السبت 2024/02/10

آخر تحديث: 12:53 (بيروت)

السجن لمدرّس تاريخ إسرائيلي ندد بالحرب على غزة

السبت 2024/02/10
السجن لمدرّس تاريخ إسرائيلي ندد بالحرب على غزة
يدافع باروشين عن فكرة التوصل إلى حل سياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني
increase حجم الخط decrease
عاقبت إسرائيل، مدرّس التاريخ مائير باروشين، بسبب منشورات له في مواقع التواصل ندد فيها بالحرب الجارية في غزة، والتي اندلعت إثر هجوم حركة "حماس" على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وقامت السلطات بطرد باروشين من عمله في مدرسة قرب تل أبيب، إضافة إلى زجه في السجن واعتباره "سجيناً شديد الخطورة"، بعد اتهامه بـ"الفتنة" و"التحريض على الإرهاب"، لنشره صورة عائلة فلسطينية مقتولة تضم أطفالاً في مواقع التواصل، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".

وفي الوقت الحالي، سمحت المحكمة لباروشين بتدريس طلابه موقتاً في مدرسة "إسحق شامير" الثانوية في مدينة بيتاح تكفا، لكن من خلال دروس مسجلة لتجنب المشاكل. واستنكر المدرّس الإسرائيلي البالغ من العمر 62 عاماً محاكمته بسبب تحدثه عن مصير الفلسطينيين في غزة.

وأثار هجوم "حماس" صدمة في المجتمع الإسرائيلي الذي يؤكد على ضرورة عودة الرهائن والوحدة الوطنية، فيما تُجمع غالبية الإسرائيليين على تأييد الجيش المرتبط ارتباطاً وثيقاً بنشوء إسرائيل أصلاً كدولة العام 1948، فيما طلبت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من الجيش "القضاء على حماس".

وشنت إسرائيل حملة قصف دامية أتبعتها بهجوم بري واسع في قطاع غزة ما أدى لمقتل أكثر من 27 ألف شخص غالبيتهم من النساء والأطفال. وعلق باروشين بأنه يوجد في إسرائيل من يقول "نحن لا نهتم بمقتل مدنيين أبرياء في غزة بعد ما فعلته حماس بنا، إنهم يستحقون ذلك". وأكمل باروشين: "لكن يقول آخرون: من المؤسف قتل مدنيين أبرياء، لكنه خطأ حماس، وإسرائيل ليست مسؤولة". وأضاف المدرس وهو عضو في منظمة "النظر في عيون الاحتلال" التي تندد بوضع الفلسطينيين في الأراضي المحتلة قائلاً: "بالنسبة إلي، هذا غير مقبول. كإسرائيليين، نتحمل مسؤولية. حكومتي تجعلني قاتلاً".

وأكد باروشين بصوت متهدج أن هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر جعله "مصدوماً ومروعاً". وشدد هذا الأب لتوأمين يبلغان 19 عاماً وتم تجنيدهما في الجيش في كانون الأول/ديسمبر على أن العملية العسكرية في غزة "لا تخدم أمن إسرائيل. بل على العكس، الأيام التي نمر بها تخلق الكراهية لأجيال". ويدافع باروشين عن فكرة التوصل إلى حل سياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

واتهمت بلدية بيتاح تكفا التي يترأسها عضو في حزب نتنياهو، باروشين بـ"الفتنة" و"التحريض على الإرهاب" بعد نشره صورة لعائلة فلسطينية مقتولة تضم أطفالاً، عبر حسابه في "فايسبوك". وأوقفت الشرطة الإسرائيلية باروشين في 18 تشرين الأول/أكتوبر، وطردته المدرسة حيث يعمل في اليوم التالي. وفي 9 تشرين الثاني/نوفمبر، وضع في حبس انفرادي في القدس، من دون نوافذ ومن دون ساعة، بتهمة "نية ارتكاب  خيانة" و"نية الإخلال بالنظام العام".

وفي 14 تشرين الثاني/نوفمبر، أسقطت المحكمة الاتهامات ضده، وأذنت لباروشين باستئناف عمله في التدريس، في انتظار قرار من محكمة العمل في نهاية آذار/مارس المقبل. ووعندما عاد المدرس إلى المدرسة في 19 تشرين الثاني/نوفمبر، رفض تلاميذه دخول الصف. وقال: "يرون أنني مؤيد لحماس".

وقدم زملاء باروشين من المعلمين دعماً خجولاً له. وأوضح: "صاروا يقولون لي: مائير، أنا معك تماماً ولكن لدي ارتباط، أو لدي عرس ابنتي، أو لدي عمل في المنزل. إنهم يخشون التحدث معي".

واعتبرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليسارية في افتتاحية أن القضية "استخدمت لتوجيه رسالة سياسية. وكان الهدف من توقيفه هو الردع، لإسكات أي انتقادات أو تلميح باحتجاجات ضد السياسة الإسرائيلية".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها