الأربعاء 2024/03/20

آخر تحديث: 11:42 (بيروت)

مضايقات إسرائيلية ممنهجة لموظفي الأمم المتحدة في الضفة الغربية

الأربعاء 2024/03/20
مضايقات إسرائيلية ممنهجة لموظفي الأمم المتحدة في الضفة الغربية
increase حجم الخط decrease
كشفت وثائق داخلية للأمم المتحدة أن موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في الضفة الغربية، يتعرضون لحملة مضايقات إسرائيلية ممنهجة، منذ بدء الحرب في غزة

وأكدت وثائق الأمم المتحدة التي اطلعت عليها صحيفة "غارديان" البريطانية، تعرض بعض الموظفين للضرب إلى جانب حملة مضايقة وتحرش. وسجلت الوثائق مئات الحوادث التي تراوحت بين عصب العيون والضرب عند الحواجز الإسرائيلية، إلى استخدام المنشآت التابعة للأمم المتحدة كمناطق إطلاق النار للجيش أثناء المداهمات التي يقوم بها لمخيمات اللاجئين والتي يقتل فيها فلسطينيون.

وقالت المتحدثة باسم "أونروا" جولييت طعمة، أن الحوادث في الضفة الغربية، حيث تدير الوكالة 96 مدرسة، و43 عيادة صحية تخدم 871 ألف لاجئ مسجل لدى الوكالة، والمفصلة في الوثائق، هي "جزء من أشكال واسعة من المضايقة التي نراها في الضفة الغربية والقدس".

من جانبه، نفى متحدث باسم الجيش الإسرائيلي ما ورد في الوثائق، وقال: "لا مشكلة لنا مع أونروا في الضفة الغربية، ولا نحاول مضايقتهم، ولا يوجد أي شيء متعمد نقوم به لتعطيل عملهم المهم، ولا نستطيع التحقق من هذه المزاعم ولم تقدم لنا أدلة". مضيفاً: "لدينا علاقة جيدة مع أونروا والمنظمات الأخرى في الضفة الغربية".

رغم ذلك، يوجد وابل من الخطاب المحرض ضد "أونروا" في إسرائيل يصدر من المسؤولين البارزين، ما زاد من الحنق على الوكالة. وهناك تظاهرات أسبوعية أمام مقر الوكالة في القدس الشرقية، وكذلك هجوم لم تغطه وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن سائق مجهول أطلق النار من سلاح يدوي على عربة تابعة للأمم المتحدة.

وتكشف الوثائق عن حاجة عيادات الصحة التابعة لـ"أونروا" للمواد الأساسية، بسبب حجب الجمارك الإسرائيلية شحنات الأدوية الآتية من الأردن لأكثر من شهرين. وتشمل الشحنة على 41 حزمة من المضادات الحيوية ومضادات الحساسية والمسكنات وأدوية علاج مرض السكري والضغط وانفصام الشخصية، والتي وصلت إلى عمان في كانون الثاني/يناير الماضي، ولم يسمح لها بالدخول إلا يوم الأحد الماضي، بعد ساعتين من اتصال "غارديان" بالسلطات الإسرائيلية. ونفى متحدث باسم الجمارك الإسرائيلية أي تعطيل في تخليص الأدوية.

وكشفت الوثائق أن فريق "أونروا" في الضفة الغربية تعرض لـ"الانتهاكات اللفظية وفحص الهويات والتفتيش، وطلب منهم التجرد من ملابسهم للتحقق من عدم حملهم للسلاح. وتم تسجيل انتهاكات فاضحة لامتيازات وحصانة الأمم المتحدة، بما فيها دخول عناصر مسلحة كجزء من عمليات القوات الإسرائيلية، وكذلك إحداث ضرر بمنشآت أونروا أثناء مسار العمليات".

وفصلت الوثائق مداهمة الجيش منشآت "أونروا" أثناء عملياته بالضفة، بما فيها حادث قتل فيه فلسطينيون. وسجلت "أونروا" منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، 135 حادثاً تعرضت له عياداتها الصحية والمدارس ومكاتبها. وتتراوح من المداهمة وسوء الاستخدام، إلى عمليات الجيش الإسرائيلي التي تتسبب بسقوط الرصاص وعبوات الغاز المسيل للدموع عليها.

وانتقدت الوثائق المسلحين داخل المخيمات، والذين وصفتهم بـ"اللاعبين المسلحين". وقالت وثيقة: "لحرف انتباه توغل القوات الإسرائيلية، أقام لاعبون مسلحون في بعض المخيمات نظاماً من نقاط التفتيش البدائية، بعضها بجانب منشآت الأونروا، ما عرض اللاجئين الذين يعتمدون على خدماتها والموظفين التي يقدمونها للخطر".

وواحد من الأماكن الذي سجلت الوثائق حدوث مشاكل متعددة فيه، هو "مخيم العروب" قرب الخليل، حيث وضع الجيش قيوداً على الدخول والخروج منه، وأقام بوابات حديدية على مدخله القريب من الطريق السريع، وكتلاً ترابية لمنع الحركة في الشوارع الخلفية.

وفي أحد الأمثلة، أخبرت القوات الإسرائيلية المسؤولين المحليين في المخيم، بأن البوابة ستغلق لمدة ثلاثة أيام بسبب رمي الحجارة على برج المراقبة. ورغم محاولات "أونروا" التنسيق مع السلطات الإسرائيلية، إلا أن فريقها في المخيم منع وبشكل متكرر من الوصول إليه، وتم تفتيش عربات الموظفين وإهانتهم واتهامهم بدعم الإرهاب، كما ورد في الوثائق.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها