الإثنين 2024/03/18

آخر تحديث: 16:16 (بيروت)

المخدرات والفساد محور الدراما العراقية في رمضان

الإثنين 2024/03/18
المخدرات والفساد محور الدراما العراقية في رمضان
من تصوير مسلسل عالم الست وهيبة (فرانس برس)
increase حجم الخط decrease
بعد 27 عاماً على عرضه للمرة الأولى، يعود مسلسل "عالم الست وهيبة" الذي حظره النظام العراقي السابق، إلى الشاشة في أحداث مشوقة محورها الجريمة والمخدرات، بعدما كان يتناول قصص الفوضى والفقر في ظل العقوبات الدولية.

وفي جزئه الثاني الذي كتبه أيضاً الكاتب العراقي المقيم في هولندا، صباح عطوان، تعود شخصيات من المسلسل البوليسي لتكمل القصة التي بدأت العام 1998، مع جيل جديد. وقال مخرجه سامر حكمت لوكالة "فرانس برس": "المسلسل يتناول قضايا تدور حاليا في المجتمع، هي انعكاسات لما آلت إليه نتائج الحروب".

وألقت الحروب بظلالها على عقود من حياة العراقيين، من الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات وصولاً إلى غزو صدام حسين للكويت العام 1990 والعقوبات الاقتصادية التي كانت لها تداعيات قاسية مثل انتشار الفقر. وتلا ذلك الغزو الأميركي العام 2003، ثم الاقتتال الداخلي والعنف الطائفي، قبل سيطرة تنظيم "داعش" على مساحات واسعة من البلاد حتى العام 2017.

وفي السنوات الأخيرة، عادت الدراما العراقية لتلتقط أنفاسها في أعمال تناولت خصوصاً مراحل العنف، وتحديداً ما يخص "داعش". وشهدت الصناعة التلفزيونية العراقية في العامين الأخيرين، غزارة في الإنتاج وتحولاً في المضمون، في بلد يتعافى من النزاعات لكنه يواجه أزمات سياسية وفساداً وضعفاً في الخدمات العامة وبطالة، تهيمن على حياة سكانه البالغ عددهم 43 مليون نسمة.

وأوضح الناقد الفني مهدي عباس أن مسلسلات هذا العام "يميزها الموضوع، حيث يركز معظمها على مواضيع اجتماعية ومشاكل خطيرة تواجه المجتمع"، مثل تعاطي المخدرات والبطالة والطلاق وغسيل الأموال.

ورأى حكمت أن الحروب والنزاعات "أنتجت طبقة متضررة وأخرى مستفيدة من الفوضى"، مشيراً إلى "تفشي تجارة المخدرات والحشيشة والكريستال. واستغلال الشباب ليكونوا ضحايا ذاهبين في طريق مظلم".

وحظي الجزء الأول من "عالم الست وهيبة" الذي عرض العام 1997 بشهرة واسعة بين العراقيين، حيث تطرق حينها إلى المعاناة الاقتصادية في ظل العقوبات الدولية والأزمات الاجتماعية الناجمة عن الفقر. وتتمحور الأحداث على وهيبة، وهي ممرضة تتولى مساعدة جيرانها. ومُنع حينها المسلسل بعد عرض 17 دقيقة منه فقط، لتخوف نظام صدام حسين آنذاك من أن يثير غضب الناس الفقراء. لكن المسلسل عُرض بعد سنة عقب فوزه بجائزة في مهرجان القاهرة في وقت الظهيرة للحد من المشاهدات.

وفي الجزء الثاني الذي بدأ بثه على قناة "يو تي في" العراقية الخاصة عند الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي، ترث حفيدة وهيبة التي سميت باسم جدتها، مهمة إعانة الناس. وتعمل الشابة طبيبة نفسية وتقطن مع جدتها التي عادت لتؤدي دورها الممثلة فوزية عارف.

وقال الممثل زهير محمد رشيد الذي يؤدي دور علاء، أحد افراد شبكة تجارة المخدرات، خلال تصوير لقطة من الفيلم في مرآب قديم في منطقة الشيخ عمر في بغداد: "كل شيء في هذا العمل قريب من الواقع الاجتماعي العراقي بنسبة كبيرة جداً. الثراء السريع وأحد مصادره المخدرات وما يحيط به من عواقب ونهايات مأسوية". وأضاف "نحاول التذكير بها والتحذير منها، هذه هي رسالة العمل".

وكانت مشاهد من الجزء الأول صورت في المكان نفسه، ما يعطي استمرارية للعمل، في وقت تزخر الشاشات العربية خلال شهر رمضان بالمسلسلات والبرامج التي تجتمع العائلات لمشاهدتها بعد الإفطار. ورغم القفزة التي شهدتها الدراما العراقية في العامين الأخيرين، مازال الإنتاج محصوراً في الإطار المحلي، وغير قادر على منافسة الدراما السورية والمصرية والأعمال العربية المشتركة التي تهيمن على الشاشات العربية. وعزا عطوان ذلك إلى افتقار الدراما العراقية حتى الآن إلى "مضامين كبيرة وصنعة احترافية على صعيد الكتابة".

وهنالك مسلسلات اجتماعية أخرى تعرض على الشاشة العراقية هذا العام، بينها مسلسل "انفصال" الذي يبث في رمضان على القناة العراقية الحكومية، ويتحدث عن قضايا الطلاق وزواج القاصرات. وقال كاتب المسلسل نهار حسب الله يحيى: "استند المسلسل الى قصص واقعية تابعت فصولها في العديد من المحاكم. حاولنا فيه كسر المحاذير وطرح تلك القضايا بشكل جريء".

في المقابل، يتطرق مسلسل "ناي" للمخرج ملاك علي إلى قضايا الشباب الجامعيين في الكليات والمعاهد الفنية وطموحاتهم ومستقبلهم. وقالت الفنانة سوزان الصالحي التي تؤدي دور البطولة فيه أن المسلسل ينظر إلى "واقع الطلاب في كليات الفنون وطموحهم في الحصول على الفرصة".

وعلق جاسم النجفي (61 عاماً) الذي يدير محل خياطة في بغداد بعدما شاهد الحلقات الأولى من الجزء الثاني لمسلسل "عالم الست وهيبة": "بالتأكيد يعيدنا المسلسل إلى أجواء مضت منذ سنوات طويلة، وما يحصل الآن هو امتداد لتلك الأحداث".

رغم ذلك، أثار المسلسل بعض الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، على خلفية إعادة إحدى الشخصيات التي يفترض أنها فارقت الحياة في الجزء الأول. وأعرب الكاتب عن اعتراضه على تعديلات قال أنها طرأت على نص الجزء الثاني من مسلسله بعد عرضه.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها