الخميس 2024/03/07

آخر تحديث: 13:09 (بيروت)

استغلال "إنستغرام" في الاتجار الجنسي والتشجيع على العنف

الخميس 2024/03/07
استغلال "إنستغرام" في الاتجار الجنسي والتشجيع على العنف
أريون جاكسون في "إنستغرام"، وقد حُكم عليه بالسجن 27 عاماً بتهمة الاتجار الجنسي (غارديان)
increase حجم الخط decrease
كشف تحقيق استقصائي أجرته صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، أن أشخاصاً يقولون عن أنفسهم أنهم يعملون كـ"قوادين" استخدموا موقع "إنستغرام" لترويج العنف والاستغلال الجنسي.

وتعقبت الصحيفة على مدار العام الماضي حسابات في "إنستغرام" تستضيف محتوى يروج لهذا النشاط، وحسابات تحرض على ممارسة العنف في التعامل مع النساء الخاضعات لسيطرة قوادين. وتستخدم تلك الحسابات غالباً هاشتاغات صريحة للترويج لمحتواها، وتستعمل عبارات معينة ترمز في العادة إلى العمل الجنسي، كي تسهل للزبائن الوصول إليها.

وبعد تواصل الصحيفة مع شركة "ميتا" المالكة لـ"إنستغرام"، أغلقت الشركة بعض الحسابات، ومنعت ومنعت المستخدمين من البحث عن الوسوم والرموز التعبيرية المرتبطة بها، والتي استخدم بعضها في أكثر من 350 ألف منشور.

وكشفت تحقيقات الصحيفة عن انتشار واسع لمنشورات تروج لإهانة النساء وتحرض على استعمال مختلف وسائل العنف في معاملتهن، مثل الصفع والضرب والخنق والحرمان من الطعام. واستخدمت بعض هذه المنشورات أوصاف "العاهرات" و"الداعرات"، وغير ذلك من الألفاظ المسيئة في الإشارة إلى النساء.

وتنص بنود سياسة "ميتا" التوجيهية على إزالة المحتوى الذي ينطوي على تصوير أو تهديد أو ترويج للعنف الجنسي والاعتداء الجنسي والاستغلال الجنسي للبالغين. ويقول خبراء أنه "إذا أردنا حقاً تعزيز حماية الأطفال والمراهقين خلال استعمال الإنترنت، فلا بد أن تؤخذ على محمل الجد الأخطار التي يتعرضون لها من اطلاعهم على الحسابات التي تروج الاستغلال الجنسي وثقافة القوادة".

وعلقت ليزا غولدبلات غريس، المديرة التنفيذية لمنظمة "My Life, My Choice" الأميركية غير الربحية التي تدعم الناجيات من الاستغلال الجنسي: "لقد أنشأنا ثقافة تمجد فيها القوادة، ويرى الناس فيها هؤلاء المستغلين الذين يرتكبون هذه الفظائع من العنف والسيطرة أشخاصاً جديرين بالتقليد".

وقالت تينا فرونت، وهي خبيرة في مكافحة الاتجار بالأطفال، أنها حاولت تنبيه شركة "ميتا" وغيرها من شركات وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أخطار حسابات القوادين وروابطهم المحتملة مع أنشطة الاستغلال الجنسي والاتجار بالأطفال.

وأكملت فرونت: "اكتشفت من عملي أن من يديرون هذه الحسابات هم قوادون في الواقع"، وهم "يجندون الفتيات والأطفال كل يوم من خلال الإنترنت. ويؤثرون في الناس بدعايتهم، فيجعلون الأمور تبدو مضحكة ويخففون من وقعها على النفس. وينزعون حساسية الناس حتى لا يدرك الشباب فداحة ما يتورطون فيه".

إلى ذلك، أفاد متحدث باسم "ميتا": "نحن نحظر الوسوم التي تنطوي على انتهاك لقواعدنا حتى لا يتمكن الأشخاص من البحث عنها". وأضاف: "لكن من المهم كذلك التمييز بين الاستغلال الجنسي، الذي نزيله لكونه يمثل انتهاكاً واضحاً لقواعدنا، والمحتوى الذي يتعاطى مع أشياء متداولة على نطاق واسع في الثقافة الشعبية. فعلى سبيل المثال، غالبية المحتوى المدرج تحت هاشتاغ #pimp (قواد) يدور حول الكوميديا أو الملابس أو الموسيقى".

رغم ذلك، كشف تحقيق الصحيفة أن بعض المدانين في جرائم اتجار بالأطفال استخدموا "إنستغرام" لترويج أنشطتهم وتسويق ضحاياهم، ولم تكتشف إدارة المحتوى في "ميتا" نشاطهم ولا أزالته من منصتها إلا بعد اتهامهم وإدانتهم.

وبحسب وثائق اطلعت عليها الصحيفة، أتاح "إنستغرام" لمدان في إحدى قضايا الاتجار بالأطفال الوصول بسهولة إلى فتيات في سن المراهقة، واستدراجهن عبر الإنترنت، ثم الاتجار بهن للاستغلال الجنسي. وفحصت الصحيفة أيضاً وثائق قضية أدين فيها متهم بالاتجار الجنسي بالأطفال العام 2022، وتبين من الوثائق أن المدان استدرج فتيات لا تتجاوز أعمارهن 14 عاماً وقدمهن لزبائنه عبر "إنستغرام".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها