الإثنين 2024/03/25

آخر تحديث: 21:03 (بيروت)

إسرائيل تستعين باللبنانية "جولين" لتضليل العرب: "ليست أبارتهايد"!

الإثنين 2024/03/25
إسرائيل تستعين باللبنانية "جولين" لتضليل العرب: "ليست أبارتهايد"!
جولين.. لبنانية من عائلات ميليشيا لحد الفارين الى إسرائيل (منصة إكس)
increase حجم الخط decrease
لا تتوقف محاولات إسرائيل الدعائية عن تضليل الرأي العام العالمي، خصوصاً العربي، بشأن صورتها وسلوكها العدواني، حتى في خضم حربها المستمرة على غزة منذ أكثر من خمسة أشهر، والتي مارس فيها الاحتلال كل أشكال الإبادة، وعلى نحو فاق ما حصل في أي مكان آخر في التاريخ الحديث.
وفي محاولة لقلب المواقف، وتشتيتها، تستغل إسرائيل أي صوت عربي شذّ عن المنطق، بوقوفه مع إسرائيل، لتطرحه كما لو أنه "صوت الحقيقة والجرأة"، علّها بذلك تجمل صورتها وممارساتها العدوانية والاستعمارية، في حين أن صاحب هذا الصوت ليس أكثر من شاهد زور قرر الكذب؛ لأسباب شخصية، ومصلحية، وربما نفسية بحتة. 

عنوان.. مثير للسخرية
فقد نشرت صفحة "إسرائيل تتكلم بالعربية" في فايسبوك، فيديو نشرته فتاة لبنانية تقيم في إسرائيل وتُدعى "جولين"، تدعي فيه أن "إسرائيل ليست أبارتهايد".

ولعلّ المثير للسخرية هو أنّ الصفحة الفايسبوكية التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية عنونت الفيديو بـ"لبنانية تعيش في إسرائيل.. في كلمة تهز المشاعر!"، وقد كررت الصفحة دعاية الاحتلال الدائمة بأن "هذا الرأي لن يُسمع في أي وسيلة إعلام عربية"، زاعمة أن الإعلام العربي "يشيع أكاذيب عن إسرائيل لا أساس لها من الصحة".

وقد وجدت بروباغندا الاحتلال ضالتها في فيديو اللبنانية جولين، ومدته ثلاث دقائق وأربعون ثانية، إذ تركزت مزاعم جولين على اعتبار إسرائيل "ديموقراطية، وأنها بإمكانها أن تكون رئيسة بلدية إذا تم انتخابها، وأن تحقق في إسرائيل أي حلم ترغب به حتى لو كانت لبنانية". وهي ادعاءات تدحضها الوقائع على الأرض، وما يُمارس من عنصرية وتضييق للخناق على فلسطينيي48، وهدم بيوتهم، ولم تسلم من شرها حتى الفئات العربية التي جنّدت أبناءها في صفوف جيش الاحتلال.

 
طلباً للود.. والولاء!
وتابعت جولين حديثها المزعوم بلهجة لبنانية ثقيلة، عن "حب إسرائيل للحياة، وأنها تريد الحياة، لكن هناك من هم في غزة ولبنان لا يريدون إسرائيل، ويحبون الموت، وكأن مشاكلهم تنتهي بذهاب إسرائيل"، على حد تعبيرها.

والواقع، أن المنهجية الإسرائيلية القائمة على الاعتداء والتوسع والانتقام، والعمليات الأمنية الاستباقية، كلها وقائع تكذب أيضاً ما قالته جولين عن "حب الحياة".

ويبدو أن الفيديو التضليلي الذي نشرته جولين في صفحتها في "تيك توك" جاء بمثابة طلب لود إسرائيل، ومحاولة منها لإثبات ولائها لها، خصوصاً أنها نوهت في الفيديو بأن إسرائيل "موّلت تكاليف عملية لها بالمستشفى، لم تكن تحلم بإجرائها في لبنان، لعدم امتلاكها المال"، كما زعمت أن الدواء الذي تتلقاه سنوياً يزيد سعره عن 350 ألف دولار.. وهي سردية أرادت أن تصدق ادعاءها بشأن "عمل إسرائيل كل ما يمكنها لإنقاذ حياة العرب أيضا".

ثم تختم جولين الفيديو، قائلة: "صح أنا لبنانية، لكن رح أعمر بيتي في إسرائيل، ورح أخلي أولادي هون يكبرو على المحبة".

منع التعاطف العربي؟
والحال أن هكذا فيديوهات ليست موجهة للفلسطينيين، لا سيما المقيمين في أراضي 48، لكونهم يعلمون كذبة جولين، ودوافعها، ويدركون حقيقة ما يجري من مسافة صفر.. بل هو موجه للعرب الذين تعتقد إسرائيل أن هناك إمكانية لتضليلهم، واستمالتهم لصالحها، أو إحداث تجزئة لوعيهم الجمعي، وفي أحسن الأحوال استبعاد تعاطفهم مع الفلسطينيين وقضيتهم، وبالتالي حصار الفلسطينيين، حتى من التعاطف العربي معهم. ولا يمكن إغماض العين عن دافع آخر للفيديو، ألا وهو سعي الاحتلال إلى مواجهة تداعيات غضب العرب الذي زادت حدته نتيجة ما يجري في غزة.

بيدَ أن كثيراً من التعليقات على الفيديو الذي أعادت "إسرائيل تتكلم العربية" نشره في فايسبوك دلت على أن هكذا فيديوهات لا تعدو كونها محاولات يائسة لتجميل صورة إسرائيل؛ فردّت التعليقات على الفيديو بمزيد من شتم إسرائيل، والتعبير عن الغضب العربي العارم من أفعال الإبادة في غزة.

في المقابل، أعادت تغريدات إسرائيلية يمينية، نشر فيديو جولين في موقع "أكس"، مطالبة كافة الإسرائيليين بإعادة نشره، فهو فرصة للتضليل بلسان عربي.

 
مَن هي جولين؟
وفي حين، لم تُعرف تفاصيل إضافية عن الفتاة جولين، لكن المرجّح أنها فتاة من الجيل الجديد لعائلات ميليشيا لحد، "جيش لبنان الجنوبي"، والتي هربت إلى إسرائيل بعد تحرير جنوب لبنان العام 2000، وهو ما يعني أنها وُلدت، وكبرت داخل الخط الأخضر.

وكانت "المدن" قد رصدت في معالجات سابقة أن جيل لحد الجديد، المولود في إسرائيل، يعاني أزمة هوية، ويحاول إثبات ولائه، رغم أن كثيرين منهم أكدوا تعرضهم لعنصرية إسرائيل في مدارسها ومرافقها المتعددة، كونهم عرباً ولبنانيين، هذا إن علمنا أنّ جيل الآباء لعائلات لحد الهاربة، واجه إهمالاً من إسرائيل، وعايش ظروفاً صعبة فيها، رغم خدمته لها على حساب لبنان.

وبمتابعة صفحة جولين في منصتي "تيك توك" و"إنستغرام"، لوحظ أنها تضع، بالإضافة إلى صورتها، علم لبنان إلى جانب العلم الإسرائيلي، كما أنها تواظب على نشر فيديوهات وهي تتحدث أو تغني باللغة العبرية.
 
ومن خلال تصفح موقع "إكس"، رصدت "المدن" تغريدة للبنانية مع صورة لها، كتبت فيها: اسمي جولين من لبنان متضامنة مع فلسطين، ثم ذيلت التغريدة بهاشتاغ #غزة_تباد، #غزة_تنزف.

جولي
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها