الجمعة 2024/03/29

آخر تحديث: 13:15 (بيروت)

ملابس داخلية ودمى أزياء...جنود إسرائيليين يعيثون فساداً في غزة

الجمعة 2024/03/29
ملابس داخلية ودمى أزياء...جنود إسرائيليين يعيثون فساداً في غزة
increase حجم الخط decrease
دان مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الخميس، انتهاكات لجنود إسرائيليين بعد نشر فيديوهات ترصد سلسلة من الممارسات التي "تصنع سجلاً منفراً عن الحرب على القطاع"، في وقت تلوح فيه المجاعة في الأفق ما أدى لتكثيف التدقيق الدولي في الحملة العسكرية الإسرائيلية.

وأثيرت الانتقادات بعد نشر جنود إسرائيليين لصور ولقطات فيديو لأنفسهم وهم يلهون بملابس داخلية نسائية وجدوها في منازل الفلسطينيين في قطاع غزة الذي يشهد منذ هجوم حركة "حماس" في 7 تشرين الأول/أكتوبر على إسرائيل، حملة عسكرية إسرائيلية أسفرت عن مقتل أكثر من 30 ألف شخص وأزمة إنسانية حادة، حسبما نقلت وكالة "رويترز".

وفي أحد المقاطع المصورة، يجلس جندي إسرائيلي على كرسي بمسندين في غرفة وهو يبتسم ابتسامة عريضة، في يد يمسك بندقية، وفي الأخرى قطعة ملابس داخلية تحتية بيضاء من الساتان يدليها فوق فم أحد رفاقه الجنود المفتوح وهو مستلق على أريكة. وفي مقطع آخر، يجلس جندي فوق دبابة وهو ممسك بدمية عرض أزياء (مانوكان) ترتدي حمالة صدر سوداء وخوذة ويقول "عثرت على زوجة جميلة. علاقة جدية في غزة. امرأة رائعة".

والمقطعان من بين عشرات صورها جنود إسرائيليون ونشروها عبر الإنترنت لأفراد من القوات في قطاع غزة يعرضون قطع الملابس الداخلية النسائية ويلهون بدمى عرض الأزياء وهي عارية أو مرتدية لبعض تلك القطع. وتلقت صور الملابس الداخلية عشرات الآلاف من المشاهدات، وفي إحدى الحالات اقتربت من نصف مليون مشاهدة بعدما نشرها يونس الطيراوي، الذي يصف نفسه بأنه مراسل فلسطيني.

وبعدما طلب منه ذلك، أوضحت "رويترز" أن الطيراوي قدم روابط للمنشورات الأصلية التي وضعها جنود إسرائيليون وأعاد نشرها لمتابعيه عبر منصة "إكس"، وعددهم أكثر من مئة ألف، في الفترة بين 23 شباط/فبراير و1 آذار/مارس. وتحققت "رويترز" بعد ذلك بشكل مستقل من ثمانية منشورات في "إنستغرام" و"يوتيوب".

وقالت المتحدثة باسم مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة رافينا شامداساني: "نشر مثل تلك اللقطات يشكل إهانة للمرأة الفلسطينية، ولكل النساء". وأرسلت "رويترز" تفاصيل إضافية عن المنشورات الثمانية التي تحققت منها إلى القوات الإسرائيلية طلباً للتعليق عليها. ورداً على ذلك، أرسل متحدث بياناً قال فيه أن الجيش الإسرائيلي يحقق في تلك الوقائع، التي وصفها بأنها تحيد عن الأوامر والقيم المتوقعة من جنوده، ويحقق في التقارير عن مقاطع فيديو بثت في وسائل التواصل الاجتماعي.

وأضاف البيان الإسرائيلي: "في الحالات التي يثور فيها اشتباه بوجود مخالفة جنائية تبرر فتح تحقيق، تفتح الشرطة العسكرية تحقيقاً"، مشيراً إلى أنه "يجب أن نوضح أنه في بعض الحالات التي تم النظر فيها خلصنا إلى أن التعبير أو السلوك الذي اتبعه الجنود في الفيديو غير ملائم وتم التعامل مع الأمر على هذا الأساس".

وأحجم الجيش الإسرائيلي عن الإفصاح عما إذا كان يشير إلى أي من اللقطات التي أرسلت "رويترز" تفاصيل عنها، أو إن كان أي من الجنود المسؤولين قد تعرض للتأديب. ولم يرد جنود إسرائيليون، تمكنت "رويترز" من تحديد هوياتهم، على طلبات للتعليق عبر حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.

وتشمل المنشورات، التي تم التحقق منها، صورة لجندي يمسك بدمية عرض أزياء من الخلف ويداه مستقرتان على ثدييها، وجندي وهو يلهو بدمية نصف عارية. وتظهر صورة جندياً مع بندقيته وهو يرفع إبهام يده لأعلى في إشارة على الإعجاب والرضا، وهو يجلس على سرير مزدوج تناثرت عليه علب ملابس داخلية نسائية.

وقال موقع "يوتيوب" أنه حذف مقطعاً أشارت إليه "رويترز" بسبب انتهاك سياسات التحرش في المنصة، التي تحظر المحتوى الذي يكشف عن معلومات شخصية يمكن التعرف عليها. ولم يصدر تعليق من "إنستغرام".

ويأتي انتشار اللقطات في وقت يتم فيه توجيه اتهامات لـ"حماس" وإسرائيل على حد سواء بارتكاب جرائم حرب. وقال فريق من خبراء الأمم المتحدة هذا الشهر في تقرير أن هنالك "أسساً معقولة للاعتقاد بأن عنفاً جنسياً يشمل الاغتصاب والاغتصاب الجماعي حدث في مواقع" خلال هجوم "حماس" على إسرائيل. كما يقول خبراء أن "هناك معلومات مقنعة عن تعرض بعض الإسرائيليات من الرهائن في قطاع غزة لعنف جنسي ربما مازال جارياً"، لكن هذه المزاعم ظلت كلاماً يفتقر إلى أدلّة جدّية يؤخذ بها.

وهناك أيضاً اتهامات لإسرائيل بدفع قطاع غزة صوب المجاعة. وقال فريق خبراء الأمم المتحدة في تقريره الذي صدر مؤخراً أنه تلقى معلومات من مصادر مؤسسية وأخرى في المجتمع المدني ومن مقابلات مباشرة في الضفة الغربية عن تعرض الفلسطينيات لعنف جنسي على أيدي جنود إسرائيليين.

وفيما يرفض الجانبان اتهامات ارتكاب عنف جنسي، لا تقارن لقطات ومنشورات الملابس الداخلية والدمى، بما يقال عن جرائم بحق النساء، لكن خبيرَين قانونيَين قالا برغم ذلك أنها قد تشكل انتهاكاً محتملاً للقانون الدولي.

وعلق أرضي إمسيس، الأستاذ المساعد في القانون بجامعة "كوينز" في كندا، أن المنشورات تنتهك البند 27 في معاهدة جنيف الرابعة التي تحكم قواعد معاملة المدنيين في وقت الحرب. وينص البند على أن من حق المدنيين أن يحظوا بالاحترام لشرفهم وحقوقهم العائلية وعقائدهم الدينية وعاداتهم وتقاليدهم. ويجب حماية النساء بصفة خاصة ضد أي اعتداء جنسي.

وقال أورين بيرسيكو من موقع "سيفينث آي" (العين السابعة) الذي يتابع وسائل الإعلام الإسرائيلية، إن لقطات الملابس الداخلية تلك لم تحظ باهتمام يُذكر في إسرائيل. وأضاف أنه، على النقيض من ذلك، لاقت منشورات تظهر العثور على أسلحة أو رايات "حماس" في منازل في قطاع غزة انتشاراً واسعاً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها