تقرير حقوقي: استشهاد الطفلة هند رجب جريمة حرب

أفضت التحقيقات الدولية في ملف استشهاد الطفلة هند رجب الى ان مقتلها يمثل "جريمة حرب"، وأن قصف سيارة الاسعاف التي حاولت انقاذها جاء مقصوداً. 

وشغلت الطفلة الفلسطينية هند رجب العالم كله بنداء الاستغاثة الذي أطلقته، وهي عالقة في سيارة بين جثث عدد من أفراد عائلتها، ولكن لم يتمكن أحد من الوصول إليها بسبب قصف قوات الاحتلال لسيارة الاسعاف، مما حال دون إنقاذها.

وقال "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" إن "الأدلة المتوفرة التي جمعناها تشير إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي هو المسؤول عن قصف سيارة الإسعاف التي حاولت إنقاذ الطفلة هند رجب". وقال: "عُثر على شظايا قذيفة أميركية الصنع في سيارة الإسعاف التي تعرضت للقصف". 

وأكد المرصد أن "جيش الاحتلال قصف سيارة الإسعاف رغم أن الهلال الأحمر حصل على موافقة إسرائيلية للوصول إلى المنطقة وإنقاذ هند". وشدد على ان "ما حدث هو جريمة حرب واضحة، وتأتي بعد أن منحت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل 45 يوما لضمان الامتثال للقانون الدولي من أجل تلقي المساعدة العسكرية".

وبعد 12 يوماً على اطلاق نداء الاستعاثة، عثر الأهل على هند، البالغة من العمر ستة أعوام، جثة هامدة بين جثث أقاربها الذين قتلوا على الفور داخل السيارة التي كانت تقلهم، عند دوار المالية بمنطقة تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة، إثر قصف اسرائيلي.

وعثر الهلال الأحمر الفلسطيني أيضاً على جثتي مسعفين اثنين، أوفدهما لإنقاذ هند، بعد تلقيه نداء الاستغاثة بالهاتف.

وتعرضت السيارة لإطلاق نار من قوات الاحتلال بعدما واجهت وهي في طريقها إلى جامعة الأزهر بالمدينة دبابات الجيش الإسرائيلي، فدخلت محطة وقود قريبة للاحتماء من الرصاص ومن الصواريخ.

ويظهر من مكالمة هاتفية بين الطفلة هند والعاملين في الإسعاف أنها كانت الوحيدة على قيد الحياة، داخل السيارة، وبقيت مختبئة من القوات الإسرائيلية، بين جثث أقاربها. وانتهى الاتصال بينها وبين المسعفين وهي تطلب النجدة، عندما انقطع الخط وسط صوت المزيد من إطلاق النار. وتمكن المسعفون في الهلال الأحمر الفلسطيني من الوصول إلى المنطقة، التي سبق أن أُغلقت بسبب الاستهداف الاسرائيلي.