهدف اغتصابهم وإجبارهم على تعاطي المخدرات في فنادق عديدة، وبين الموقوفين "تيكتوكر" شهير..

والحال إنه، حتى لو كان الأطفال في غرفهم وبين عائلاتهم، هم في خطر الاستغلال من أبشع الأنواع، طالما أنهم "أونلاين"، لا سيما على تطبيق "تيك توك" حيث معايير السلامة والحماية منخفضة، وحيث يشكل اليافعون الجمهور الأكبر من دون توعية كافية في المدارس والبيوت حول الإبحار الآمن في الانترنت عموماً، ومواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً. إضافة إلى أن الأهل أنفسهم أحياناً لا يبدون مدركين لأخطار امتلاك صغارهم حسابات اجتماعية قبل بلوغهم سناً معينة، وحداً أدنى من النضج والإدراك بما يكفي ليحموا أنفسهم من وحوش كثيرة منفلتة في تلك العوالم المفتوحة على غاربها... بل إن الأهل أنفسهم يبدون أحياناً في حاجة إلى توعية من الصفر في هذا المجال!

هل آن أوان لاستحداث صفوف أو مواد أو ندوات في المدارس لهذا النوع من التوعية، على غرار أنواع التوعية الصحية والإنجابية وحتى التربية المدنية؟ بالتأكيد، وربما "الإبحار الآمن في الانترنت" يكاد يتفوق في الأهمية والإلحاح على معظم المواد اللا-صفّية. هل هي ندوات وصفوف للتلامذة فقط؟ قطعاً لا. الأهل بحاجتها، مثلهم وأكثر. أما الأطفال الأقل حظوة، والمحرومون من عائلات ومدارسن فهم قطعاً مسؤولية الدولة، أياً كانت انتماءاتهم وجنسياتهم، والدولة ميتة للأسف.

أما الأمل الذي يتمسك به اللبنانيون اليوم، فهو أن قضية العصابة المنظمة الموقوفة حديثاً، تبدو حتى الآن بعيدة من السياسة والسياسيين، وبالتالي ثمة أمل في أن تُترك الأجهزة الأمنية والقضائية لتقوم بعملها، وهو ما يتم غالباً بكفاءة طالما أنه من دون تدخل سياسي، على عكس قضايا أخرى مشابهة لم تصل إلى خواتيمها العادلة المرجوة.

الجريمة
وأعلنت السلطات اللبنانية، اليوم الأربعاء، عن ضبط عصابة تقوم باستدراج الأطفال والقصّر بهدف اغتصابهم وإجبارهم على تعاطي المخدرات في فنادق عديدة، وبين الموقوفين "تيكتوكر" شهير.


وقالت قوى الأمن الداخلي، اليوم الأربعاء، عبر حسابها في موقع "إكس"، إنه تم توقيف أشخاص مشتبه في ضلوعهم في قضايا ابتزاز واعتداءات جنسيّة على صغار من قبل مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتيّة بمؤازرة المجموعة الخاصّة في وحدة الشرطة القضائية.


كما أوضح البيان أنه تم توقيف 6 أشخاص في بيروت وجبل لبنان والشمال، من بينهم 3 قُصَّر ذائعي الصّيت في تطبيق "تيك توك"، وهم من جنسيّات لبنانيّة، وسوريّة، وتركيّة. وتابع: "التحقيق مستمرّ بإشراف القضاء المختصّ، والعمل جار لتوقيف جميع أفراد العصابة".

وفي المعلومات المتداولة، أوقفت السلطات الأمنية اللبنانية عدداً من الأشخاص المتهمين باستدراج أطفال واغتصابهم، بينهم أحد المشاهير في منصة "تيك توك" في لبنان، بعدما فضحه مؤثر شهير آخر كان قد أوقف قبله بساعات.


كما ذكرت المعلومات، بأن "التيكتوكر" كان يقوم باستدراج الأطفال عبر تطبيق التواصل الاجتماعي الذي يحظى بشعبية كبيرة بين اليافعينن مستغلاً شهرته، وبحجة تنفيذ فيديو لعرضه في مواقع التواصل الاجتماعي، ثم يدعو الأطفال بعدها إلى حفلة ليتم بعدها تنفيذ الاعتداء.

ووفق المعلومات عينها، فالعصابة منظمة ومؤلفة من 30 شخصًا يحترفون تجارة الممنوعات واغتصاب الأطفال، بينهم 10 أشخاص يختارون الأطفال لرئيس العصابة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقسم آخر يحدد مكان الجريمة من خلال حجز الشاليهات المتواجدة في جبل لبنان وبيروت، والقسم الأخير لتنفيذ الاعتداءات.


وأشارت المعلومات إلى أن 8 أطفال تقدموا بشكوى مع أهاليهم، من أصل 30 طفلاً تعرضوا للاغتصاب. كما قدم محامٍ غخباراً للنيابة العامة بحق "التيكتوكر"، وتحرك رئيس مكتب مكافحة الجرائم، باتريك عبيد، مع جمعية الأحداث، للكشف عن هويّة الأطفال كافة.


الإغراء بـ"كنزة"!
ونُقل عن مصدر قضائي أن الجناة عبر "تيك توك" كانوا يستدرجون الأطفال من جنسيات مختلفة، لبنانيّة وسوريّة، إلى أحد الشاليهات في مدينة ساحلية، مقابل مغريات بسيطة بعضها كان عبارة عن "كنزة". وكانت مواقع التواصل الاجتماعي ضجّت بخبر مفاده أن عصابة مؤلفة من 30 شخصاً وعلى رأسهم "تيك توكر" معروف يملك صالوناً لتصفيف شعر الرجال، تقوم باستدراج الأطفال واغتصابهم، وتحترف تجارة الممنوعات.

وسجل لبنان ارتفاعًا في حالات العنف الجنسي ضد الأطفال ما بين العامين 2020 و2022، إذ ارتفعت النسبة من 10% إلى 12% وفق جمعية "حماية" المعنية بتلك الحالات، وتوزعت حالات العنف المسجلة هذا العام بين 46% للإناث و54% للذكور.

وكانت البلاد قد عاشت واقعة صادمة، الصيف الماضي، تمثلت في حادثة مقتل طفلة بعد اغتصابها، لتكشف التحقيقات ضلوع خالها في الجريمة وسط تكتم من والدتها وأهل الأم، لتفجر القضية غضبًا عارمًا في البلاد. كذلك، أقدم شخص في عقده الخامس على اغتصاب طفل في الخامسة من عمره، في سبتمبر/أيلول الماضي، في جريمة وقعت في بلدة حقل العزيمة بقضاء الضنية شمالاً، وبينما ذكرت وسائل إعلام محلية أن المعتدي أُوقف من قبل القوى الأمنية، تم التداول بأنه "يعاني اضطرابات عقلية".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها